مِن الطبيعي في الحياة أن تقع علينا بعض المصائب، يموتُ القريب، تمرضُ البنت، تتأخرُ معاملة، تشعرُ بالزحامِ في الطرقِ دائماً، تفوتُك بعض الفرص التجارية، وغير ذلك مِن الأحداث اليومية.
حينها اسأل نفسك بكلِ وضوح: ما أسوء شيء يُمكن أن يحدُث؟
كن هادئاً، وكرّر السؤال عدة مرات، وحاول أن تُجيب بدون أي توتر.
ثم أوصيك أن تقوم بعملية لتحليل ذلك الموقف بكل هدوء، ثم فكّر في الحلول.
إني أجزمُ أنك ستشعر أنَّ الموضوع ليس بذلك الحجم الذي كنتَ تتوقع.
تعال معي لنأخذ بعض الأمثلة الواقعية:
١- أنت تواجه زحام السيارات في ذهابك للدوام في كل يوم، فلنضع هذا السؤال: ما أسوء شيء يمكن أن يحدثُ لك؟
الجواب: هو التوتر مِن الزحام، أو التأخر عن الدوام، أو الملل مِن الانتظار.
إنَّ هذا كله صحيح، ولكن هل هذه الأشياء تستحق منك أن تغضب وربما ضربت بيدك على سياراتك مِن شدة الغضب؟
أوصيك، كن هادئاً وتقبّل الموضوع، وفكّر أنّ هذا العمل هو مصدر رزقك، وأن هناك مَن لم يجد عمل.
وإن كنتَ طالباً فانظر لهذا الطريق أنه المنطلق بإذن الله لمستقبلك الوظيفي، وبهذا التفكير الإيجابي سوف تستمتع بهذا الزحام.
وإذا بدأت بالتمرين اليومي على ذلك، سترى أن الموضوع سهل بإذن الله.
وهنا مقترح: يمكنك أن تستفيد مِن ذلك الزحام بسماعِ المقاطع الصوتية النافعة.
٢- إذا كانت ابنتك مريضة، سوف تذهب بها للمستشفى، وهنا سؤال: يا ترى لماذا أنتَ متوتر جداً؟
ونعيد السؤال السابق: ما أسوء شيء يمكن أن يحدثُ لابنتك؟
الجواب: سوف يكشف عليها الطبيب أو الطبيبة، ويتم التشخيص، ثم تأخذ العلاج، وفي بعض الحالات قد يتم تنويمها ليومين مثلاً ثم تخرج بإذن الله، وسوف تجد الرعاية الطبية المناسبة ولله الحمد، فهل مرض ابنتك يستحق هذا الغضب والتوتر؟
٣- إذا كانت سيارتك متعطلة، فسوف تذهب بها للورشة، وقد يتم إصلاحها خلال ساعة، وقد يستلزم أن تبقى في الورشة لمدة يومين، والسؤال هنا: ما أسوء شيء يمكن أن يحدثُ لك؟
الجواب: هو أنك قد تأخذ سيارة صديقك، أو تستأجر سيارة ليومين، وهنا سؤال: هل هذا الشيء يجعل تفكيرك سلبي جداً وكأنك وقعتَ في مصيبة كبيرة.
إن الأمر أبسط مما تتصور لو كنتَ تفكر بشكلٍ هادئ.
٤- بعض النساء إذا رفض زوجها بعض طلباتها كالسفر للخارج أو تغيير بعض الأثاث، فإنها تشعر بكراهيةٍ لزوجها وربما رفعت صوتها، وهناك حالات للبعض ممن تطلب الطلاق بسببِ تلك الأمور.
ولو أنّ تلك الزوجة سألت نفسها، هذا السؤال: ما أسوء شيء يمكن أن يحدث لو لم تسافر للخارج، أو لو لم تغير أثاثها، لربما ضحكت من الجواب الذي قد لا تعترف به لزوجها.
والصحيح أن ردّة فعلها السابقة ليست بصواب، لأنّ الموضوع يمكن تأجيله لسنةٍ قادمة أو حسب الظروف.
باختصار، إن مشكلتنا في طريقة التفكير، وهي أننا لا نقوم بتحليل الموقف، ولا نضع له السؤال السابق، ما أسوء شيء يمكن أن يحدث لو لم تفعل ذلك الشيء، أو ما أسوء ما يمكن أن يحصل لك لو خسرت ذلك المشروع أو تلك الأسهم أو نحوها مِن أمور الحياة.
إنّ الحياة مليئة بالصدمات، ولكن الهدوء والحكمة في مواجهتها مع الاستعانة بالله تعالى، سوف تساعدك للتعامل معها بأحسن ما يمكن.
نسأل الله أن يوفقنا لإدارة الحياة بالطريقة الحكيمة.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
ما يجب ويستحب الوضوء له
0:00
الإعتكاف
0:00
تلاوة من سورة النحل 86 - 89
0:00
سورة الواقعة
0:00
تأملات في سورة الفتح - 2
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |