• السبت 20 مُحَرَّم 1446 هـ ,الموافق :27 يوليو 2024 م


  • لماذا التحذير من القُصّاص ؟






  • بعض الناس إذا سمع داعية يقص القصص على الناس بدأ يحذر منه ويقول: إن السلف كانوا يحذرون من القُصّاص.

    والصواب أن نقول: إن تحذير السلف من القُصّاص يُحمل على أن هؤلاء القُصّاص ليس لديهم علم أو عندهم شيء من المبالغات والكذب، وأما أن نمنع القصص كلها فلا يصح، فهناك قصص في القرآن وفي السنة الصحيحة، وفي كتب السلف مئات القصص للعلماء والصالحين، وانظر مثلاً كتاب: سير أعلام النبلاء للذهبي، وصفة الصفة لابن الجوزي، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، فهذه الكتب حوت مئات من القصص.

    وحتى تتم الفائدة فهذا ملخص لكلام أهل العلم حول ذلك، نقلاً من كتاب " منهج السلف في الوعظ ص 454 ".

    كلام العلماء في مسألة استخدام القصص في الوعظ:

    - قيل إنها بدعة، ولا يجوز الجلوس للقاص، واختار هذا ابن مسعود وابن عمر وسفيان.

    واستدلوا:

    - أنها لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

    - أن القُصَّاص اشتهروا بالكذب ووضع الحديث.

    - أن التشاغل بالقصص يشغل عن المهم من قراءة القرآن.

    - أن نفعها قليل.

    القول الثاني: أنها مشروعة، والمقصود بها القصص التي تسلم من المخالفات الشرعية، واختار هذا الرأي عائشة وعلي والحسن والأوزاعي والإمام أحمد.

    واستدلوا:

    - أن الله أمر بها (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

    - أن عمر أذن بها في زمنه وهو من الخلفاء الذين أمرنا باتباعه.

    - أن كثيراً من الصحابة كانوا يحضرون للقُصَّاص.

    - أن القصص ظهرت منفعتها.

    قال أحمد: يعجبني القُصَّاص؛ لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر.

    وقال: ما أحوج الناس إلى قاصٍ صدوق.

    - قال ابن الجوزي: وقد كان جماعة من الأمراء والعلماء يحضرون عند القُصَّاص ويسمعون منهم ويبكون لمواعظهم.

    - وثبت جلوس عبد الله بن عمر عند قاص وهو رافع يديه يدعو، وجلس عمر بن عبدالعزيز عند قاص.

    وهذا القول هو الراجح، لأن القصة لا تُذم لذاتها ولكن حسب ما ينتاب القاص من البدع والمخالفات أو ما يتضمن في قصته من المخالفات.

    ضوابط عامة:

    - أن يكون القاص لديه علم وحكمة وحسن اختيار.

    - الابتعاد عن القصص الواهية.

    - لا تكون القصص هي منهجه باستمرار بل ينوع في مواعظه.

    - يراعي الوقت والحال والمخاطبين.

    ومضة: وردت نقولات عن السلف في التحذير من القُصَّاص ومنهم من قام بتأليف كتب في الرد عليهم، وهذا محمول على القُصّاص الذين يكذبون في الأحاديث ولديهم مخالفات شرعية.



    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    مسائل في الأذان

    0:00

    التميز في ثلاث

    0:00

    قصة المكان البعيد

    0:00

    بشارات للدعاة

    0:00

    رسائل للأمهات

    0:00



    عدد الزوار

    4458278

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 11 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1560 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة