كنتُ أقرأ في آخر سورة الأحقاف، فتوقفت طويلاً عند قوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) [الأحقاف:30].
لقد زاد عجبي، من هذا الموقف من الجن، فتأمل: لقد حضروا للاستماع فاستمعوا للقران ولمرة واحدة، ولكن بعد هذا الاستماع انطلقوا دعاة إلى قومهم وانظر في لفظ الآية: (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ).
إنها ألفاظ تدل على الانطلاق بهمة وإرادة عالية، إن فيها معاني الحرص والشفقة على الآخرين والغافلين: (إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ).
لقد توجهوا إلى قومهم وعشيرتهم، وحملوا همّ الإنذار والدعوة لهم، كل هذا لم يكن إلا بعد الاستماع لمرة واحدة للقران.
فلا إله إلا الله، ما أعجب حال الجن، وما أعجب حال بعض الإنس، تجد فينا من يحفظ القرآن بل منا من يجيد القراءات ولديه إجازات في الحفظ، ولكنه لم ينذر قومه وليس لديه الهمة في الدعوة إلى الله تعالى.
يا حسرتاه على من فاز بشهادة الماجستير والدكتوراة ولكنه متأخرٌ عن دعوة الناس.
إن نفراً من الجن استمعوا لآيات القرآن فتحركت الهمم.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بأن يدعو قومهم، ولكنه الإيمان الذي يبعث في كل من استمع له أن ينطلق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
مكتبة الصوتيات
المستشار الناجح
0:00
كفالة اليتيم وصلاح القلوب
0:00
معالم عقدية وتربوية في المنهج
0:00
أعمال القلوب - التوبة
0:00
القراءة طريقك للنجاح
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1608 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |