• السبت 18 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :27 ابريل 2024 م


  • بعض شعب الإيمان




  • الحمد لله الذي يحب المؤمنين الصادقين ، والصلاة والسلام على سيد الصالحين وقدوة المؤمنين ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .

    أما بعد ، هل تعلمون أيها الفضلاء ، 
    أن الإيمان بالله له مراتب متنوعة ، وأعمال متعددة ، كما قال ﷺ " الإيمان بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " رواه مسلم .

    قال تعالى " هم درجات عند الله " .

    وقال سبحانه " ومن يأتيه مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى " ، وسوف نتعلم اليوم بعض شعب الإيمان .

    1- التوحيد بالله هو أعظم مطلوب ، قال تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ولكن يجب أن نعلم أن هذه الكلمة ليست بهذه السهولة ، بل لابد من القيام بلوازمها ، فلا يكفي فقط أن تقولها ، ومن لوازمها ، أن لاتعبد غير الله ، فلا تدعو صاحب قبر ، ولاتستغيث بنبي ولا بأحد من دون الله ، وهذا هو التوحيد .

    معنى لا إله إلا الله ، أن تجعل عملك كله لإله واحد وهو الله وحده ، لأنه المستحق للعبادة دون ماسواه ، وما أرسل الله الرسل ولا أنزل الكتب إلا لأجل التوحيد ، قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .

    ومن مظاهر الشرك في بعض البلاد :

    الطواف حول القبور والتمسح بها والتبرك بجدرانها طلباً للشفاء أو لقضاء الحوائج ، ويالله العجب ، كيف يطلبون من الأموات ويتركون الطلب من الحي الذي لايموت ، وهل الأموات يسمعونهم أو يقدرون على نفعهم ؟

    قال تعالى " إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم " .

    2- ومن شعب الإيمان ، المحافظ على الصلاة ، التي هي ثاني أركان الإسلام ، وهي الفاصل بين المسلم والكافر ، وهي آخر وصية لرسولنا صلى الله عليه وسلم وهو في السكرات ، فقد كان يقول في اللحظات الأخيرة من حياته " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " .

    وإنك لتتعجب ممن يترك الصلاة بالكلية ، أو يترك بعض الصلوات .

    كيف يهنأ له العيش وقد قطع صلته بالله تبارك وتعالى ؟

    كيف يذوق السعادة من ابتعد عن ربه ؟

    كيف يجد التوفيق من لايسجد لرب العالمين ؟

    إن الصلاة نور وتوفيق ، وهي بوابتك للسعادة في الدنيا والآخرة .

    3 - ومن شعب الإيمان ، التصديق بأحاديث الرسول ﷺ والإيمان بها .

    كيف لا ، وقد أمرنا الله باتباع نبيه ﷺ وطاعته في نحو ٣٠ موضع من كتابه .

    أيها الفضلاء ، إن السنة النبوية وحي من الله تعالى ، قال جل وعز ( وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ) ، 
    وإن مما يؤسف له أن تسمع من يشكك في كتب السنة ، ويطعن في الصحابة الذين نقلوا لنا مئات الأحاديث عن نبينا ﷺ .

    ياترى لو أنكرنا السنة النبوية فكيف سنعبد الله ، كيف نصلي ونصوم ونحج ، لأن تفاصيل العبادات مذكورة في كتب السنة ؟ لو رفضنا السنة ، كيف نعرف تفاصيل الدين ، الذي جاء في مئات الأحاديث ؟

    إن إيماننا بالله وبسنة نبيه لن يتغير مهما ألقوا من الشبهات ، لأن الله تكفل بحفظ كتابه وسنة نبيه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .

    4- ومن شعب الإيمان ، حفظ اللسان من الذنوب ، كالغيبة والسب والفحش في الكلمات ، قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، وقال ﷺ : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت . رواه مسلم .

    إن اختيار الكلمات الطيبة دليل على إيمانك بالله وحسن خلقك ، وأما التساهل في الكلمات السيئة فإنه دليل على ضعف إيمانك ، وهو سبب لعقوبة الله في الدنيا أو في القبر أو في الآخرة .

    5 - ومن شعب الإيمان ، الحذر من التساهل في المال الحرام والشبهات كما في بعض المعاملات ، ولنتذكر قول النبي ﷺ ( الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات ) متفق عليه .

    وبعض الناس يتساهل في المعاملات المالية ، ويقول كل الناس يفعلون كذا ، ونقول لهذا : إن الحلال ما أحله الله وليس مايفعله الناس ، ولتعلم بأن أنك مسؤل أمام الله عن مالِك بسؤالين ( من أين اكتسبته وفيم أنفقته ) .

    واعلم أن المال المحرم لابركة فيه ، بل إن الله قد يُعجّل العقوبة لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة .

    اللهم ارزقنا الإيمان الصادق ، وتوفنا وأنت راضٍ عنا .

    ------

    الحمد لله .

    أيها الفضلاء .

    6- وإن من شعب الإيمان ، إماطة الأذى عن الطريق ، ومع أنه عمل يسير ، إلا أنه عظيم عند الله ، قال ﷺ : رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس . رواه مسلم .

    ولا زلنا نرى وللأسف تساهل بعض الناس في المحافظة على نظافة الشوارع والطرق والحدائق ، فهذا يرمي بقية أكله ، وعلب الماء والمشروبات .

    ياترى متى نرتقي بأخلاقنا ونحافظ على نظافة شوارعنا وحدائقنا ؟

    7- ومن شعب الإيمان ، التوكل على الله ، وتفويض الأمور إليه ، والثقة به في كل حال ، قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .

    فإذا اشتد بك هموم الحياة فقل ، يارب ، وإن تأخر شفاء مريضك فقل يارب ، وإن تعسرت معاملتك ، فقل يارب .

    إن ربك الذي تعبده لايعجزه شيء ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) .

    واعلم ياعبدالله أن الله قد يؤخر إجابة دعاءك لحكمةٍ يعلمها :
    لتكثر من التضرع بين يديه ، 
    ولكي تعلم أنه ليس لك غير الله فتيأس من كل الخلق وتتعلق به سبحانه وتعالى ، وقد يؤخر الله الإجابة ليعظم صبرك وتفوز بمنازل الصابرين ، ثم يأتيك الفرج في الوقت الذي يختاره سبحانه " سيجعل الله بعد عسر يسراً " .

    اللهم اغفر لنا وارحمنا .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    إني أصبت ذنباً !!

    0:00

    الدعوة سبب لصلاح الأسر

    0:00

    100بدعة منتشرة بين الناس

    0:00

    الفرقان - 68-71

    0:00

    قصة الأعمى يوم القيامة

    0:00



    عدد الزوار

    4162200

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة