15 - النية المُجردة مِن العمل يُثاب عليها، والعمل المُجرد عن النية لا يُثاب عليه. الفتاوى (22 / 243).
التعليق: مما يدل على علو شأن النية أن مَن همّ بحسنةٍ وعزم عليها بصدقٍ فإنه يُثاب على تلك النية حتى لو لم يعمل تلك الحسنة، كما جاء في الحديث الصحيح " من همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كُتبت له حسنة " رواه مسلم.
وفي المقابل لو أن إنساناً قام بعملٍ صالحٍ كثير ولكن بنيةٍ فاسدة كمن يعمل لأجل الناس فإنّ عمله مردود عليه، بل ويأثم على تلك النية، لأنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له سبحانه وتعالى.
ولهذا يجب أن نتعلم الإخلاص ونتربى عليه، ونحذر من الرياء بكل خطواته.
16 - والمطلوب مِن القرآن فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همّة حافظه لم يكن مِن أهل العلم والدين. الفتاوى (23 / 55).
التعليق: حينما تتأمل في واقعنا تجد كثرة الحث على قراءة القرآن وحفظه، وهناك عدة دورات ومسابقات لحفظ القرآن، وكل ذلك جميل.
ولكن يجب أن نوقن بأن العبرة ليست في مجرد الحفظ، بل لابد أن تكون هناك همّة أخرى تكون لفهم القرآن، والعمل به، والتأدب بآدابه والحذر من نواهيه، ولأجل هذا أنزل القرآن ليكون واقعاً عملياً في حياة المجتمع، وللأسف فإنك قد ترى بعض حملة القرآن يقومون بأفعال تُخالف آداب القرآن، ويُخشى على هؤلاء أن يكون القرآن حُجةً عليهم كما في الحديث " والقرآن حُجّة لك أو عليك " رواه مسلم.
17 - دليل واحد صحيح المقدِّمات سليم عن المعارضة خير من عشرين دليلاً مقدماتها ضعيفة. الفتاوى (2/ 887).
التعليق: قد يذكر بعض أهل العلم أدلة عند الاستدلال لبعض مسائل العقيدة أو الفقه أو غيرها، ولكن المشكلة أنهم لا يحسنون اختيار الدليل المناسب للمسألة، فقد يذكرون آية ولكن المعنى المستنبط منها لا يدل على المسألة بشكل قوي، وقد يذكر بعضهم حديثاً ضعيفاً.
والواجب على أهل العلم وخاصة في تقرير العقيدة أو في الدفاع عنها أن يحسنوا اختيار الدليل القوي في دلالته، السليم من المعارضة حتى تقوم الحجة على الطرف الآخر، وهذا من الحكمة في الاستدلال.
18- مَن أكثر مِن سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما يكرهه. اقتضاء الصراط المستقيم ص (217).
التعليق: مما يؤسف له أن ترى بعض الناس يتساهل في سماع المحرمات كالغناء، ومنهم مَن يُكثر مِن سماع القصائد والشيلات المصحوبة بالمعازف وغيرها، ومِن عقوبة ذلك: عدم الاستمتاع بقراءة القرآن، والسبب أن القلب اشتغل بالسماع المحرم أو المكروه، ولهذا نقول إن أعظم طريق لسعادة القلب هو الإقبال على القرآن وعدم الانشغال عنه بغيره.
19 - مَن أدمن على أخذ الحكمة والأدب مِن كلام حكماء فارس والروم؛ لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع. اقتضاء الصراط المستقيم ص (217).
التعليق: بعض الناس يتأثر بنظريات المفكرين والمثقفين من الدول الكافرة، ويُدمِن القراءة لهم، وهذا في الأصل لا بأس به مادام في حدودِ الإعجاب الدنيوي، ولكنَّ المشكلة أن مَن أدمن ذلك فقد يصل إلى حالٍ يؤدي به إلى رفض أي شيء مِن قيمِ الإسلامِ وآدابهِ، ولقد رأينا مِن هذا النوع أفرادا.
والصواب أن يتوازن المسلم في ذلك، فيأخذ الحكمة ممن جاء بها، وفي نفس الوقت يجب أن نوقن أن في شريعتنا مِن الحكمِ والآدابِ الشيء الكثير ولكننا نحتاج إلى معرفة استخراجها من نصوص الكتاب والسنة.
20 - ما في القلب من النور والظلمة، والخير والشر؛ يسري كثيراً إلى الوجه والعين، وهما أعظم الأشياء ارتباطاً بالقلب. الاستقامة (1 / 355).
التعليق: مِن سُنَّة الله في عباده أن جعل هناك ارتباطاً بين الحسنات ونور الوجه، وبين السيئات وظلمة الوجه، فمَن حافظ على الحسنات أنارَ اللهُ قلبهُ حتى يظهر ذلك على وجهه في الدنيا وعند الموت، ومَن أكثر السيئات أظلم قلبهُ حتى يظهر ذلك على وجهه في الدنيا وعند الموت.
مكتبة الصوتيات
تأملات فيي سورة العصر
0:00
الإيمان بالله
0:00
القلب السليم
0:00
إن الأبرار لفي نعيم
0:00
ورضوان من الله
0:00

عدد الزوار
5716290
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 34 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1645 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |