• الاحد 5 رَجَب 1446 هـ ,الموافق :05 يناير 2025 م


  • فوائد من كتاب المسائل العقدية المتعلقة بالحسنات والسيئات المجموعة 1

  • فوائد من كتاب المسائل العقدية المتعلقة بالحسنات والسيئات.
    تأليف د / صالح سندي.

    المجموعة الأولى من الجزء الأول 

    ٣٢- الحسنة، في اللغة: يُعبَّر عنها عن كل مايحصل مِن نعمة تنال الإنسان في نفسه وأحواله، والسيئة: مايسوء مِن جهة نفور الطبع أو العقل، وقيل الفِعلة القبيحة.

    وشرعاً: الحسنة، ما أحبّه الله ورسوله ﷺ وما أمر به إيجاباً أو استحباباً.

    ٣٨- كيف نعرف الحسنة؟

    الأمر بها، أو الثناء على فاعلها، أو التحذير مِن تركها، أو الإخبار بأن لها ثواب أو تكفير للسيئات.

    ونعرف السيئة، بالنهي عنها، وترتب العقاب.

    ٤٢- في بعض الآيات يُقصد بالسيئة الشرك، مثل قوله تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ).

    وقوله تعالى (ومن جاء بالسيئة فكُبَّت وجوههم في النار ).

    ٤٤- هناك مرادفات لكلمة الحسنات، ومنها: العمل الصالح، وسمّي بذلك لأنه سبب لصلاح أحوال العبد في أمور دينه ودنياه، ويزول بها فساد أحواله.

    ومنها: الطاعات، العبادة، الهدى، الخير، المعروف، التقوى، الاستقامة.

    وأما السيئات، فلها مرادفات، ومنها: الذنب، المعصية، الخطيئة، الإثم، الفاحشة، وهي ما اشتد قُبحه من الذنوب، ومنها المنكر، الإجرام.

    ٥٥- سُمّي الثواب بذلك لأنه يثوب لصاحبه أي يرجع، والعقاب عقاباً لأنه يعقب العمل أي يكون بعده.

    ٥٩- في القرآن يأتي لفظ الأجر أكثر مِن لفظ الثواب.

    ٦٠- القبول له مراتب:

    ١- قبول رضا ومحبة، واعتداد ومباهاة، وثناء على العامل في الملأ الأعلى.

    ٢- قبول جزاء وثواب.

    ٣- قبول إسقاط للعقاب وإن لم يترتب عليه ثواب، مثل من فقد الخشوع تماماً في صلاته، فصلاته صحيحة، ولايؤمر بإعادتها.

    ٦٦- السيئات ليست فقط في الأعمال الظاهرة بل هناك سيئات باطنة كالحسد وغيره، وأيضاً ترك المأمور يعتبر سيئة، كترك صلة الرحم.

    ٦٨- ترك الذنوب لايثاب عليها إلا نوى ذلك ومنع نفسه عنها، وأما من لم تخطر بباله أصلاً فلا يثاب على مجرد الترك، وقد قرر ذلك ابن القيم والقرطبي، ودليلهم قوله تعالى (وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ).

    وحديث " ورجل دعتهُ امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ".

    ٧٣- يُثاب على ترك المباح الذي لا يحتاج إليه لمصلحةِ دينه، في فعل واجب أو مستحب، قرره ابن تيمية، لاسيما إذا علم أنه سيعمر وقته بما هو أنفع له من ذلك المباح، وهذا المقام لا يقدر عليه كل أحد.

    قال ابن تيمية: مَن زهد فيما يشغله عن المستحبات والدرجات فهو من المُقدَّمين السابقين. ٢٠- ١٥١

    قاعدة: فعل المباح بالنية الحسنة يكون خيراً، وبالنية السيئة يكون شراً.

    والدليل حديث " إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليه حتى ما تضعه في في امرأتك " متفق عليه.

    ٩١- السيئات نوعان: ترك فريضة مثل معصية إبليس في ترك السجود لآدم، وفعل محرم مثل معصية آدم عليه السلام في الأكل من الشجرة.

    ١٠٨- مَن دفع الزكاة لأجل نفع الفقراء ولم ينو حقيقة الزكاة لم تبرأ ذمته بذلك، لأنه لم ينو التقرب بهذا العمل الخاص وهو الزكاة.

    ١٠٨- نية التقرب تكفي لحصول الأجر ولو لم يعلم حقيقة الثواب.

    ١٠٩- النية تؤثر في صحة العمل، وفي مضاعفة العمل مِن ناحية الثواب.

    ١٠٩- نية العمل لابد أن تكون قبل الفعل، ويُعفى عن استصحابها في أثنائها لما في ذلك مِن المشقة.

    ١٢٣- شروط اعتبار السيئة:

    1️- العلم بها، فالجاهل لا إثم عليه، ومِن أدلة ذلك عموم الآيات التي فيها عدم المؤاخذة قبل إرسال الرسل، قال تعالى (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا).

    قال ابن القيم: الأحكام إنما تثبت في حق العبد بعد بلوغه، وبلوغها إليه. البدائع ٤/ ١٦٨

    ١٢٦- أجمعوا على عدم مؤاخذة الصغير على الذنوب ورفع القلم عنه.

    ١٢٦- ️2- من شروط اعتبار السيئة: القصد، أي النية، والدليل قال تعالى (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم).

    وفي الحديث " إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما اُستكرهوا عليه " رواه ابن ماجه وابن حبان وصححه النووي.

    ١٢٩- ️3- من شروط اعتبار السيئة : الاختيار، وليس الإكراه.

    ١٣٤- مسألة: فعل المأمور أو ترك المحظور، والتفصيل فيها.

    ١٣٥- حديث " اتق المحارم تكن أعبد الناس " رواه الترمذي وأحمد وفيه انقطاع، الحسن لم يسمع من أبي هريرة.

    ١٣٧- ترك الذنوب المحببة لك لأجل الله تعني أن محبتك لله أعظم من محبوباتك.

    ١٤٦- أعلى جزاء للحسنات سيكون يوم القيامة، ولكن هذا لا يعني أن الحسنات ليس لها ثمرات في الدنيا، قال تعالى (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين).

    ١٥١- قال ابن تيمية: النفس لها قوتان، علمية وعملية، فلا تصلح إلا بصلاح الأمرين وهو أن تعرف الله وتعبده. درء التعارض ٣ / ٢٧٤

    ١٥٥- وجود عقوبات على الذنوب لا ينافي أن فيها لذة يزينها الشيطان.

    ١٦٠- مما نشاهد أن حياة بعض الكفار فيها نعيم ظاهر، ولكن يجب أن نعلم أن هذا استدراج، وفي الحديث " إذا رأيتَ الله يُعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    ٢١٢- قال أبو الدرداء: إن مِن فِقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، وإن مِن فِقه العبد أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه.

    ٢١٣- كلما زاد الإيمان في القلب انبعثت الجوارح بالأعمال الصالحة، وكلما قامت الجوارح بالأعمال زاد الإيمان، فهناك ارتباط قوي بين العمل والإيمان.

    ٢١٧- كلما أحسنت العمل الصالح كانت زيادة الإيمان في قلبك أحسن، وحُسن العمل يكون بالإخلاص والاتباع.

    ٢١٧- مع قيامنا بالأعمال الصالحة التي تزيد الإيمان فلنحذر من المعاصي لأنها تنقص الإيمان.

    ٢١٧- حديث " إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أعطاك الله خيراً منه " رواه النسائي بسندٍ صحيح.

    ٢٢٠- ترك الواجبات ينقص الإيمان بحسب العمل المتروك، حتى ترك المستحبات ينقص الإيمان لأنه فاته ذلك العمل الذي يزيد إيمانه، فمن ترك قيام الليل لشهر كامل ليس كالذي قام الليل في ذلك الشهر.

    ٢٢١- الذي يفعل المعاصي لو كان بغضه لها تاماً لما فعلها، ولو كان تصديقه بالتحريم تاماً لما فعلها، ولو كان يقينه بعظمة الله تاماً لما فعلها، فلأن تلك المعاني نقصت، نقص إيمانه ثم فعل السيئات.

    وهذا لا يعني أن المؤمن لا يذنب، ولكن يجب أن نعلم أن هناك نقص في العلم بالله وفي خطر الذنوب ولهذا يقع المرء في الذنوب.

    ٢٢٢- أثر السيئات على المؤمن:

    1- سبب لزيغ القلب، قال تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم).

    2- سبب للران على القلب، قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).

    3- سبب للفتنة والوقوع في النفاق، قال تعالى (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه).

    4- سبب للحرمان من التوفيق، قال تعالى (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى).


    ٢٢٧- الخوف والرجاء من الحسنات القلبية ويثمران الاجتهاد في فعل الحسنات الظاهرة.

    ٢٣٥- الواجب في الخوف ألَّا يصل لحد اليأس، والرجاء ألَّا يصل لحد الأمن مِن مكر الله.

    ٢٣٨- أرجح الأقوال، أن يكون الخوف والرجاء متساويان، واختاره أحمد وابن تيمية وابن القيم.

    ٢٤١- المؤمن طبيبُ نفسه، فإن رأى نفسه تتجه للمعاصي فليعظها بالخوف، وإن رآها غلب عليها اليأس فليتذكر الرجاء ورحمة الله.

    ٢٤٢- أسباب الخوف:

    ١- العلم بالله تعالى وصفاته، ومنها العظمة والقوة والقهر، وقد قال تعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء).

    ٢- معرفة عيوب النفس وتقصيرها، وفي الحديث " اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً " رواه البخاري.

    ٣- مُطالعة نصوص الوعيد على الذنوب والتصديق بها، ونصوص التخويف بالآخرة وأهوالها.

    ٢٤٦- أسباب الرجاء:

    ١- العلم بالله تعالى والتأمل في صفات الرحمة.

    ٢- مُطالعة نصوص الوعد والتصديق بها.

    ٢٤٩- أنواع الخوف:

    ١- الخوف من عدم قبول الحسنات، قال تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )، أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: " لا يا بنت أبي بكر ، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو يخاف ألا يتقبل منه " رواه ابن ماجه بسندٍ حسن.

    وكما قال تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين) وما يدريك أنك منهم.

    ٢- الخوف من ضياع الثواب في المستقبل بسبب العُجب أو المعاصي التي تحبطه أو تنقصه، كما ورد في النصوص كما في حديث المفلس.

    ٣- الخوف من إثم السيئة.

    قال ابن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالسٌ في أصل جبلٍ يخاف أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مرَّ على أنفه فقال به هكذا فذهب وأمر بيده على أنفه. رواه البخاري.

    والقاعدة: أن المؤمن متيقن بالذنب وليس بمتيقن بالمغفرة وقبول التوبة.

    ٤- الخوف من الذنوب التي قد يفعلها في المستقبل، والانتباه من تقلب القلوب.

    قال ابن أبي مليكة: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه، وكان عمر يقول لحذيفة: هل سمّاني رسول الله في المنافقين.

    ٢٥٥- الرجاء في الحسنات يشمل أمور:

    ١- رجاء قبولها والإثابة عليها والتوفيق للمداومة عليها.

    ٢- رجاء مغفرة السيئات، قال تعالى عن إبراهيم (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).

    ٢٥٨- حقيقة الخوف، في ترك الذنوب، قال بعضهم: ليس الخائف من بكى وعصر عينيه، وإنما الخائف من ترك ما يُعذّب عليه.

    ٢٥٩- الخوف النافع هو الذي يدعو للعمل الصالح، قال تعالى عن الملائكة (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون)، وقال عن عباده الصالحين (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون) إلى أن قال (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)، وأهل الآخرة جمعوا بين الخوف والاجتهاد، والبعض جمع بين الأمن والكسل عن العبادة.

    ٢٦٠- من رجا شيئاً استلزم رجاؤه أمور: محبة ما يرجوه، خوفه من فواته، سعيه في تحصيله.

    ٢٦١- الفرق بين الرجاء والتمني، أن الرجاء يكون معه عمل واستفراغ الطاقة في الإتيان بأسباب الفوز، وأما التمني فهو حديث النفس مع تعطيل الأسباب الموصلة لذلك الشيء.

    ٢٦٥- الإيمان إيمانان: إيمان يمنع من دخول النار وهو الإيمان الكامل، وإيمان يمنع الخلود فيها، وهذا هو أصل التوحيد.

    ٢٧٨- الإيمان الكامل يؤثر على صاحبه من ناحية مغفرة الذنوب، وقد يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب، ولهذا كانت العناية بتحقيق التوحيد مهمة.

    ٢٧٩- قال السعدي: والحاصل أن تمام التوحيد بالقيام بشروطه وأركانه ومكملاته ومحققاته، وباجتناب نواقضه ومنقصاته ظاهراً وباطناً، قولاً وفعلاً وإرادةً واعتقاداً.

    ٢٨١- مَن دخل النار مِن أهل لا إله إلا الله فإنه لم يحقق الإخلاص واليقين المحرم له على النار.

    ٢٨١- الذنوب تقدح في كمال الإيمان، لأن كمال الإيمان لا يتم إلا بتنقية التوحيد من كل ما ينقصه، والذنوب تؤثر فيه.

    ٢٨٣- البدع تؤثر في كمال التوحيد مِن نواحي:

    ١- أنه معاندة للدين وخروج عن منهج النبي ﷺ لأنه يتضمن ردّ شيء من السُنّة.

    ٢- أن المبتدع كأنه يستدرك على الشريعة ويتهمها بالنقص، وهذا مِن لوازم البدعة.

    ٣- أن الابتداع نوع مِن اتباع الهوى وتقديمه على الهدى.

    ٢٨٧- المعاصي تؤثر على كمال التوحيد، لأن مَن كمل توحيده فلابد أن يقدم محبة الله على محابة وأن يكره ما يكرهه الله من الذنوب، قال ابن القيم: فمن آثر على الله شيئاً من محبوباته فقلبه مريض، وقال ابن رجب: وإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله أو كراهة ما يحبه الله، وذلك ينشأ مِن تقديم هوى النفس على محبة الله وخشيته.

    ٢٨٩- المعاصي تصدر مِن تقديم طاعة الشيطان على طاعة الرحمن، ولهذا لم يخلص مِن الشيطان إلا المخلصون لله، قال تعالى عن إبليس (لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين).

    ٢٩٠- المؤمن قد يذنب، ولكنه يبادر للتوبة ويخاف من ذنبه.

    ٢٩٥- الحسنات تؤثر على تحقيق كمال التوحيد المستحب، فمن جاء بالواجبات ثم المستحبات أكمل توحيداً وأعظم درجة عند الله ممن جاء بالواجبات فقط، ومن ترك المحرمات والمكروهات وكان عنده ورع عن الشبهات فهو أكمل درجة من غيره، لأن قلب هذا النوع من الناس قد امتلأ بحب الله وتعظيمه والتقرب إليه فهو في أعلى الدرجات، فمثله يدخل الجنة بغير حساب.

    ٣٠٢- صفة المحبة لله جاءت بوصفين (الحب، الود)، قال تعالى (يحبهم ويحبونه)، (وهو الغفور الودود)، (إن ربي رحيم ودود).

    ٣٠٣- صفة البغض لله تعالى، جاءت في الحديث " أبغض الناس إلى الله ثلاثة " ولكن جاء في القرآن صفة الكره، والمقت الذي هو الغضب الشديد، (ولكن كره الله انبعاثهم)، (كبر مقتاً عند الله).

    وهناك أعمال نفى الله محبته لها، (والله لا يحب الفساد) وفي الحديث " إن الله لا يحب كل فاحش متفحش " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    والمؤمن يجري مع محاب الله ويبتعد عن كل ما يبغض الله.

    ومحبة الله لك على حسب قيامك بما يحب من الحسنات.

    وفي الحديث " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله مِن المؤمن الضعيف " رواه مسلم.

    ٣١٦- الذين أنكروا صفة المحبة لله تعالى جعلوه كالجمادات التي لا تحب ولا تبغض.

    ٣١٧- إذا كان الله يبغض السيئات فاعلم أنه يبغض أهلها، فاحذر أن تكون مِن أهلها فيبغضك الله.

    ٣٣٢- الثواب على الحسنات إنما هو فضل مِن الله تعالى قد أوجبه الله على نفسه، قال تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، وقال تعالى (الذي أحلَّنا دار المقامة من فضله).

    ٣٤٧- حديث "كل سُلامى من الناس عليه صدقة " متفق عليه، السُلامى، أي عظام المفاصل، وهي ٣٦٠ مفصل، ومن العجيب أن بعض العلماء يرى أن في تسميتها سُلامى إشارةً لطيفة، وهي أن سلامتها نعمة من الله عليك، فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة تتصدق عنها ليكون ذلك شكراً لهذه النعمة. قاله ابن رجب.

    وابن القيم يرى أن نعمة النَفَس تتكرر ٢٤ ألف مرة في اليوم، فهذه ٢٤ ألف نعمة وتحتاج للشكر، ماعدا غيرها من النعم.

    ٣٤٨- إذا كان المجتهد في الطاعات لن يؤدي شكر هذه النعم فكيف بحال المقصر؟

    ٣٦٨- أشهر عبادة للملائكة هي التسبيح، قال تعالى (يسبحون الليل والنهار) والصلاة والسجود، قال تعالى (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة).

    ومن أعمالهم: الدعاء للمؤمنين والدعاء على الكافرين، قال تعالى (ويستغفرون لمن في الأرض)، وقال تعالى (هو الذي يصلي عليكم وملائكته)، وأما دعاؤهم على الكافرين، فقال تعالى (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

    ٣٧٧- هل إبليس من الملائكة؟

    على خلاف، والراجح أنه من الجن لأسباب:

    1- صريح الآية، قال تعالى (إلا إبليس كان من الجن ففسق).

    2- أن الملائكة خُلقوا من نور والجن من نار.


    3- إبليس له ذرية وأما الملائكة فلا، قال تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني).

    4- يكون معنى الآية التي فيها ذكر السجود، أنه كان يتعبد معهم ولم يكن من جنسهم.

    ٣٨٣- كتابة الحسنات والسيئات، جاءت بلفظ صريح، قال تعالى (وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين)، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وغيرها، ومن الأحاديث " قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرائي " رواه مسلم.

    ٣٨٧- أسماء الكتبة، جاء وصفهم بالكتبة، والرسل، والحفظ، وقيل إن كاتب الحسنات اسمه رقيب، وكاتب السيئات اسمه عتيد، ولكن هذا وصف لهما كما هو ظاهر السياق.

    ٣٩٢- أين محل وجود الكاتبين من الملائكة؟

    لا يوجد دليل صريح صحيح في ذلك، ولكن قيل إنهما على العاتقين، وقيل على الشفتين، والصواب أنهما كما قال الله (عن اليمين وعن الشمال قعيد).

    وكما في حديث " فإن عن يمينه كاتب الحسنات " أخرجها ابن أبي شيبة، وجاء في النهي عن البصاق في الصلاة عن اليمين، والأصل " فإن عن يمينه ملكاً " رواه البخاري.

    وقيل إن مَلَك السيئات يتحول في الصلاة لجهة اليمين، وفي رواية في غير الصحيح " فإن عن يساره القرين " أي الشيطان. نقله في فتح الباري ١ / ٥١٣

    ٣٩٤- بماذا تكتب الملائكة؟

    يجب أن نترك النص على ظاهره وهو الكتابة، وأنها حقيقية، وأما التفاصيل فهي أمور غيبية.

    ٣٩٧- هل هو كتاب واحد أو متعددة؟ الاحتمال وارد للأمرين، وقد جاء أنه واحد في قوله تعالى (اقرأ كتابك)، وقيل بالتعدد كما في حديث البطاقة حيث ينشر له تسع وتسعون سجل.

    وهناك ملائكة تكتب المبكرين لصلاة الجمعة، وهم غير الكتبة التي على كل واحد، مع التنبيه على أن الخوض في التفاصيل بلا دليل لا يصح.

    ٣٩٩- هل السيئات تُمحى من الكتاب بعد التوبة؟

    قيل: إنها تمحى بدليل قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) وحديث " وأتبع السيئة الحسنة تمحها " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    وقيل: لا تمحى، ونقل ابن رجب عن بعض المفسرين أنه الصواب، بدليل حديث العرض " يَدْنُو أحَدُكُمْ مِن رَبِّهِ حتّى يَضَعَ كَنَفَهُ عليه، فيَقولُ: أعَمِلْتَ كَذا وكَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، ويقولُ: عَمِلْتَ كَذا وكَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يقولُ: إنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليومَ " رواه البخاري.

    ومنهم من استدل بقوله تعالى (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).

    ولكن الظاهر أن هذا في المجرمين.

    واستدل بعضهم بقوله تعالى (فمن يعمل مثال ذرة خير يره) والظاهر أن المعنى يرى جزاءه إن خيراً أو شراً.

    وبعضهم يرى أن المحو هو الغفران وليس أن تمحى من الكتاب، بدليل " فيقرره بذنوبه، فيقول هل تعرف ذنب كذا، فيقول: أي رب أعرف، فيقول الله: سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم " متفق عليه.

    وكان بعض السلف يبكي لهذا الحديث ويقول: لو لم نبك إلا للحياء من ذلك المقام لكفى.

    ٤٠٤- الملائكة تعرف أعمال القلوب وتكتبها، والدليل عموم قوله تعالى (يعلمون ما تفعلون) وحديث " من همَّ بحسنة فعملها " وهنا سؤال: كيف يعرفون منه ذلك؟

    قيل أن المَلَك يجد للهمّ بالحسنة رائحة طيبة والعكس، والصواب أن نتوقف عن الخوض في ذلك، المهم أنه يكتب، والله قادر أن يُعلم المَلَك بما في نفس العبد كيف شاء.

    ٤٠٧- الحكمة من كتابة الملائكة؟

    ١- أن يتوقف المؤمن عن السيئات.

    ٢- أن يعلم العبد بالعدل الرباني وأنه لا يظلم أحداً سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه (اقرأ كتابك كفى بنفسك).

    ٣- العلم بقدرة الله، فإذا كان المَلَك عنده هذا الإحصاء الدقيق، فالله أعظم إحصاءً سبحانه وتعالى.

    ٤٠٨- في صحيح مسلم " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة "، وهنا مسألة ولاية الملائكة للصالحين، وتتضمن حثهم على الصالحات، وقذف الحق في قلوبهم، وزجرهم عن الباطل، قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن للمَلَك لمّة وللشيطان لمّة.

    قال ابن تيمية: لابد أن يُعلم أن المبدأ في شعور النفس وحركتها هم الملائكة أو الشياطين.

    وقال: إن أعظم ما تقذفه الملائكة في قلوب المؤمنين: العلم النافع. (4/ 31).

    ٤١١- من أعمال الملائكة، الدعاء للمؤمنين، قال تعالى (ويستغفرون للذين آمنوا) وهذا الدعاء دليل محبة الملائكة للمؤمنين.

    ٤٢٥- الأنبياء قبل النبوة.

    ليس في الأدلة ما يمنع أن يكونوا على دين قومهم، مع كونهم أصحاب صدق وأمانة، وبعض أنبياء بني إسرائيل نشأوا على التوراة، وقد يكون النبي على دين قومه فيؤمن كلوط، فإنه آمن بسبب دعوة إبراهيم، وأما الرسول ﷺ فقد عصمه الله قبل البعثة من أفعال الكفار كعبادة الأصنام، والفواحش، هذا ملخص كلام ابن تيمية.

    ٤٢٨- الأنبياء معصومين من الشرك بالإجماع، وأما الآية (لئن أشركت ليحبطن عملك) فهذا شرط، والشرط لا يقتضي الوقوع، مثل قوله تعالى (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين).

    ٤٣٠- الأنبياء معصومين من الكبائر بالإجماع، ولم ينقل عن أحد منهم شيء من ذلك.

    ولكن اختلف في الصغائر، والراجح أنه قد تقع منهم، وهو قول الجمهور، ولكنهم ينبهون عليها، ويتوبون منها، مع التأكيد على عدم وقوع شيء من الأخلاق السيئة، لأنها تؤثر في سمعتهم، ومن الأدلة قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى)، (فلا تسألن ما ليس لك به علم).

    ٤٥٣- حديث جميل في أثر الحسنات على حفظ المؤمن في قبره " فإِذا كان مُؤْمِنًا كانتِ الصلاةُ عندَ رأسِهِ والزَّكاةُ عن يَمينِهِ والصومُ عن شمالِهِ وفعلُ الخيراتِ والمعروفُ والإحسانُ إلى الناسِ مِنْ قِبَلِ رجلَيْهِ فَيُؤْتى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فتقولُ الصلاةُ لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ فَيُؤْتى عَنْ يَمِينِهِ فتقولُ الزكاةُ لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ ويُؤْتى مِنْ قِبَلِ شِمالِهِ فيقولُ الصومُ ليس قِبَلِي مَدْخَلٌ ثمَّ يُؤْتى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فيقولُ فعلُ الخيراتِ والمعروفُ والإحسانُ إلى الناسِ ليس من قِبَلِي مَدْخَلٌ فيقالٌ له اجْلِسْ فيَجْلِسُ وقدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشمسُ للغروبِ فيُقالُ لَهُ ما تقولُ في هذا الرجلِ الَّذي كان قِبَلَكُمْ يعني النبيَّ ﷺ فقالَ أشْهَدُ أنَّهُ رسولُ اللهِ ﷺ جاءَنا بالبَيِّناتِ مِنْ عندِ رَبِّنا فصدَّقْناهُ واتَّبَعْناهُ فيقالُ له صَدَقْتَ وعَلى هَذا حَيِيتَ وَعَلى هَذا مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إنْ شاءَ اللهُ ويُفْسَحُ لَهُ في قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ويُقالُ افتَحُوا لَهُ بابًا إلى النارِ فيُقالُ هذا كان مَنزِلُكَ لو عَصَيْتَ اللهَ عزَّ وجلَّ فيَزْدادُ غِبْطَةً وسُرورًا ويقالُ افْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجنَّةِ فيُفْتَحُ لَهُ فيُقالُ هذا مَنْزِلُكَ وما أعدَّهُ اللهُ لَكَ " رواه ابن حبان، وحسنه الهيثمي ووصفه ابن تيمية بالمشهور.

    ٤٥٤- الحسنات التي تنفع صاحبها في القبر:

    1- ما قام بها في حياته.

    2- ما يصل إليه مِن حسنات غيره مِن إهداء.

    3- ما يكون نفعه دائم كالصدقات الجارية والأوقاف والعلم الباقي.

    ٤٥٥- حديث " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت " رواه الحاكم وصححه الألباني.

    والصواب أنه ميزان واحد، ولكن يتعدد الموزون فيه، والأدلة فيه متواترة، ومنها، قال تعالى (والوزن يومئذ الحق)، وقال تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)، ومن الأحاديث " أثقل ما يوضع في الميزان حسن الخلق " رواه الترمذي بسندٍ صحيح، وحديث "كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده " متفق عليه.

    ٤٦٢- الله قادر أن يجعل للأعمال أجسام ظاهرة لتوزن، كما ورد أن سورة البقرة وآل عمران تأتيان كغمامتان، وحديث العمل الصالح الذي يأتي للميت في قبره كهيئة رجل حسن الوجه، وحديث أن الموت يُذبح بين الجنة والنار.

    ٤٦٤- الحكمة من الميزان، قيل:

    1- امتحان لإيمان العباد به في الدنيا.

    2- إظهار علامة السعادة والشقاوة في الآخرة.

    3- الإعلام بأن الله عادل لا يظلم. قاله ابن الجوزي.

    ٤٦٧- ما هو الشيء الذي يوزن ؟

    قيل: صحف الأعمال، والاعتبار في الثقل والخفة على قدر ثقل الأعمال وأجورها، وهذا رأي جمهور المفسرين، والقرطبي والشوكاني وغيرهم، ودليلهم: حديث البطاقة الطويل.

    وقيل: الأعمال نفسها، فيجعل الله لها أجساماً فتوزن، واختاره البخاري وابن حجر وابن تيمية، ودليلهم "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ".

    وقيل: العامل نفسه، والدليل " أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ صعد على نخلة فانْكَشَفَتْ ساقُه، وكانت دقيقةً هزيلةً، فضَحِكَ منها بعضُ الحاضِرِينَ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَتَضْحَكُونَ من دِقَّةِ ساقَيْهِ، والذي نفسي بيدِه لَهُما أَثْقَلُ في الميزانِ من جَبَلِ أُحُدٍ " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    وحديث " يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقرأ (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) " . رواه البخاري.

    ومنهم من قال إنه ليس بظاهر، لأنه بمعنى أي لا قدر لهم لحقارتهم.

    فيكون الدليل الأقوى هو قصة ساق ابن مسعود.

    وقيل: إن كل ماسبق سيوزن، فيوزن العمل والعامل وكتاب الأعمال.

    وهنا تنبيهات:

    1- الذي يوزن عمل الإنسان نفسه، وما تسبب به ليبقى له بعد موته، وما يُهدى له من الحسنات كالصدقات.

    2- هناك المقاصة بين الحقوق، فيأخذ المظلوم من حسنات الظالم، وقد يوضع من سيئاته عليه، ثم يكون الوزن الدقيق، وهذا يدعوك للحذر والانتباه.

    3- احرص على كل ماورد أنه يثقل الميزان.

    ٤٧٦- أحوال الناس في الميزان:

    ١- منهم من ترجح حسناته، وهم الفائزون، قال تعالى (فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون)، وهم أصناف متعددة ومتفاوتة في الفوز حسب حسناتهم، حتى لو كان عندهم شيء من الذنوب الكبيرة، لأن الحسنات قد غلبت.

    ٢- أهل الأعراف، وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، يبقون على جبل الأعراف، ومصيرهم الجنة.

    3- من رجحت سيئاته، هل لابد أن يدخل النار، أو هو تحت المشيئة؟

    قيل: إنه تحت المشيئة واختاره ابن حجر والقرطبي.

    وقيل: لابد من دخوله النار، ونقل بعضهم إجماع أهل السنة عليه، ورجحه ابن تيمية وابن القيم، وهذا يؤكد خطر الإصرار على الكبائر.

    ولهذا مَن مات مصراً على الكبائر ولم يحصل على موانع الوعيد الكثيرة التي منها: التوبة، المصائب المكفرة، الحسنات الماحية، شدة القبر، أهوال القيامة، الشفاعة، رحمة الله، فمعنى ذلك أن سيئاته الكبار لازالت موجودة ولهذا وزنت وثقل ميزانه بسببها.

    تنبيه: الوزن بعد الحساب على الله، مع العلم أن هناك مَن يُغفر له في الحساب كما في حديث عرْض المؤمن، فيقول الله " سترتها عليك في الدنيا وأنا اغفرها لك اليوم ".

    تنبيه: الشفاعة تكون بعد الوزن، كما في ظاهر النصوص.

    وفي أنواع الشفاعة، ما يكون لأهل الكبائر، كحديث " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " رواه أحمد بسند صحيح.

    ٤٩٨- الأعراف سور مرتفع بين الجنة والنار، يبقى فيه قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم مدَّةً، اللهُ أعلم بها، ثم مصيرهم للجنة، وهذا رأي جماهير الصحابة فيهم.

    ٥٠٢- هل توزن أعمال الكفار؟ على خلاف.

    فقيل: توزن لعموم الآيات، ومنها (ومن خفت موازينه).

    وقيل: لا توزن، لقوله تعالى (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً)، ولكن قيل إن المراد أي لا نقيم لهم قدراً ومكانة.

    وقيل: التفصيل، فمنهم من يوزن، ومنهم لا يوزن.

    والصواب أنه ينصب له ميزان، لا لأجل الحسنات ولكن ليظهر له خفة ميزانه، تبكيتاً له، ولبيان مراتب العذاب للكفار، فلا يستوون لتفاوت كفرهم ومعاصيهم، لأن النار دركات.

    ٥٠٨- مِن فضل الله على المؤمنين أنه يثيبهم على حسناتهم، وعلى ما توَّلد منها مثل أن يكونوا سبباً فيها، والدليل " من دلّ على هُدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه " رواه مسلم.

    تنبيه: الثواب لا يقع إلا على العمل المقبول الذي استجمع الشروط، ولهذا لابد من الحذر من محبطات الأعمال.

    ٥٠٩- إذا غلبت السيئات الحسنات في الوزن، أسقطت ما يقابها من الحسنات، وما أعدَّ له من الثواب يحبط بسبب تلك السيئات التي زادت على حسناته.

    ٥١٦- قال ابن تيمية: ورؤية الله سبحانه هي أعلى مراتب نعيم الجنة، وغاية مطلوب الذين عبدوا الله مخلصين له الدين، وإن كانوا في الرؤية على درجات على حسب قربهم من الله ومعرفتهم به. الفتاوى ٦/ ٤٨٥.

    ٥١٧- أسباب تكفير السيئات متنوعة، منها ما يكون في الدنيا، أو في القبر، أو في الآخرة، وأمَّا الآية ( من يعمل سوءا يجز به ) فنعم، ولكن قد يتخلف ذلك بسبب وجود الشروط وانتفاء الموانع، فقد يعاقب الله عبده وقد يعفو عنه.

    ٥١٩- العفو الرباني يكون في الذنوب التي بين العبد وربه، وأما ما يتعلق بالمخلوقين فلابد من القصاص، كحديث " مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه " رواه البخاري.

    وحديث المفلس، "  أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النّارِ " رواه مسلم.

    انتهت المجموعة الأولى من فوائد الجزء الأول بفضل الله تعالى.

    رابط المجموعة الثانية من الفوائد 
    https://s-alamri.com/article/details/23163

    رابط المجموعة الثالثة من الفوائد 
    https://s-alamri.com/article/details/23164



    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات من سورة الزخرف - 2

    0:00

    تأملات من سورة الدخان - 2

    0:00

    وقفات مع قصة يونس عليه السلام

    0:00

    رسائل في الإصلاح

    0:00

    لا تقنط

    0:00



    عدد الزوار

    5130830

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة