• الاحد 20 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :22 ديسمبر 2024 م


  • الإعلام والوجوه الجديدة




  • حينما تقلبُ القنوات الإسلامية لابد أن تجد فيها طائفةً من الشيوخ الذين لهم نحو ثلاثين سنة وهم يخرجون في الإعلام الصوتي والمرئي.

    حتى إن الواحد منا ربما يغير القناة بمجرد رؤيته لذلك الشيخ لأن العقل الباطن رأى ذلك الشيخ مليون مرة، فالمشاهد يبحث عن وجهٍ جديد وطرحٍ جديد.

    حتى إن ذلك الشيخ الفاضل ربما بات يكرر كلماته ومواعظه حتى نفس القصة والنكتة سمعناها ستين ألف مرة.

    وقبل أن تكمل معي هذا المقال أتمنى ألا تُصنفني بأني حاسد أو شخصٍ مغمور يحبُ الظهور أو حاقدٍ على الشيوخ، لا والله، بل أنا من طلابهم ولقد تربيت على محاضراتهم منذ نشأتي.

    أنا هنا أهمسُ للإعلام الذي يريدُ كسب هؤلاء المشاهير ويخرجهم في قنواته ليملأ ساعات البث عنده بشخصٍ محبوبٍ ومشهور.

    إن ذلك الشيخ قد اسُتهلك كثيراً وربما لم يُحضِّر لتلك الساعة التي سيخرج فيها، بل إنه ربما ألقى علينا من أرشيفه المبارك المليء بالخير.

    إن بين زوايا تلك الجامعة وتلك البيوت وفي تلك المساجد شباباً فيهم العلم والخير والفهم والذكاء، وفيهم الداعية صاحب الكلمة المؤثرة، وفيهم الشاب ذو الحكمة التربوية التي يمكن أن يستفاد منها.

    إن أولئك المجهولين لم يجدوا في القنوات متنفساً لهم فاتجهوا لليوتيوب فأنشؤوا قنوات خاصة بهم ليظهروا للناس ما لديهم من علم وحكمة وكلمة طيبة، ولقد انتشرت مقاطعهم حتى وصلت مشاهداتهم بالملايين.

    يامن بيده القرار في قنواتنا المباركة، إن هناك مئات من طلاب الماجستير والدكتوراه في كافة التخصصات العلمية والتربوية يمكنهم أن يفيدوا المجتمع بعلومهم وأفهامهم، فهلاّ نظرتم إليهم؟

    هناك طلاب علم لديهم التأصيل الدقيق في العلم فأين هم من قنواتكم؟

    هناك خطباء لهم في الخطابة سنوات ولديهم من التجارب الدعوية الكثير، فهلّا خصصتم لهم برامج ليفيدوا الجيل الجديد من الخطباء؟

    هناك دعاة شبابيون استفاد منهم الكثير في مواقع التواصل وبعضهم يتابعهم أكثر من مليون، فأين القنوات عنهم؟

    يا فضلاء، ألا تستغربون معي من داعية تجاوز الستين وهو يخاطب الشباب، أليس أولى أن يخاطبهم داعيةٌ شبابي قريب منهم في العمر ولديه الحكمة والمعرفة في إقناع الشباب.

    ومضة: بالنسبة للمشاهير من شيوخنا يمكن الاستفادة منهم في تحفيز الشباب الجدد وإفادتهم بالخبرات التي لديهم والتي اكتسبوها في سنوات عمرهم المبارك.

    همسة: بعض المتميزين من الوجوه الجديدة يميلُ للبعد عن الظهور ويكره الشهرة فله ذلك، ولكن هناك من يرى أن لديه آلة العلم وخبرة السنوات في الدعوة والتوجيه فهذا الذي نعتبُ على قنواتنا عدم إظهاره.

    إشارة توضيح: في القنوات الحالية دعاة وطلاب علم فضلاء بلا شك، ومقصودي هو ضمّ الوجوه الجديدة لهم لإثراء الساحة الدعوية والعلمية ولا أقصدُ إقصاء الدعاة الحاليين من الظهور، بل هم بركة الإعلام، والتنويع والتجديد سيكون له أثر كبير بلا شك.

    إشارات للقنوات:

    ١- حينما نتجرد من حظوظ النفس وحظوظ القنوات سنجدُ مساحة لاحتواء أولئك المجهولين من الجيل الجديد المتميز.

    ٢- ربما تحتجّ القنوات بأن فلاناً لا يناسب في القنوات، فأقول نعم ربما يكون كذلك، ولكن ليس كلهم، بل فيهم المناسب والمؤثر جداً.

    ٣- قد يحتاج بعض هؤلاء الجدد إلى تدريبٍ بسيط للخروج في برنامج تلفزيوني، فهل يضركم تدريبهم ولو لساعات على بعض قواعد الخروج في الإعلام؟

    ٤- إن إعداد الجيل الجديد يضمن لقنواتكم المزيد من المتابعين ويخرجُ للمشاهدين أطروحاتٍ جديدة ربما لم يسمعوها من قبل.

    ٥- يمكن اكتشاف هؤلاء الشباب وطلاب العلم من خلال عدة أمور:

    أ - تخصيص لجان عندكم للبحث عن أولئك المؤثرين والمتميزين.

    ب - يمكن الوصول إليهم من خلال شهرتهم في مواقع التواصل.

    ج - سؤال مراكز الدعوة في المدن ومدى تأثير ذلك الشيخ في محيط مجتمعه.

    د - تزكية المشايخ المعروفين له.

    هـ - سوف نجد من بعض الدعاة وطلاب العلم من يعتذر من الظهور في القنوات وهؤلاء بحاجة إلى إقناع بأن ينزلوا لميدان الإعلام لأنه من الجهاد الواجب في هذا الزمن.

    ٦- كلامي السابق هو عن البرامج العامة، وأما برامج الإفتاء فهذا يقتصر فيها على العلماء الكبار من شيوخنا.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الفاتحة وآيات من الانشقاق

    0:00

    تأملات في قصة أيوب عليه السلام

    0:00

    تأملات من سورة الزخرف - 3

    0:00

    ازرع الثقة فيمن حولك

    0:00

    تأملات من قصة يوسف عليه السلام - 3

    0:00



    عدد الزوار

    5077596

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة