• الجمعة 14 رَمَضان 1446 هـ ,الموافق :14 مارس 2025 م


  • طالب العلم الفائز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم



  • من فضائل العلم، ماذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة 1 / 179

    أنَّ النبيَّ ﷺ دعا لمن سمع كلامَه ووعاه وبلَّغه بالنَّضرة، وهي البهجةُ ونضارةُ الوجه وتحسينُه، ففي الترمذي وغيره من حديث ابن مسعودٍ عن النبيِّ ﷺ قال: " نَضَّرَ اللهُ امرءًا سمع مقالتي، فوعاها، وحَفِظَها، وبلَّغها " رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

    ولو لم يكن في فضل العلم إلا هذا وحدَه لكفى به شرفًا؛ فإنَّ النبيَّ ﷺ دعا لمن سمعَ كلامَه، ووعاه، وحَفِظه، وبلَّغه، وهذه هي مراتبُ العلم:

    * أوَّلها: سماعُه.

    * فإذا سمعه وعاهُ بقلبه، أي: عَقَلَه واستقرَّ في قلبه، كما يستقرُّ الشيءُ الذي يُوعى في وعائه ولا يخرجُ منه، وكذلك عَقْلُه هو بمنزلة عَقْلِ البعير والدابَّة ونحوها حتى لا تَشْرُدَ وتَذْهَب، ولهذا كان الوعيُ والعقلُ قدرًا زائدًا على مجرَّد إدراك المعلوم، وهذه المرتبةُ الثانية.

    * المرتبة الثالثة: تعاهدُه وحفظُه، حتى لا ينساه فيَذْهَب.

    * المرتبة الرابعة: تبليغُه وبثُّه في الأمَّة؛ ليحصلَ به ثمرتُه ومقصودُه؛ فما لم يُبَلَّغْ ويُبَثَّ في الأمَّة فهو بمنزلة الكنز المدفون في الأرض الذي لا يُنْفَقُ منه، وهو مُعَرَّضٌ لذهابه، فإنَّ العلمَ ما لم يُنْفَقْ منه ويُعَلَّمْ فإنه يوشكُ أن يذهب، فإذا أُنفِقَ منه نما وزكا على الإنفاق.

    فمن قام بهذه المراتب الأربع دخلَ تحت هذه الدعوة النبويَّة المتضمِّنة لجمال الظاهر والباطن، فإنَّ النَّضرةَ هي البهجةُ والحُسْنُ الذي يُكساهُ الوجهُ من آثار الإيمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره والتذاذه به، فتظهرُ هذه البهجةُ والسرورُ والفرحةُ نضارةً على الوجه.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    وإذا تتلى عليهم آياتنا

    0:00

    تلاوة من سورة ق

    0:00

    معالم في الفتن

    0:00

    من أخلاق النبوة - التواضع

    0:00

    وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه

    0:00



    عدد الزوار

    5433517

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1638 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة