• الثلاثاء 28 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :07 مايو 2024 م


  • لماذا نطلب العلم ؟


  •  

    إن المقصودَ بالعلم التي جاءت النصوص بالحث عليه هو العلم الشرعي، علم الكتاب والسنة، وما يساعد لفهمه وضبطه.

    وحينما يبدأ الشخص بطلب هذا العلم بأي وسيلةٍ تناسبهُ فإنه يفوز بعدة فضائل، ومنها:

    1- أن المتعلم يزداد خشية لله تعالى، كما قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وذلك لأن في العلمِ عدة أدلة ومسائل تملأُ قلبك من تعظيِم الله وخشيته، مثل علم العقيدة وما يتفرع منه من علوم كمسائلِ الأسماءِ والصفات التي تعرفك بالله تعالى بشكل إيماني عجيب، ومن العلومِ ما يتعلق بالمخلوقات باختلاف أنواعها، وهذا يملأ قلبك إجلالاً لهذا الخالق، وغير ذلك من العلوم التي يزداد القلب بها إيماناً.

    2- أن المتعلم لهذا الدين ليس كغيره ممن الجهال، قال تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، ونفي المساواة هنا دليل على شرف أهل العلم.

    3- أن طالب العلم يعتبر من المصادر المهمة في تعليم الناس وإرشادهم لما ينفعهم في دينهم، ولهذا أمر الله بسؤال أهل العلم، قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

    وهذا يدل على شرف أهل العلم عند الله، لأن الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يسألون غيره، وبعد وفاته ليس هناك إلا أهل العلم الذين لديهم العلوم الشرعية التي يمكن من خلالها الإجابة على أسئلة الناس.

    وهذا هو الشرف الكبير أن تكون بين الله وبين عباده في تعليم الناس ما يصحح عبادتهم أو معاملاتهم أو أخلاقهم.

    4- أن الله أمر نبيه بطلب الزيادة منه، قال تعالى (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، ولم يأمر الله نبيه بأن يطلب الزيادة في شيء إلا في العلم .

    ومن الأحاديث في فضل العلم:

    1- حديث " من يُردِ اللهُ به خيراً يُفقهَ في الدين " متفق عليه.

    فإذا رأيتَ الله قد صرفك للعلم ومجالسة أهله والاستفادة منهم، أو الاستفادة من أي وسيلةٍ نافعة لتحصيل العلم، فاعلم أن الله أراد بك خيراً.

    2- حديث " لا يزالُ الله يَغرسُ في هذا الدينِ غَرساً يستعملهم في طاعته " رواه ابن حبان وابن ماجه، وصحح البوصيري إسناده.

    قال ابن قدامة: وغرسُ الله هم أهل العلم والعمل.

    3- حديث " فَضلُ العالِم على العابد كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكب " رواه الترمذي وحسنه. 

    وهنا وقفة: ما وجه تشبيه العالِم بالقمر؟

    الجواب:

    1- أن القمر يأخذ نوره من الشمس وهكذا العالِم يأخذُ علمهُ من الكتاب والسُنّة.

    2- أن القمر له عدة درجات " هلال، بدر، وما بينهما " وهكذا العلماء يتفاوتون في علمهم.

    وقفة أخرى: فضل العالِم على العابد من أمور:

    - أن نفع العالِم متعدي بخلاف نفع العابد فهو مقتصر على نفسه.

    - أن العلمَ يُصحح العبادة وليس العكس.

    - أن العلماء ورثة الأنبياء ولم يأت هذا للعابد.

    - أن العابد تبعٌ للعالِم مقلد له.

    - أن العلم يبقى نفعه بعد الموت وهذا لا يكون في العبادة.

     4- حديث " من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثمِ مثل آثام من تبعه، لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئًا " رواه مسلم.

    وكل أحاديث فضل الدعوة والتعليم تدخل ضمناً في أحاديث فضل العلم، لأن الدعوةَ لا تقوم إلا على أساسَ العلم.

    5- حديث " إن الله وملائكته ليُصلّون على مُعلّمِ النّاسِ الخير" رواه الترمذي وصححه الألباني.

    فانظر لهذا الفضل الكبير، كيف يفوز من يُعلِّم الناس بثناء الله، واستغفار الملائكة بسبب تعليمه، وهذا لن يتحقق له إلا إذا كان لديه علم ولو كان قليلاً.

    6-حديث " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة " رواه مسلم.

    وهذا يؤكد أن العلمَ طريقٌ عظيم للوصول إلى مرضاةِ اللهِ تعالى التي بها يصل العبد للجنة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    النجاح والذكر الحسن

    0:00

    هدايا الرحمن

    0:00

    يا مقلب القلوب

    0:00

    قصة إسلام نصراني وملحد

    0:00

    الموت والوقوف بين يدي الله تعالى

    0:00



    عدد الزوار

    4186544

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة