قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين 2 / 190: الإشفاقٌ على العمل: أن يصير إلى الضياع.
أي: يخاف على عمله أن يكون من الأعمال التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣]، وهي الأعمال التي كانت لغير الله، وعلى غير أمره وسنَّة رسوله.
ويخاف أيضًا أن يضيع عملُه في المستقبل، إمَّا بتركه، وإمَّا بمعاصٍ تُغرقه وتُحيط به فيذهب ضائعًا، ويكون حال صاحبه كالحال التي قال الله تعالى: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾ البقرة: ٢٦٦
قال عمر رضي الله عنه للصحابة رضي الله عنهم يومًا: فيمن ترون هذه الآية نزلت؟ فقالوا: الله أعلم، فغضب عمر رضي الله عنه وقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: في نفسي منها شيءٌ يا أمير المؤمنين.
قال: يا ابن أخي، قُل ولا تحقرنَّ نفسك. قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: ضربت مثلًا لعملٍ.
قال عمر: أيُّ عملٍ؟ قال ابن عباس: لعملٍ.
قال عمر: لرجلٍ غنيٍّ يعمل بطاعة الله، بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتَّى أغرق أعماله.
مكتبة الصوتيات
ويحذركم الله
0:00
البلاي ستيشن
0:00
ما الذي قاله الرسول في مرضه
0:00
تلاوة من سورة الزمر
0:00
عشرون إشراقة قرآنية تربوية
0:00
عدد الزوار
6936800
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 41 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1690 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 993 ) مادة |
