قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فتأمَل كيف اقتضى الحق وجود الباطل، وكيف تم ظهور الحق بوجود الباطل، وكيف كان كفر أعداء الرسل بهم وتكذيبهم لهم ودفعهم ما جاؤوا به، وهو من تمام صدق الرسل وثبوت رسالات الله وقيام حججه على العباد .
ولنضرب لذلك مثالاً يتبين به ، وهو مَلِك له عبد قد توحّد في العالم بالشجاعة والبسالة ، والناس بين مصدق ومكذب، فمن قائل: هو كذلك ومن قائل: هو بخلاف ما يظن به ، فإنه لم يقابل الشجعان ولا واجه الأقران، ولو بارز الأقران وقابل الشجاعة لظهر أمره وانكشف حاله.
فسمع به شجعان العالم وأبطالهم فقصدوه من كل صوب وأتوه من كل قطر، فأراد الملك أن يظهر لرعيته ما هو عليه من الشجاعة فمكَّن أولئك الشجعان من منازلته ومقاومته وقال: دونكم وإياه وشأنكم به.
فهل تسليط الملك لأولئك على عبده ومملوكه إلا لإعلاء شأنه وإظهار شجاعته في العالم وتخويف أعدائه به، وقضاء الملك أوطاره به، كما يترتب على هذا إظهار شجاعة عبده وقوته وحصول مقصوده بذلك .
فكذلك يترتب عليه ظهور كذب مَن ادعى مقاومته وظهور عجزهم وفضيحتهم وخزيهم . طريق الهجرتين ص 145
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
ملصقات دعوية في غرف الأطفال
0:00
ماذا قال الشافعي عند الموت
0:00
عبادات الشدائد
0:00
آدم عليه السلام والعلم
0:00
باب الذكر عقب الصلاة ( 2 ) من كتاب عمدة الأحكام
0:00
عدد الزوار
7057962
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 44 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1695 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 993 ) مادة |
