• الاحد 04 رَبيع الأوّل 1446 هـ ,الموافق :08 سبتمبر 2024 م


  • الدعاة بين الكُليّات والجزئيات

  •  

    مما لاشك فيه أن أمور الشريعة فيها كُليّات كبرى مهمة، وهناك جزئيات صغيرة أقلّ أهمية، فالصلاة من الكُليّات الكبرى، ولكن استعمال السواك من السُنن، وهذا التفريق لايعني إهمال الجزئيات ولكنه يؤكد أن نعطي الاهتمام الأكبر للكُليّات ونعطي الجزئيات وقتاً وعناية ولكن ليس كما نعطيه للكُليّات.

    وفي الجوانبِ الدعويةِ كذلك هناك كُليّات وجزئيات، وهنا بعض التطبيقات العملية:

    ١- يجبُ أن يكون الاهتمام بالعقيدة أكثر من غيرها في جانب المحاضرات وخطب الجمعة ومواقع التواصل، مع تنويع الأسلوب، وكذلك بقية أركان الإيمان والإسلام .

    ٢- الاهتمام بقضايا الأخلاق مهم جداً ويجب طرحها على جميع الوسائل الدعوية كالخطب والكلمات والمقاطع، مع تقريبها لعامة الناس بأسلوبٍ سهل.

    ٣- في بعض البلاد الأوربية لابد من فقه الكُليّات والجزئيات والحذر من تضخيم بعض الأمور الفرعية ونسيان القضايا الكبرى التي تهم المسلمين هناك.

    ٤- في جانب المرأة يجب العناية بالموضوعات المهمة والرد على الشبهات التي تُطرح حولها، والحذر مِن أن نُغرِق أنفسنا في تفاصيلِ الفقهيات للمرأةِ على حسابِ الدفاع عنها.

    ٥- بعض أئمة المساجد يتحدثون بعد الصلاة في عدة موضوعات، ولكنهم قد يغفلون عن الحديث عن القضايا الكبرى في الشريعة، ومثال ذلك : قد يركز بعض الأئمة على الحديث عن فضائل الأعمال بشكلٍ دائم، وهذا جيد بلا شك، ولكن لو سألته هل سبق أن تحدث عن نواقض الإسلام أو التحذير من كبائر الذنوب، لربما قال لا.

    ٦- في الدورات العلمية، قد تجد عناوين لبعض الدروس التي تتناول قضايا يسيرة مع أن هناك عناوين كبيرة هي أحق بالتناول.

    ٧- في سماع المحاضرات قد تجد من يقضي الساعات في متابعة عناوين ليست مهمة، ولو أنه بحث عن القضايا الكبرى وشاهد المحاضرات حولها لكان أفضل.

    ٨- في البرامج الدعوية للشباب في الحلقات والمحاضن التربوية، قد يركز بعض المشرفين على قضايا ليست بذاك الأهمية، ويغفل عن قضايا مهمة للشباب في تثبيتهم على الدين وتقوية عزائمهم والإجابة عن الإشكالات التي قد يواجهونها في حياتهم.
     

    والأمثلة التي تؤكد أنّ هناك إهمال للكُليّات واهتمام بالجزئيات كثيرة، ولعل ماذكرتُ فيه الكفاية.

    ختاماً، يجب على الداعية أن يفكر بشكلٍ عميق في برامجه وأعماله، وهل هي قائمة على مراعاة الكُليّات، أم أن فيها إغراق في الجزئيات.

    وكما سبق نحن لاندعو لإهمال الجزئيات ونوافل الأعمال، بل كلها مِن الشريعة، والناسُ بحاجة للتذكير بها، ولكن يجب أن نعطيها حجمها المناسب مع تفعيل الاهتمام بالقضايا الكبرى في الشريعة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الطلاق

    0:00

    بر الآباء

    0:00

    زين للناس حب الشهوات

    0:00

    موعظة

    0:00

    ويحذركم الله

    0:00



    عدد الزوار

    4627244

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 11 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1594 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة