إذن كيف لو رجموك بالحجارة

عدد القراءات : 4579

أخي الداعية، إنك تمارس عملاً جليلاً وعظيماً عند الله تعالى، ولا بد أن تواجه بعض العقبات والصعوبات، فيا ترى ماذا تعمل عند هذه العقبات؟

إنه الصبر، نعم إنه الصبر، إن الذي يخالط الناس ويدعوهم وينصحهم قد يعادونه أو يتكلمون عليه، وقد يصدر منهم بعض الأذى.

أيها الداعية، لا بد أن تعلم علم اليقين أن طريق الدعوة والإصلاح مليء بالأشواك.

ألم تعلم بأن رسولنا صلى الله عليه وسلم رجموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه؟

وأريدك أن تقف معي وقفة يسيرة حول هذا المشهد.

يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليبلغهم دين الله وينصحهم، فلما وصل إليهم ردوه ورفضوه وطردوه.

ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل أرسلوا الصبيان والمجانين لكي يرجموه بالحجارة.

وفعلاً ذهب الصبيان والمجانين ومعهم الحجارة وبدأوا يرمون بها إلى ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ما أعجب ذلك المشهد!

يا ترى كيف كان شعور النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تأتي إليه؟ كيف كان يفكر؟ كيف كان ينظر إلى هؤلاء؟

إنه الصبر أيها الدعاة، إنه القلب النقي والتقي الذي لا يعرف الانتقام ولا الإساءة.

والقصة لم تنته؛ ويستمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا زالت قطرات الدم تسيل.

وفجأة إذا بجبريل عليه السلام ومعه مَلَك الجبال يقفان أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُسلّم مَلَك الجبال ويخاطب رسولنا الكريم ويقول: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، فإن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين.

ومعنى ذلك الكلام، أن يا محمد لقد رأى الله الأذى الذي تعرضتَ له، وإن الله أرسلني لكي أنتقم لك وأدافع عنك، فهل تريد أن أغلق عليهم الجبلين اللذين يحيطان بمدينة الطائف؟

فيا ترى ماذا قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ ذلك الرحمة المهداة؟

لقد قال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً. رواه البخاري.

إنه الصبر والتفاؤل والنظرة البعيدة لما وراء الحدث، وهذه المعاني لابد أن يتأملها الدعاة جيداً.

مواد آخرى من نفس القسم

الداعية وعلاقته مع زوجته

تأخر الداعية تأخر للدعوة

حاجتنا إلى التخطيط الدعوي

مكتبة الصوتيات