• الجمعة 10 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :19 ابريل 2024 م


  • من فوائد الحسنات في الآخرة



  • الحمد لله الذي جعل للأعمال الصالحة ثمرات جليلة تظهر لأهلها يوم القيامة .

    والصلاة والسلام على من علمنا الإيمان وحثنا على التمسك به .

    أما بعد ، معاشر المؤمنين .

    هناك وفي أرض المحشر ، حيث الأهوال وتغير الأحوال ، ياترى هل لأهل الحسنات منازل ؟ وهل لهم كرامات بسبب حسناتهم وصالح أقوالهم وأعمالهم ؟

    الجواب : نعم ، لأهل الحسنات مراتب وفضائل سيشاهدونها هناك في أرض المحشر , جعلنا الله وإياكم ممن يحصل عليها .

    - فمنها : الأمن يوم الفزع الأكبر , فهناك في يوم القيامة الخوف والأهوال والفزع الأكبر ، ولكننا نجد أن الحسنات تنفع أصحابها هناك حيث تمنحهم الطمأنينة والنجاة والأمن ، قال تعالى : " لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " .

    فسبحان ربي العظيم كيف تكون الحسنات سبباً للأمن في أوقات الشدائد .

    - ومن ثمرات الحسنات في الآخرة : الثبات على الصراط  .
    ونحن نعلم أن مما يكون يوم القيامة ( أن يُنصب الصراط ) على متن جهنم ثم يمر الناس عليه فيا ترى ماذا تصنع الحسنات بأهلها عند مرورهم على الصراط ؟

    قال تعالى : " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " فيا عجباً لهذه الحسنات كيف تكون نوراً يوم القيامة لأهلها .

    ومن روائع الأحاديث في هذا الباب : قوله صلى الله عليه وسلم في شأن الصراط " تسير بهم أعمالهم " . رواه مسلم .

    فتأمل كيف تكون الأعمال هي وسيلة لتثبيت أهلها في يوم تتساقط فيه الأقدام ، فنسأل الله أن يثبتنا على الصراط .

    ومن ثمرات الحسنات : ثقل الميزان يوم القيامة ، لإن يوم القيامة يضع الله فيه الميزان وهو كفتان ،كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات , ويؤتى بالحسنات لتوزن , قال تعالى : " وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .

    فهنيئاً لصاحب الحسنات حينما تكون حسناته على الميزان لتمنحه الفلاح والنجاة هناك ، وأما من فقد حسناته بسبب غفلته وتفريطه فكيف يكون حاله ؟ قال عز وجل : " وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ " .

    ومنها : أخذ الكتاب باليمين ، وذلك أن يوم القيامة تنشر صحف الأعمال لكل واحد منا ، قال ربنا تبارك وتقدس ( وإذا الصحف نشرت ) .

    قال تعالى عن ثواب الصالحين  " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ " ، وهذا إنما أخذ كتابه باليمين لأنه كان من أهل الحسنات والصالحات في الدنيا كما في نهاية الآية ( كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) فتأمل تجد أن الله وهبهم هذا الفوز بسبب اجتهادهم في الأيام السابقة في الحياة الدنيا .

    اللهم ارزقنا الجنة يارب العالمين .

    ----

    الحمد لله ، أيها الفضلاء ، إن 
    من أعظم ثمرات الحسنات يوم القيامة دخول الجنة ، وهي الدار التي أعدها الله لأصحاب الحسنات جزاء لأعمالهم ، قال تعالى : " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " .

    وعندما يستشعر المؤمن أن الحسنات ثمرتها دخول الجنان فإنه سيبذل المزيد من الاجتهاد في الأعمال الصالحة لكي يفوز بتلك الجنان ، والفوز بها هو الفوز الكبير ، قال تعالى : " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم " .

    - وأما إن سألتم عن النعيم الكبير بعد دخول الجنان فهو رؤية الرحمن .

    وهذا أعظم نعيم في الجنة لأهل الجنة , ولنتدبر هذا الحديث : قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد :يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون :و ما هو ؟ ألم يثقل الله موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنة و ينجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم) رواه البخاري .

    ووالله إن هذه اللحظة التي يتمتع فيها أهل الجنان برؤية الرحمن لهي أجمل اللحظات التي يتنافس فيها المتنافسون .

    فيا صاحب الحسنات هذه بعض فوائد الحسنات التي تحصل عليها في أرض المحشر ومابعده ، فابذل المزيد وجاهد نفسك لتفوز بتلك الكرامات من الرب الكريم ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .

    عباد الله ، لنجتهد في هذا العمر القصير في العمل الذي يوصلنا إلى رضوان الله لعل الله أن يتقبل منا ويحقق لنا الفوز بجناته .

    اللهم يسرنا لفعل الخيرات وباعد بيننا وبين المنكرات .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الحث على الصبر

    0:00

    مسائل في المياه

    0:00

    التحذير من السخرية

    0:00

    من أحكام الجمع والقصر ( شرح عمدة الاحكام )

    0:00

    حياتك لوحة

    0:00



    عدد الزوار

    4137460

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة