الضوابط الدعوية في مواقع التواصل

عدد القراءات : 358

هنا سؤال: هل ننصح الداعية بأن يدخل مواقع التواصل لينفع للناس، أو نقول ابتعد عنها لأنها مليئة بالمحرمات التي سوف تشاهدها شئت أم أبيت، لأنها من الطبيعي أن تظهر لكل من يستخدم تلك المواقع؟

الحقيقة أن الجواب يحتاج بعض التفصيل:

١- كلنا نتفق أن جمهور مواقع التواصل كثير جداً وإيصال الدعوة لهم مطلب كبير، ويساهم في رفع مستوى الوعي لديهم بأمور دينهم، ويعالج الخطأ الذي قد يصدر منهم.

٢- الهدف من الدعوة هو إيصال الخير للناس وتحذيرهم مما يغضب الله من الشرك والبدع والمحرمات، وهذا الهدف لن يتحقق إذا ابتعد الأخيار عن دعوة الناس عبر مواقع التواصل.

٣- الداعية الذي له حضور واضح وتأثير كبير، نقول له ابق واستمر في نفع الناس ولكن انتبه لأمور:

- لا تتابع أي حساب فيه شبهات أو شهوات.

- إياك والتساهل في فتنة النساء سواء عبر الخاص أو في كثرة مشاهدة الصور.

- لا تمكث على الجوال فترة طويلة، وإنما يكفيك أن تضع المقطع أو الصورة أو التغريدة وتخرج بعدها بقليل، وهنا نكون قد جمعنا بين نفع الناس وبين الحذر من المحرمات التي تظهر في تلك المواقع.

٤- لا ننصح الشاب في بداية الاستقامة بدخول التطبيقات المليئة بالمحرمات بحجة أن فيها خير، نعم فيها خير يسير جداً ولكنها مليئة بالشر الكثير، ويمكنك الحصول على الخير من مصادر أخرى.

٥- بعض الصالحين دخل تلك المواقع بقصد الإصلاح ولكنه تفاجأ بكمية الفساد من الصور والمقاطع مما أوقعه في فتنة النظر، والعين تزني وزناها النظر، ثم أصبح بعد أسابيع مدمناً للمشاهد المحرمة.

ولمثل هؤلاء نقول: إن البداية من تزيين الشيطان الذي يقنعك بأن الخير مليء في تلك المواقع، حتى تغامر وتدخل ثم يوقعك في الشهوات تدريجياً.

قال تعالى عن بعض الناس (ولكنكم فتنتم أنفسكم) وقال (وزيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون).

٦- يجب أن يحذر الداعية من مخادعة النفس الأمارة بالسوء التي تقنعه ببعض الخير الموجود في تلك التطبيقات وتنسيه مئات المحرمات التي سيتعود عليها مع مرور الأيام، وليعمل بحديث " والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ".

٧- التقوى ليست فقط في نشر المقاطع الدعوية، بل إن من التقوى أن تحذر من المحرمات التي قد تشاهدها كل يوم في تلك المواقع، نسأل الله أن يحفظنا من الفتن.

مواد آخرى من نفس القسم

كيف تخاطب الشباب ؟

لا تسب الظلام

رجال غيروا التاريخ

مكتبة الصوتيات