الحمد لله الذي جعل للأعمال الصالحة ثمرات جليلة تظهر لأهلها يوم القيامة.
والصلاة والسلام على من علمنا الإيمان وحثنا على التمسك به.
أما بعد، معاشر المؤمنين.
هناك وفي أرض المحشر، حيث الأهوال وتغير الأحوال، ياترى هل لأهل الحسنات مزايا وعطايا من الرب الرحيم؟
الجواب : نعم، لأهل الحسنات عطايا سيشاهدونها هناك في أرض المحشر، جعلنا الله وإياكم ممن يحصل عليها.
- فمنها : الأمن يوم الفزع الأكبر، هناك في يوم القيامة الخوف والأهوال والفزع الأكبر، ولكننا نجد أن الحسنات تنفع أصحابها هناك حيث تمنحهم الطمأنينة والأمن، قال تعالى: " لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ".
فسبحان ربي العظيم كيف تكون الحسنات سبباً للأمن في أوقات الشدائد.
- ومن ثمرات الحسنات في الآخرة: الثبات على الصراط.
ونحن نعلم أن مما يكون يوم القيامة ( أن يُنصب الصراط ) على متن جهنم ثم يمر الناس عليه فيا ترى ماذا تصنع الحسنات بأهلها عند مرورهم على الصراط ؟
قال تعالى : " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " فيا عجباً لهذه الحسنات كيف تكون نوراً يوم القيامة لأهلها.
ومن روائع الأحاديث في هذا الباب: قوله صلى الله عليه وسلم في شأن الصراط " تسير بهم أعمالهم " رواه مسلم.
فتأمل كيف تكون الأعمال وسيلة لتثبيت أهلها في يوم تتساقط فيه الأقدام، فنسأل الله أن يثبتنا على الصراط.
- ومن ثمرات الحسنات: ثقل الميزان يوم القيامة، نعم، إن هناك ميزان يوم القيامة له كفتان،كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات، ويؤتى بالحسنات لتوزن، قال تعالى: " وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ".
فهنيئاً لصاحب الحسنات حينما تكون حسناته على الميزان لتمنحه الفلاح والنجاة هناك، وأما من فقد حسناته بسبب غفلته وتفريطه فكيف يكون حاله ؟ قال عز وجل: " وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ".
ومنها: أخذ الكتاب باليمين، وذلك أن يوم القيامة تنشر صحف الأعمال لكل واحد منا، قال ربنا تبارك وتقدس ( وإذا الصحف نشرت ).
قال تعالى عن ثواب الصالحين " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ "، وهذا إنما أخذ كتابه باليمين لأنه كان من أهل الحسنات في الدنيا كما قال تعالى في نهاية الآية ( كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) فتأمل تجد أن الله وهبهم هذا الفوز بسبب اجتهادهم في الأيام السابقة في الحياة الدنيا.
اللهم ارزقنا الجنة يارب العالمين.
----
الحمد لله، أيها الفضلاء، إن من أعظم ثمرات الحسنات يوم القيامة دخول الجنة، وهي الدار التي أعدها الله لأصحاب الحسنات جزاء لأعمالهم، قال تعالى : " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ".
وعندما يستشعر المؤمن أن الحسنات ثمرتها دخول الجنان فإنه سيبذل المزيد من الاجتهاد في الأعمال الصالحة لكي يفوز بتلك الجنات، قال تعالى : " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ".
- وأما إن سألتم عن النعيم الكبير بعد دخول الجنان فهو رؤية الرحمن.
وهذا أعظم نعيم في الجنة لأهل الجنة، ولنتدبر هذا الحديث : قال صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون : و ما هو ؟
ألم يثقل الله موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم. رواه البخاري.
ووالله إن هذه اللحظة التي يتمتع فيها أهل الجنان برؤية الرحمن لهي أجمل اللحظات التي يتنافس فيها المتنافسون.
فيا صاحب الحسنات هذه بعض فوائد الحسنات التي تحصل عليها في أرض المحشر ومابعده، فابذل المزيد وجاهد نفسك لتفوز بتلك العطايا من الرب الكريم ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ).
اللهم يسرنا لفعل الخيرات.
مكتبة الصوتيات
يوم التلاق
0:00
تأملات في سورة الواقعة - 1
0:00
من أحكام الجمع والقصر ( شرح عمدة الاحكام )
0:00
أحكام الإمام والمأموم - 1
0:00
سفيان الثوري
0:00
عدد الزوار
5103195
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |