• الاحد 5 رَجَب 1446 هـ ,الموافق :05 يناير 2025 م


  • فوائد من كتاب المسائل العقدية المتعلقة بالحسنات والسيئات المجموعة 2


  •  

    ٥٢٠- في حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِى الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري.

    قال ابن بطال: وهذه المقاصة التي في هذا الحديث هي لقوم دون قوم وهم من لا تستغرق مظالمهم جميع حسناتهم؛ لأنه لو استغرقت جميعها لكانوا ممن وجب لهم العذاب، ولما جاز أن يقال فيهم: خلصوا من النار، فمعنى الحديث - والله أعلم - على الخصوص لمن يكون عليه تبعات يسيرة.

    فالمقاصة أصلها في كلام العرب مقاصصة، وهي مفاعلة، ولا تكون المفاعلة أبدًا إلا من اثنين، كالمقاتلة والمشاتمة، فكأن كل واحد منهم له على أخيه مظلمة وعليه له مظلمة، ولم يكن في شيء منها ما يستحق عليه النار فيتقاصون بالحسنات والسيئات، فمن كانت مظلمته أكثر من مظلمة أخيه أخذ من حسناته فيدخلون الجنة، ويقتطعون فيها المنازل على قدر ما بقى لكل واحد منهم من الحسنات، فلهذا يتقاصون بالحسنات بعد خلاصهم من النار - والله أعلم - لأن أحدًا لا يدخل الجنة ولأحد عليه تبعة، فإن قلت: إذا نقوا وهذبوا دخلوا الجنة.

    وقيل: هذه المقاصة إنما تكون في المظالم في الأبدان من اللطمة وشبهها مما المظالم فيه ممكن لأداء القصاص فيه بحضور بدنه، فيقال للمظلوم: إن شئت أن تنتصف، وإن شئت أن تعفو للأجر.

    ٥٢١- مَن تاب توبة صادقة من مظالم العباد وعجز أن يردها أو يتحللها منهم فلا يقنط من رحمة الله، لكن يجب أن يكثر من الحسنات، لأجل المقاصة، ونقول إن الله قادر أن يرضي خصومه ويعوضهم بالثواب.

    ٥٢١- خطورة المجاهرة بالمعاصي وتأثيرها على منع العفو الرباني، والدليل حديث " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " رواه البخاري ومسلم.

    ٥٢٢- تأخير العقوبة على الذنب علامة الخذلان بالعبد، وفي الحديث " إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة " رواه الترمذي وحسّنه.

    ٥٢٤- العقوبة تكون على السيئة، وما تفرّع منه، وفي الآية (وليحملنَّ أثقالاً مع أثقالهم) وفي الحديث " ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " رواه مسلم.

    قاعدة: وقوع الجزاء على السيئات التي لم تُغفر متوقف على رجحان السيئات على الحسنات في الميزان، وعلى عدم الشفاعة.

    ٥٢٦- إذا قيل إنّ عذاب الموحدين في النار مؤقت فلا تظنّ الأمر خفيف، وتأمل آيات وأحاديث الوعيد، ويكفيك حديث " يُغمس في النار غمسة فيقال هل مرّ بك نعيم قط، فيقول: لا وعزتك " رواه مسلم.

    ٥٣١- القاعدة في الوعيد، أنه مقيد بقوله تعالى (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).

    ٥٣٤- مَن تاب مِن شرب الخمر ثم دخل الجنة، هل يشرب منها؟

    على خلاف لأجل الأحاديث، ومنها " مَن مات مِن أمتي وهو يشربُ الخمرَ حرَّم اللهُ عليه شربَها في الجنةِ " رواه أحمد وحسَّنه الحافظ في الفتح.

    وهذا بمعنى نقص النعيم له في الجنة تمييزاً بينه وبين من لم يقترف ذلك الفعل، مثل الفروقات في درجات الجنة للمجتهدين.

    ٥٣٧- مصير أطفال المشركين؟ وقع الخلاف فيهم، والصواب أنهم يمتحنون يوم القيامة، واختار هذا القول ابن تيمية وابن القيم وبه تجتمع الأدلة.

    ٥٣٨- حسنات الصبي تصح ويثاب عليها، والدليل حديث إسلام اليهودي الذي زاره النبي ﷺ، رواه البخاري، وحديث المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن حج صغيرها فقال: " نعم ولك أجر " رواه مسلم، وحديث " مروا أولادكم بالصلاة لسبع " رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

    ولكن لا تُكتب السيئات على الصغير لحديث " رُفع القلم عن ثلاثة ومنهم الصغير حتى يكبر".

    مسألة: ثواب الصغير دخول الجنة كالكبير، ويدخلها وهو كبير مثل بقية الناس، ونقل الإجماع على دخولهم الجنة إن ماتوا قبل البلوغ، نقله ابن عبدالبر وأحمد، لكن يرى البعض أن الحكم للجميع وليس للتعيين.

    ٥٤٣- في الآية (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقناه بهم ذريتهم) قال ابن عباس: إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمن ذريته وإن كانوا دونه في العمل ليقر عينه بهم.

    ٥٤٥- قاعدة: متى ثبت التكليف، ثبتت المؤاخذة على الشخص من الإثم والعقاب وغيرها، لحديث " رُفع القلم عن ثلاثة ".

    ٥٤٨- الكافر يجازيه الله على حسناته في الدنيا بتيسير أمور الدنيا، كما في حديث " إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها " رواه البخاري.

    وحديث " إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طُعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدّخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته " رواه مسلم.

    ٥٥٠- كل حسنات الكافر تحبط بسبب كفره، والدليل، يقول تعالى (وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَعۡمَـٰلُهُمۡ كَسَرَابِ بِقِیعَة یَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَاۤءً حَتَّى إِذَا جَاۤءَهُ لَمۡ یَجِدۡهُ شَیۡـٔاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ).

    وقال تعالى (ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة).

    وهنا سؤال، هل حسنات الكافر تخفف عنه العذاب؟

    قيل، لا، وحُكي الإجماع على ذلك، بدليل قوله تعالى (فلا يُخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون) ، ولأنها حابطة، والحابط لا أثر له في الآخرة، والحديث السابق صريح في ذلك " حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها ".

    وقيل: إنها تخفف عنه العذاب، بدليل تخفيف العذاب على أبي طالب، ولكن الصواب أن هذا خاص به بسبب شفاعة النبي ﷺ له.

    ٥٦١- تفاوت عذاب الكفار، باختلاف درجات كفرهم، ورفضهم للدين، وإلحادهم، وأذاهم للمسلمين، وتفاوتهم في فعل المعاصي حال كفرهم، كما في قوله تعالى (ما سلككم في سقر – قالوا لم نك من المصلين).

    ٥٦٣- إشكال في حديث رواه مسلم " إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار ".

    والجواب:

    ١- قيل بضعف هذه الرواية كما قاله البيهقي، فقد تفرد به شداد الراسبي وهو صدوق يخطئ.

    ٢- على فرض صحته، يكون معناه أن بعض الكفار كان لهم سبب في معاصي بعض المسلمين فيكونون داخلون في حديث " من سنّ سنة سيئة "، ومما يؤيد ذلك، قوله " ناس من المسلمين " أي بعضهم.

    ٦١٦- مِن رحمة الله أن جعل أبواب الحسنات متنوعة، ولكن من سعادة المؤمن أن يختار أفضل الأعمال، ويجب أن نعلم أن الشيطان حريص على إشغال العبد بالمفضول عن الفاضل، لهذا ينبغي دراسة فقه مراتب الأعمال.

    ٦١٨- بعض الأعمال أحب إلى الله من بعض، وهذا فيه عدة نصوص، منها ما يأتي بلفظ " أحب، أفضل، خيركم، ونحو ذلك ".

    ٦٢٥- تفاضل أهل الحسنات إلى: سابق بالخيرات، مقتصد، ظالم لنفسه، وكل مرتبة منها يتفاوت أهلها تفاوتا كبيراً.

    ٦٢٧- في حديث " من عادى لي ولياً " رواه البخاري.

    ثم ذكر الفرائض والنوافل، قال ابن رجب: أولياء الله على درجتين، المتقربون بالفرائض، والثاني درجة السابقين المقربين، وهم مَن جاء بالنوافل بعد الفرائض.

    ٦٢٩- تفاوت السيئات حسب بغض الرب عليها، ونهيه عنها، والعقاب عليها، والمفاسد الناشئة عنها، وما تفوته من المصالح.

    ٦٣٠- قد تعظم السيئة ببعض القرائن، فالزنى بذات الزوج أعظم، وبامرأة الجار أعظم، والمعصية في الزمان الفاضل أو المكان الفاضل أعظم من غيره.

    ٦٣٢- الكفر والشرك بينهما تقارب، فالكفر هو الجحود، كجحود الرب، والشرك من المشاركة مثل عبدة القبور ونحوهم، فكل مشرك كافر وليس كافر مشرك، فقد يكون ملحداً.

    ٦٣٥- الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بالكتاب والسنة والإجماع، ومن الأدلة، قوله تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم)، وقوله تعالى (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم)، وفي الحديث " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر " رواه مسلم

    واختلف في ضبط الكبيرة، فمنهم من ضبطها بالحد ومنهم من ضبطها بالعد، والصواب أن تُضبط بالحد، أي بعلاماتٍ معينة، ومنها: ما جاء فيه وعيد، أو لعن، أو غضب، أو حد في الدنيا، وماورد فيها: فليس منا، أو لا يؤمن، أو لا يدخل الجنة.

    ٦٣٧- الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والندم ما يلحقها بالصغائر، والصغيرة قد يقترن بها من التساهل وترك الخوف ما يلحقها بالكبائر، وبعضهم يرى أن الإصرار على الصغائر يلحقها بالكبائر.

    قال بعض العلماء: سبعة أشياء تصير الصغيرة كبيرة وهي:

    الإصرار على الذنب، واحتقار الذنب واستصغاره، والسرور والفرح به، والتهاون بستر الله، وإتيان الذنب مجاهرة بغير حياء، والتحدث على وجه الافتخار به، وأن يفعله عالم مقتدى به.

     

    مسائل في مضاعفة الحسنات.

    ٦٤٦- مسألة: أدلة المضاعفة.

    مِن القرآن: قال تعالى (وإن تك حسنةً يُضاعفها)، وقال تعالى (مَن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وقال تعالى (مَن ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة)، وقال تعالى (فيوفيهم أجورهم ويزيدهم مِن فضله)، وقال تعالى (مَن جاء بالحسنة فله خير منها).

    ومِن أدلة المضاعفة ماورد بأن الأجر بغير حساب لبعضِ الأعمال، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

    ومِن الأحاديث:

    حديث (كل عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به) رواه مسلم.

    ومِن الأدلة، ماورد في تضعيف الصلاة في الجماعة على الفردِ بسبعٍ وعشرين درجة. رواه البخاري.

    فائدة: المضاعفة وردت بعشر، وهذا هو الأصل، وقد تكون بسبعمائة ضعف، وقد تصل لأكثر من سبعمائة ضعف.

    والدليل ماورد في الحديث (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعافٍ كثيرة، ومَن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) رواه البخاري.

    مسألة: المضاعفة بسبعمائة وردت في النفقة في سبيل الله، كما في قوله تعالى (مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِی كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّا۟ئَةُ حَبَّةࣲ وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیم) فقيل هذا خاص بالنفقة في سبيل الله، والصواب العموم، كما في الحديث السابق.

    ٦٥٨- مسألة: الصوم يضاعف أكثر مِن سبعمائة ضعف كالصبر، قاله ابن الوزير، لظاهر الحديث السابق.

    ٦٦٠- مسألة: مِن صور التضعيف:

    1- " العمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم " كما عند البخاري.

    2- " صلاة ركعتين في مسجد قباء كعمرة " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    3- " الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة " رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    والقاعدة: أن الزمان الفاضل والمكان الفاضل ليس كغيره، فالعبادة فيه أفضل مِن غيره.

    مسألة: مِن أسباب التضعيف:

    ١- حُسن إسلام العامل، كما في حديث " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها " رواه مسلم.

    ٢- قوة الإخلاص، وحضور القلب في العمل كالخشوع.

    3- الاتباع الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم في العمل.

    4- كثرة فائدة الحسنة للآخرين والحاجة إليها، مثال: الصدقة وقت الفقر الشديد أفضل مِن أي وقتٍ آخر.

    5- صعوبة العمل، مثل حديث (أعظمُ الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى) متفق عليه، فهذا أفضل ممن يكون بيته قريب مِن المسجد.

    وهنا تنبيه: وهو أن التعب ليس مقصود في العبادة، فلا يصح للعبد أن يقصد إتعاب نفسه، ولكن التعب إذا كان جاء مع العبادة فلا بأس، وتأمل حديث المرأة التي كانت تقوم الليل وقد وضعت حبلاً تتمسك به حينما تتعب، فقال النبي ﷺ: حُلّوه، ليُصلِّ أحدكم نشاطه. رواه مسلم.

    مسألة: مضاعفة الحسنات في مكة خاصة بالصلاة فقط، لأن الفضل ورد في الصلاة فقط، مع أنّ بعض العلماء جعل التضعيف لكل الحسنات ولكن لا يوجد دليل على ذلك التعميم، والقاعدة أن الفضائل لا يُقاس عليها، ولكن هنا قاعدة عامة: أن الزمان الفاضل والمكان له فضل عام، بدون أن نحدده بعددٍ معين.

    مسألة: السيئات لا تُضاعف، لعموم الآيات والأحاديث (والذين كسبوا السيئات جزاءُ سيئةٍ بمثلها)، وحديث (فإن عملها كُتبت عليه سيئة واحدة) رواه مسلم.

    ولكن يُستثنى مِن ذلك:

    1- وقوع المعصية في الحرم المكي، كما قال تعالى (ومَن يُرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه مِن عذابٍ أليم) والمضاعفة ليست بالعدد وإنما تضاعف مِن جهة الكيفية، وهذا مِن رحمة الله بعباده.

    وكان بعض السلف يخشى مِن السكنى في الحرم بسببِ ذلك، ومنهم ابن عباس وابن عمرو، رضي الله عنهم.

    2- تنبيه: قد يقترن بالذنب أحوال يجعل الإثم فيه أعظم، مثل:

    - رفع الصوت على أي شخص ليس كرفع الصوت على الوالدين.

    - الكذب في البيع والشراء أعظم مِن الكذب في الأمور العادية، لأنه يتضمن مفسدة الغش ومفسدة الكذب.

    - الإصرار على الذنب الصغير يجعله مِن الكبائر.

    - الاستهانة بنظر الله في وقت الذنب يجعل إثمه مضاعف، وغير ذلك مِن الأحوال التي يُمكن الرجوع لها في الكتب التي تعتني بالكلام عن التوبة، مثل مدارج السالكين لابن القيم.

    ٧٠٤- الشرك الأصغر وهو الرياء يبطل العمل، لحديث " إن أخوف ما أخاف عليكم الأصغر " رواه أحمد بسند حسن، وفي الحديث الآخر تسميته " الشرك الخفي " رواه ابن ماجه بسند حسن، وحديث " يا أيها الناسُ إياكم وشِركَ السرائرِ قالوا: يا رسولَ اللهِ وما شرك السرائرِ؟ قال: يقومُ الرجلُ فيصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نَظَرِ الناسِ إليه، فذلك شِركُ السَّرائرِ " رواه ابن خزيمة بسندٍ حسن.

    ٧٠٦- أحوال الرياء مع الحسنات:

    ١- الرياء المحض، الذي لا يريد صاحبه إلا الرياء فقط، فهذا عمله حابط كله، وآثم، وهو رياء المنافقين، ويُخشى على صاحبه.

    ٢- أن يشارك الرياء الإرادة الأخروية في أصل القصد، فهذا باطل، لحديث " قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى: أنا أغْنى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ " رواه مسلم، ونُقِل فيه الإجماع.

    ٣- أن يكون القصد هو الإخلاص ولكن يطرأ الرياء عليه، فهذا إن دفعه فلا يضر بلا خلاف، وإن استرسل معه فهنا وقع الخلاف.

    وبعضهم يفرق إن كان العمل متصل أوله بآخره كالصلاة فهنا وقع الخلاف، فقيل يبطل، وقيل يثاب على قدر إخلاصه واختاره ابن تيمية، وأما إن كان متفرق مثل الأذكار، فكل تسبيحه لها عبادة لوحدها.

    ٤- مسألة: الرياء بعد العمل، وهنا أحوال:

    ١- أن يظهر العمل للناس بدون إظهار صاحبه، ويحمده الناس عليه، فهذا عاجل بشرى المؤمن كما في الحديث الذي رواه مسلم.

    ٢- أن يكون هو الذي أظهره، فهذا على حالتين:

    1- إن قصد التأثير في الناس ليقتدوا به في الخير فهذا مأجور.

    2- وأما إن قصد أن يمدحه الناس وتكون له المكانة، فهذا على خلاف، والقضية خطيرة، مع العلم أن بعضهم لا يُسمّي هذه رياء، وإنما تكون مِن باب السمعة، وفي الحديث " من سمّع سمّع الله به " رواه مسلم.

    ٧١٩- مسألة: إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

    إن كانت نيته الدنيا فقط، وبدونها لن يعمل العمل الصالح فهذا عمله حابط، لعموم الآية (مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَهَا نُوَفِّ إِلَیۡهِمۡ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فِیهَا وَهُمۡ فِیهَا لَا یُبۡخَسُونَ - أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَیۡسَ لَهُمۡ فِی ٱلآخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِیهَا وَبَـٰطِلࣱ مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ).

    مثل من صام لأجل الصحة فقط.

    ٧٢١- مسألة: تشريك نيتين في العمل، مثل مَن يحج بنية التجارة والحج، ومَن يرغب في الإمامة بنية المكافأة ورغبةً الأجر، فيجوز بشرط أن يكون الباعث على العمل هو التقرب إلى الله ثم الدنيا تأتي تبعاً، وهذا رأي الجمهور ومنهم ابن رجب وابن حجر، وغيرهم.

    ومن أدلتهم، قوله تعالى في الحج (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم).

    وفي الجهاد، يقول صلى الله عليه وسلم " من قتل قتيلاً له عليه بينه فله سلبه " رواه البخاري.

    رابط المجموعة الأولى من الفوائد 
    https://s-alamri.com/article/details/23162
    رابط المجموعة الثالثة من الفوائد 
    https://s-alamri.com/article/details/23164


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    ولا تحسبن الذين قتلوا..

    0:00

    تأملات في سورة الرحمن - 2

    0:00

    أحكام مواقيت الصلاة

    0:00

    لا تتعلق إلا بالله

    0:00

    التيسير في الدنيا

    0:00



    عدد الزوار

    5130830

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة