في مسيرتك العلمية وأثناء قراءتك في الكتب، لا بد أن تمر بك بعض الفوائد العلمية، ولكن الملاحظ أن هناك زهد منقطع النظير عن كتابة الفوائد، ويرجع هذا إلى:
- عدم المعرفة بالطرق الجيدة في الكتابة.
- عدم التدرب على فن انتقاء الفوائد.
- عدم طرح الموضوع والحديث عنه حتى على مستوى كبار أهل العلم والمتخصصين.
- عدم تربية طلاب العلم على هذا الفن.
- ضعف الهمة.
- عدم القناعة بضرورة كتابة الفوائد.
وهنا سأضع لك بعض التجارب في كيفية الكتابة والانتقاء والتدوين:
- قبل قراءتك لكتابك المقصود لا بد من تحديد مشاريع تريدها من خلال تدوينك الفوائد.
مثال: تريد القراءة في كتاب " الجواب الكافي " لابن القيم، فهنا لا بد من استعراض الكتاب كاملاً بنظرة سريعة ليكون بعدها تحديد المشاريع ويمكن أن تكون المشاريع من كتاب " الجواب الكافي " ما يلي:
- ذكر آداب الدعاء باختصار.
- ذكر القصص المعبرة.
- ذكر عواقب الذنوب إجمالاً.
- تدوين الكلمات ذات الدلالة القوية من الكتاب بشرط أن تكون نحو سطر أو أقل.
* توضيح: يمكن أن تكون كتابة الفوائد مباشرة عند قراءة الفائدة، ويمكن أن تؤخرها حتى تنتهي من الكتاب كاملاً ثم تعود إلى عناوين الفوائد التي تريد كتابتها.
- هناك فرق بين تدوين الفوائد وبين اختصار الكتاب والكلام هنا عن تدوين الفوائد.
- بعض طلاب العلم يكتب الفوائد على غلاف الكتاب ويكتفي بذلك، وفي نظري أن هذا لا يكفي، بل لا بد بعد ذلك من نقلها لدفتر خاص، أو كتابتها في الأجهزة الذكية أو الكمبيوتر.
- وبعد نقلها لدفتر خاص تبدأ في فرزها " العقدية، الفقهية، الحديثية، وهكذا "، ويكون هذا الدفتر كبيراً وتكون الصفحات مناسبة للتقسيم حتى تضم الفوائد على مدار سنة كاملة في هذا الدفتر وحسب العنوان المناسب لها.
وكلما انتهيت من كتاب تبدأ بجمع الفوائد الموجودة فيه في الدفتر المخصص لها، وإذا كان هناك تشابه في الفوائد فإنك تضم النضير إلى النضير.
مثال: من فوائد قراءتك في فتح المجيد " بيان شروط الرقية الشرعية " ص: 177، ولما قرأت كتاب " فتاوى ابن باز " وجدت الفوائد نفسها، فهنا تكتب بجانب (ص 177) انظر فتاوى ابن باز ( 1/ 145) وهكذا تجمع كل فائدة بجانب الأخرى حتى يأتي الوقت الذي تجد في بعض الفوائد نحو ( 10 ) مراجع أخرى، وهذا يفيدك في البحوث القادمة.
ومضة: قد تستغرق القراءة والتدوين نحو ثلاثة أشهر، فلابأس، وكل ذلك يهون لأنك ستلتقط كنوزاً عظيمة.
* قد تطرأ عليك فوائد أخرى أثناء قراءة الكتاب فهنا يجب أن لا تهملها بل سارع في ترتيبها واختيار العنوان العام الذي تندرج تحته.
أقترح بأن تسارع في طباعة الفوائد التي في دفترك الخاص وذلك لتكون عندك في جهاز الكمبيوتر أو الآيباد، ولكي يسهل عليك التعديل والإضافة كلما جدّ لك أمر أو وردت إليك فائدة أخرى تشابهها.
- قد تجد من يزدهك في تدوين الفوائد أو لا يهتم بترتيبها نظراً لتزاحم الأعمال لديه، فأوصيك ألا تلتفت إليه، وتميّز أنت بدقة التنظيم والترتيب وستجد أن ذلك الرجل يتمنى لو كان لديه من الوقت ما يكفي ليسير على حذو مسيرتك في الكتابة وجودة الترتيب.
- لا بد من تنويع المواد المقروءة لتتنوع الفوائد المستنبطة، فاقرأ في العلم الشرعي وفي الأدب وفي التاريخ، وهكذا، ليكون لديك اطلاع واسع في سائر العلوم، وهذا له أثره الواضح في تنمية المَلَكة العلمية وقوة التأصيل والإبداع العلمي.
- لابد من مراجعة الفوائد بين وقت وآخر لتثبت المعلومات.
وأخيراً، أوصي كل من لديه دروس في المساجد أو عنده طلاب يتتلمذون على يديه أن يعتني بتدريبهم على كتابة الفوائد، وسيكون لذلك أثر كبير في النضج العلمي، ومن جرّب عرف.
كلما حرصتَ على كتابة الفوائد فإنك ستخترع طرقاً جديدة وإبداعية في الكتابة.
التجارب تختلف من شخص لآخر، وليس المهم أن تسك طريقة فلان أو غيره، إنما المهم أن تكتب الفوائد الجميلة حتى تشعر بأنك فزتَ بثمراتٍ جميلة من خلال مسيرتك العلمية.
مكتبة الصوتيات
تأملات في سورة الواقعة - 1
0:00
رسائل في طلب العلم
0:00
الجلوس مع الأبناء
0:00
لله ما في السموات وما في الأرض
0:00
حتى تكون سعيداً
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |