8 - البدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السُنَّة مقرونة بالجماعة. الاستقامة (1/42).
التعليق: مِن علامة أهل البدع أنهم أصحاب فرقة واختلاف، وربما كان في الجماعة الواحدة منهم عدة أحزاب، وسبب ذلك أن أصول الاستدلال لديهم ليست على منهجٍ واحد، وأما أهل السنة والجماعة فإنهم أصحاب اجتماع ورحمة، لأن مصدرهم الكتاب والسنة، والمتأمل فيهما يجد عشرات النصوص التي تدعو للاجتماع والتحذير من الاختلاف والتفرق، ومنها: قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
9 - من عرف ما أمر الله به، وما نهى عنه، وعمل بذلك؛ فهو الولي لله، وإن لم يقرأ القرآن كله، وإن لم يُحسن أن يفتي الناس ويقضي بينهم. المستدرك على الفتاوى (1 /165).
التعليق: من علامة الولي عند أهل السنة والجماعة أنه صاحب تقوى
كما قال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون – الذين آمنوا وكانوا يتقون) والتقوى هي فعل الأوامر واجتناب النواهي، وليس للولي علامات في لباسه أو هيئته أو منصبه، وليس شرطاً أن يكون حافظاً للقرآن أو مُفتياً، وإنّما العبرة بتحقيق التقوى.
10 - لو فرض أنا علمنا أن الناس لا يتركون المنكر، ولا يعترفون بأنه منكر لم يكن ذلك مانعاً من إبلاغ الرسالة وبيان العلم. اقتضاء الصراط المستقيم (ص 45).
التعليق: بعض الناس يظن أن المنكرات إذا انتشرت وأصبحت عادة عند الناس، أن إنكار ذلك عليهم ليس ضرورياً، وهذا خطأ، لأن قيام الناس بالمنكرات يُعتبر مُنكراً يحتاج للنصيحة، وإذا سكتَ الجميع عن ذلك فلا غرابة أن يأتي جيل يمارس تلك المحرمات بدون أي كراهية لها.
11 - المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن. اقتضاء الصراط المستقيم ص (221).
التعليق: من أصول الشريعة التحذير من التشبه بالكفار والفُسَّاق، وقد جاءت عدة نصوص في ذلك ومِن أشهرها حديث " مَن تشبه بقوم فهو مِنهم " رواه أحمد بسندٍ صحيح، ويبدأ التشبه في التساهل في مشابهتهم في الظاهر فيما هو مِن خصائصهم، لأن التشبه الظاهر يدل على الرضا بهم ومحبتهم، ثم بعد ذلك يقع التشبه في شيء من أفكارهم.
12- إنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة، فلم يُكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع درجاته. الفتاوى (11 / 298).
التعليق: في كتب العقيدة يتحدث العلماء عن كرامات الأولياء، والكرامة هي شيء خارق للعادة يجريها الله لبعض عباده لتثبيتهم أو الدفاع عنهم ونحو ذلك، كما جرى في قصة نوم أهل الكهف، والأمثلة كثيرة، وهنا ينبهنا ابن تيمية إلى أن أعظم الكرامة أن يشرح صدرك للعبادة ويعينك عليها ويجعلك من أهلها ويثبتك عليها حتى تموت.
ولهذا فالواجب على المؤمن أن يجاهد نفسه لتحقيق هذه الاستقامة ولا ينشغل بحدوث الكرامات له في حياته.
13 - البدع تكون في أولها شبراً ثم تكثر في الأتباع حتى تصير ذراعاً وأميالاً. الفتاوى (8 / 425).
التعليق: البدعة هي إحداث عقيدة أو عبادة قولية أو عملية لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل تخصيص أيام بصلوات معينة، أو الأذكار الجماعية، أو الغلو في آل البيت.
وهذه البدع قد تبدأ بشيء يسير من الغلو، ولكن الشيطان يزينها لأصحابها، ثم لأتباعهم حتى تكبر ويشتد خطرها، وربما وصلت بعض البدع إلى الكفر بالله تعالى، مثل الغلو في آل البيت حيث يعتقد بعض الرافضة أن الحسين يعلم الغيب ونحو ذلك.
ولهذا فإن الشريعة حكمت على كل بدعة بأنها ضلالة، فلا يصح أن نتساهل في البدع مهما رأيناها صغيرة.
14 - مِن الناس مَن يرى أن العمل إذا كان أفضل في حقه لمناسبته له، ولكونه أنفع لقلبه وأطوع لربه، يريد أن يجعله أفضل لجميع الناس، ويأمرهم بمثل ذلك. الفتاوى (10 / 428).
التعليق: بعض الناس قد يفتح الله عليه في بابٍ مِن الخير كالصيام أو قراءة القرآن أو مساعدة المحتاجين، فيريد أن يحث الناس على ذلك – وهذا جيد – ولكن الخطأ أن هذا الشخص قد يرى من الناس تقصيراً، فيظنّ أنهم ليسوا على هدى.
وهذا المنهج خطأ، لأن الله قد يفتح لبعض الناس في أبواب أخرى كطلب العلم أو صلة الرحم وغيرها، وقد يعجزون عن بعض أمورك التي تقوم بها، وقد ينفع الله بهم في أمور لا تستطيع أنت فعلها.
واعلم أن أبواب الخير متنوعة، والطرق الموصلة إلى رضوان الله ليست واحدة، كما قال تعالى (فاستبقوا الخيرات).
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
فضائل وأحكام قيام الليل
0:00
عبادات الشدائد
0:00
إني أحب فلان
0:00
حال السعداء والأشقياء
0:00
أحكام الإمام والمأموم - 2
0:00

عدد الزوار
5716405
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 34 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1645 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |