• الاربعاء 15 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :24 ابريل 2024 م


  • 56 قاعدة في إلقاء الكلمات والخطب




  • التحدث أمام الآخرين عملٌ يتكرر في كل مكان، في المساجد، وفي العمل، وفي المناسبات، وفي الشركات، وأماكن أخرى.
    لهذا لابد أن يكون المتحدث على دراية بأهم عوامل التأثير في الناس من خلال كلمته أو محاضرته أو خطبته وغيرها من المناسبات التي تتكرر.

    والغريب أن بعض المتحدثين لا يهتمون بعناصر القوة في الحديث، ولذا تجد أن حديثهم ممل، وفيه ارتجال واسترسالٌ كثير، وخروج عن الموضوع، وعدم القدرة على إيصال الفكرة، وأشياء كثيرة تدل على ضعف الخبرة في مواجهة الجمهور وعدم القدرة على الحديث الجيد.

    لهذا يجب على كل من أراد أن يتحدث أن يُدرب نفسه لمعرفة فنون الحديث وقواعد الإلقاء المناسبة ليكون مؤثراً أمام الجمهور الذين أمامه.

    وقد جمعتُ بعض القواعد المتنوعة التي تصلح للكلمات أو المحاضرات أو الخطب، ومن الطبيعي أن هذه القواعد متنوعة جداً، فخذ منها ما يناسب كلمتك.قواعد متنوعة:

    1- لابد من الجودة في الحديث، لأن الناس اليوم في تقدّم علمي وثقافي، فلا يصح للدعاة وأصحاب المبادئ والخطباء أن يتأخروا عن التطوير في مهارات الحديث.

    2- خطيب الجمعة لابد أن يتطور بشكل ملحوظ، لأن الناس يستمعون له كل أسبوع بكل إنصات، وهم يعيشون في المجتمع المليء بالأحداث، فإذا رأوا أن الخطيب في واد آخر، بعيد عن الجودة والتميز، فكيف يستفيدون منه؟

    3- لابد من وحدة الموضوع في الكلمة، والحذر من تداخل العناوين التي تضعف ثقة المستمع لك.

    4- احذر من تكرار عناوين الخطب في خلال الشهر الواحد، وكن متميزاً في التنوع بين الموضوعات.

    5- الخطيب الذي يختار العبارات المنمقة اللغوية الصعبة لن ينجح في الوصول للناس، لهذا لابد من انتقاء الكلمات المفيدة والجميلة وفي نفس الوقت تكون بسيطة ليفهمها أغلب الناس.

    6- لن تؤثر في الناس إلا إذا كنتَ متأثراً بالشيء الذي تتحدث عنه.

    7- لا تكثر مِن الكلمات السلبية في كلمتك.

    8- كلماتك يجب ألاَّ تحمل في طياتها ثياب الكِبر ورؤية النفس من خلال مدح النفس أو احتقار الآخرين بطرق متنوعة.

    9- لابد من الانتباه لأجهزة الصوت لأنها وسيلتك لإيصال الصوت.

    10- نغمة الصوت ورفعه وخفضه يؤثر في جودة الكلمة.

    11- التوازن بين الهدوء والسرعة في الكلام يساهم في التأثير في الناس.

    12- التوقف أحياناً في أثناء الكلمة أو الخطبة أو الموضوع الذي تتكلم فيه، في الوقت المناسب يعطي الموضوع قوةً وجمالاً.

    13- احرص على التوزان بين حركة اليد بين الإكثار والإقلال.

    14- الناس يركزون النظر للمتحدث الجيد ولكنه إذا لم يبادلهم النظرات فإنهم ينصرفون عنه تدريجياً، فانظر لهم بشكل جيد.

    15 - العناية بالمظهر تؤثر في قبول الناس لحديثك، والغالب أنهم يستجيبون لك، لأن المظهر السيء يُعطي انطباعاً غير جيد لمحتواك، ونحن في حضارة الصورة والشكل، ولذا لابد من الاهتمام بلباسك أيها المتحدث.

    16- الحماس في الموضوع والتفاعل معه ليس في كل العناوين، بل في الغالب أنه يكون في الخطب الوعظية، وأما الدرس العلمي أو الحوار الدعوي فلابد من الهدوء.

    17- الثقافة العامة للمتحدث مهمة لأن الناس يرغبون أن يسمعوا منك الجديد والمفيد.

    18- الإلمام بالموضوع الذي تريد الحديث عنه يزيد من ثقتك بنفسك أمام الجمهور، فاقرأ وتعلم كثيراً عنه، وهذا ينمو بكثرة الاطلاع وطلب العلم ومتابعة الجديد في الساحة.

    تأمل هذه القصة: ذكر بعضهم أن أحد الدعاة في ماليزيا قرأ نحو ٢٠٠ كتاب عن الثقافة الصينية قبل أن يدخل في برنامج دعوي معهم، وبعد ذلك وجد قبول من الناس وتم الانتفاع منه، لأنه تعلم الكثير عن ثقافة المجتمع الصيني في كافة الموضوعات.

    19- الحديث مع النخبة من المجتمع لابد أن يكون منطقي وعقلي أكثر منه عاطفي، واحرص على أن تفتح الأفكار لهم بذكر الشواهد والأدلة والأرقام، وعند الانتقاد لأي سلوك أو خطأ فاختر الأسلوب الجيد.

    20- مخاطبة الجماهير كما في الجمعة لابد أن يكون خطاباً عاماً مراعياً مستوياتهم العقلية البسيطة، بعيداً عن الإقناعات والأرقام الكثيرة، مع سرد القصص والأمثلة لتقريب الموضوع، مع ذكر بعض المسائل الفقهية التي يحتاجها العامة، ويقترح البعض أن تكون الخطبة الثانية تتضمن مسائل فقهية متنوعة بشكل منهجي مرتب في كل أسبوع تساعد على تغطية أهم المسائل التي يحتاجها الناس.

    21- العناية بفتح باب الأمل للناس وعدم الإحباط، وذكر حلول المشكلات التي يعانون منها.

    22- التزم بالوقت المحدد الذي تقوله للناس، ولاتكن مثل الذي يقول: سأحدثكم في خمس دقائق ثم ينسى نفسه وإذا به قد تجاوز النصف ساعة.

    23- احترم ثقافة الناس فقد يهتمون بشيء معين أو شخص، وأنت تتكلم فيه بطريقة غير جيدة.

    24- الكلمات والخطب المرتجلة في الغالب يحصل معها استرسال وخروج عن الموضوع.

    25- احذر التعميم والخطاب الحاد لأن الناس يكرهون ذلك.

    26- احرص على العناية بالمقدمة ولتكن بشيء سار وجميل، مثلاً: استخدم عبارة " أبشركم " أو ابدأ بسؤال، أو بقصة ونحو ذلك مما يلفت نظر الناس لك.

    27- تعلّم محاولة جذب المستمعين بطريقة رائعة، وهناك فنون لذلك.

    28- قد تحتاج أن تذكر أسباب طرق الموضوع لتنبيه الناس لأهميته.

    29- اذكر تفاصيل كلمتك أو محاضراتك، مثل أن تقول: ستكون كلمتي على ثلاث عناصر وهي كذا وكذا.

    30- لا تسرد الآيات والأحاديث وكأنك في بحث علمي، اذكر ٢ منها واربطها بواقع الناس بأسلوب سهل.

    31- ليكن عندك أمثال وحكم وأبيات وقصص.

    32- عند ذكر الأحاديث لا تتوسع في تخريجها، ويكفي أن تقول رواه فلان، وصححه فلان أو رواه فلان بسند صحيح.

    33- قد يناسب الاستشهاد بأقوال طبيب، أو مهندس، أو مخترع، حسب الموضوع.

    34- لا يهمك سرد المعلومات، بل اجعل بينها ترابط ليفهم الناس هدفك من الموضوع.

    35- ذكر الأرقام في الكلمة يعتبر منهج نبوي، كما في حديث السبع الموبقات، سبعة يظلهم الله، ثلاث من كنّ فيه، وهكذا.

    36- من المفيد أن تتحدث عن المقارنات في الموضوعات، مثلاً بين الربا والبيع، بين الحجاب والتبرج، بين أهل الجنة وأهل النار.

    37- اذكر تساؤل أثناء حديثك لتلفت الانتباه، وفي القرآن أمثلة لذلك، كما قال تعالى " وما أدراك ما القارعة "،" عم يتساءلون ".

    38- الناس لن يقبلوا منك إلا إذا وثقوا بك وعلموا مصداق ما تقول من مواعظ أو حقائق ومقترحات وتوجيهات، لهذا لابد من بناء ثقتهم بك وهذا يتطلب جهداً كبيراً منك بالإخلاص، والعلم، والتحضير، وحسن الأداء وانتقاء الأنفع، وترك الانطباعات الجيدة عنك، ونحوها من الصفات.

    39- الناس يحبون من يتحدث عن أولوياتهم لا عن أشياء لا تهمهم.

    40- الابتسامة والضحك قد تناسب بعض الكلمات أو المؤتمرات، ونوصي بها بنسبةٍ قليلة، مع الحذر من استخدام الكلمات أو القصص التي تخدش في الحياء.

    41- الارتقاء اللغوي بين المتحدث والمستمتع يجعلهم يشعرون بالفوقية، ويقلل الاستجابة لك، وقد يشعرون أنك مغرور، فلا تستخدم عبارات " أنتم لا تعرفون، لا تفهمون، إياكم والغفلة عن كذا "، واستخدم مثل هذه الكلمات " نحن بحاجة لكذا، علينا أن نستفيد من ذلك الشيء " يعني اشترك معهم في الكلام وأنك مثلهم في الحاجة للشيء ومثلهم في الوقوع في الخطأ.

    42- إذا طُلب منك موضوع عند أشخاص لا يرغبون فيك أو لا يحبون موضوعك، فابدأ بطرفةٍ مناسبة، لأنهم سيميلون لك بسببها ويرونك لطيف وتستحق الاستماع، أو اطرح تساؤل غريب يتعلق بالموضوع.

    43- نجاح المتحدث هو في جعل الناس يشعرون أن ما يلقيه شيء مهم لهم، لا في مجرد الكلام، وهذا يحتاج لفن الإقناع.

    44- إذا كنت تتحدث أمام أشخاص يكرهونك، دينياً، أو سياسياً، أو اجتماعياً، فحاول أن تتذكر الروابط الجميلة بينكم، مثل " نحن في وطن واحد، وعمل واحد، ولغتنا واحدة، وأخلاقنا رائعة ".

    ونحو ذلك لتتخلص من التراكمات السلبية التي في داخلك عنهم، لأن ذلك سيساعدك للحديث معهم، وقد لا ينصتون لك في البداية، بتشويش وكلام وإهمال، ولكن اعلم أن هذا لن يدوم إذا كنت متميزاً في لفت الأنظار لك.

    45- لا تهاجم عقائد الناس ورموزهم وعاداتهم بشكل مباشر، واذكر الأدلة والبراهين والقصص ونحو ذلك، لأنهم أصلاً قد يشكون فيك وفي مصداقيتك.

    46- تحدَّث مع المختلفين معك بدون النقد الحاد، فلا تقل أنتم كذا، وعقيدتكم فيها كذا، وبلدكم فيه كذا.

    47- اذكر أقوال بعض الرموز الذين يثق بهم الجمهور، لتقترب منهم بذلك.

    48- العدل مطلوب في الحديث مع الجمهور المعارض تحديداً، فلا تتحمس لمذهبك وفكرتك ثم ترمي الآخرين بسيل من الكلمات التي تدل على غياب العدل عندك، لأن الظلم مذموم ولن تنجح في حديثك ما دمتَ هكذا.

    49- أحياناً نبالغ في الحديث عن شيء ما، سواء فكرة، أو فائدة، أو قصة وغيرها، وهذه المبالغات تحوي شيء من الكذب غالباً.

    50- كن لطيفاً في النقد، فقل: " أظن، وربما، وفيما يظهر لي " لأن اللطف يقرب وجهات النظر لك، حتى لو لم يقتنعوا بفكرتك.

    51- إذا كنت تتحدث مع جمهور يحبك فلا يجعلك هذا أن تهمل التحضير والدقة والإتقان، أي لاتكن فوضوياً في الكلام بسبب محبة الناس لك وشهرتك عندهم.

    52- المتحدث الجيد يجب أن يكون مستمعٌ جيد، لأن الآخرين لديهم ما يقولونه من سؤال أو إضافة أو انتقاد، فالتقط الفكرة والفائدة المناسبة، وكما أن لديك معلومات جيدة، فلديهم كذلك معلومات ستفيدك، فأنصت لهم كما أنصتوا لك.

    53- في أثناء كلمتك قد ينتقدك أحد بأسلوب سيء فلا تغضب، ولتكن أخلاقك عالية، فليس كل الناس بمستوى جيد في النقد، وتأكد أن ردَّة فعلك ربما كانت أعظم أثراً من محاضرتك السابقة.

    54- إذا قام أحدهم للتعقيب على كلامك فلا تسخر به، فلا تقل: هات ما عندك بأسلوب ساخر، أو سؤالك غريب، أو تفضل يا بني.بل قل: تفضل حياك الله، أو مرحباً بك يا محب، ونحو ذلك من العبارات التي تدل على أدبك في التواصل مع الجمهور.

    55- عند الرد على استفسار السائل فلا تخرج عن الموضوع بطرق ملتوية، بل كن واضحاً وشجاعاً في الرد، ويمكنك أن تعتذر كأن تقول لا أدري ونحو ذلك.

    56- لابد من الخاتمة الحسنة للموضوع، وقد يناسب أن تختم بآية، أو حديث، أو حكمة، أو دعاء، مع شكر الحضور، ومن الجميل أن تشكر من نسّق لهذا اللقاء، وقد يناسب أن تلخص موضوعك في نقاط مختصرة في نهاية كلمتك.

    نسأل الله أن ينفع بك أينما كنت.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الذكاء الاجتماعي

    0:00

    قواعد التعامل مع المبتدعة

    0:00

    ملصقات دعوية في غرف الأطفال

    0:00

    فضل التبليغ عن الله ورسوله

    0:00

    مشاهد من يوم القيامة

    0:00



    عدد الزوار

    4152084

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة