• الاثنين 20 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :29 ابريل 2024 م


  • ( 9 ) فوائد لغض البصر



  • قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فوائد غض البصر :

    أحدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعُد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.

    الثاني : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه .

    الثالث : أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعيةً على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .

    الرابع : أنه يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .

    الخامس : أنه يُكسب القلب نوراً كما أن إطلاقه يكسبهُ ظلمة ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر فقال " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " .

    ثم قال بعد ذلك " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه .

    وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .

    السادس : أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب ، قال بعض السلف : من عمَر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغضّ بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة .

    والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ومن ترك شيئاً عوضه الله خيراً منه ، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة التي إنما تنال ببصيرة القلب .

    السابع : إنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر : الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله .

    الثامن : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول عليه بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه قال تعالى " ولا تطع من أغفلتا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " .

    التاسع : أن بين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب .

    وكذلك في جانب الصلاح فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به والسرور بقربه فيه وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .  

    الجواب الكافي ص 125


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    ملفات في الزواج

    0:00

    أحكام مواقيت الصلاة

    0:00

    سورة لقمان

    0:00

    قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله

    0:00

    تلاوة من سورة الذاريات - 47

    0:00



    عدد الزوار

    4168972

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة