لعلك تسمع من بعض الناس أنهم يجلسون ويتحدثون في عيوب الآخرين، ويطعنون فيهم ، وهكذا في كل مجلس ، ومع كل شخص.
ولهؤلاء أقول لهم:
قبيحٌ من الإنسان ينسى عيوبه ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى
يا من يعيب الناس ، هل نظرت في عيوب نفسك ؟
لماذا لا تجلس لوحدك وتحاسب نفسك على تلك العيوب التي تقع فيها كل يوم وليلة ؟
والله لو أنك نظرت في عيوب نفسك ، وأصلحتها لكان خيراً لك من النظر في عيوب الآخرين .
اعلم يا أخي أنك محاسب عن نفسك ، ولن تُسأل عن عيوب الآخرين ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .
إنك ستموت وحدك ، وستدُفن لوحدك ، وستبعث لوحدك ، وتُحاسب لوحدك، فيا ترى لماذا الانشغال في الكلام في عيوب الناس وعيوبهم ؟
ولكن لا بد أن نعلم أن الكلام في عيوب الآخرين يجوز ولكن بشرط وجود المصلحة من ذلك ، مثل : التحذير من شره ، الشكوى منه عند القاضي ، بيان أمره عند الاستشارة فيه ، مثل ما يكون عند الزواج ، يقوم ولي أمر الزوجة ويسأل عن الزوج فلا حرج من بيان حال الزوج لمن يعرف حاله ، ولكن لا بد من العلم بحاله قبل الكلام فيه ، ولا بد أيضاً من ملازمة التقوى، فلا نكذب ولا نظلم ولا نذكر شيئاً ليس هو فيه.
إن شأن اللسان خطير، وهو مفتاح لكثير من السيئات ، فلنحذر من خطره لنأمن شره .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
20 فائدة من قصة الهجرة النبوية
0:00
قواعد في الإصلاح ورسائل للمصلحين
0:00
التربية على سير الصالحين
0:00
يوم الجمع
0:00
فضل قضاء حوائج الناس
0:00
عدد الزوار
4159340
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |