الحمد لله الذي يسّر لنا سبل الخيرات وفتح لنا أبواب الطاعات .
الحمد لله الذي حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأصلي وأسلم على رسول الله ، أما بعد .
أيها الفضلاء ، ربما قال ذلك الشاب ، أنا أريد مرضاة الله ، أنا أحب الله ، أنا أريد الجنة ، وأعلمُ أن طريق المعاصي لاخير فيه ، ولكن كيف أتغلب على هذه الذنوب التي أدمنت عليها ؟
إنه يقول : ماهي الوسائل التي تأخذ بيدي نحو الطريق الصحيح الذي يرضي الله ؟ لقد مللتُ من الشهوات والمحرمات ، لقد أضعتُ حياتي في ترك الصلوات والبعد عن الله .
إن الطريق الموصل إلى الله واضح وسهل ولكنه يحتاج إلى قرار شجاع وإلى عدة وسائل ، ومنها :
١- أن تصدق مع الله في ترك المعاصي ، والصدق هو أعظم مايراه الله منك ، قال تعالى ( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم ) وقال ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وإذا علم الله صدقك في ترك الذنوب أعانك .
٢- أن تعلم بأن الذنوب لها أضرار عليك في نفسك وصحتك ورزقك وعلى كل تفاصيل حياتك ، فالذنوب تجلب الهموم والضيق ، قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ) .
والذنوب سببُ اللعن من الله كما في بعض الأحاديث ( لعن الله آكل الربا وموكله ) ( ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والعكس ) ( ولعن الله الراشي والمرتشي ) ، والذنوب تمحق بركة المال كما قال تعالى ( يمحق الله الربا ) .
والذنوب تسبب الفشل في الحياة والضياع ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) .
فيا أخي هذه بعض آثار الذنوب ، ولعلك ذقتَ شيئاً منها في أيام مضت ، فاصدق مع الله وجدّد توبتك لكي يبدل الله تلك العقوبات إلى خيرات وحسنات .
٣- ومما يعينك على ترك الذنوب ، أن تحذر من الفراغ ، لأنه سبب رئيسي في ارتكاب المحرمات ، فأشغِل نفسك بعمل يقربك إلى الله ، أو بعمل من المباحات كممارسة الرياضة أو الزيارات أو خدمة أهلك أو متابعة البرامج النافعة وغير ذلك .
٤- ومما يعينك على ترك الذنوب ، البعد عن الصديق الذي يذكرك بالمعصية ، وكم من شابٍ كان حريصاً على الخير ، ولكن صديقه حرمه منه ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
٥- ومن الأسباب التي تعينك على ترك المعاصي أن تدعو الله بأن يحميك منها ، وفي دعاء النبي ﷺ في استفتاح الصلاة ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) .
أخي الشاب ، أنت ضعيف ، فاستمد قوتك من الله لكي تقدر على ترك المعاصي ، قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ، وقال تعالى ( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) .
٦- ومما يعين على ترك المحرمات أن تجاهد نفسك عليها وتصبر وتصابر ، قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ، وقال ﷺ ( ومن يتصبر يصبره الله ) .
فجاهد نفسك على ترك المحرمات التي ربما تعودت عليها .
٧- ومما يعينك على ترك الشهوات أن تتذكر فجأة الموت ، فلعل الموت يزورك وأنت نائم عن صلاة .
ماشعورك ياعبدالله لو جاءك الموت وأنت ممن يستمع للمحرمات أو ممن يشاهد المقاطع المحرمة ، أو ممن لايصلي ترك الصلاة ؟
ياترى ماذا يتمنى هؤلاء ؟ قال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ، لعلي اعمل صالحاً فيما تركت ) ، إنه يتمنى الرجوع لكي يتوب ، لكي يجتهد في الأعمال الصالحة .
٨- ومما يعينك على ترك المحرمات أن تتذكر نعيم الجنة وما أعده الله للصالحين والتائبين ، قال تعالى ( إن للمتقين مفازاً ) ، ومن هم المتقون ؟
هم الذين تركوا المحرمات وأقبلوا على الطاعات .
فيا عبدالله ، ماقيمة تلك الشهوة عندما تتذكر نعيم الجنة التي فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ؟
اللهم وفقنا لماتحب وترضى وخذ بنا إلى أسباب السعادة في الدنيا والآخرة .
--------
الحمد لله وكفى ، أيها الناس ، لازلنا نتحدث عن الوسال التي تعيننا في التخلص من المحرمات ، فمنها :
٩- أن نعلم بعداوة الشيطان لنا وأنه سيحاول إيقاعنا في المحرمات بكل مايستطيع ، قال تعالى عن غاية إبليس( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) ، ولاننس أن إبليس وسوس لأبينا آدم حتى أكل من الشجرة ثم كانت النتيجة أن أخرج الله آدم من الجنة .
أيها الفضلاء ، إن كيد الشيطان متواصل ، وله خطوات ، وله نوافذ يدخل منها علينا ، وسيزين لك المعاصي حتى يوقعك فيها ، قال تعالى ( يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) .
فلنحذر من خطوات الشيطان ومن مقدمات الذنوب لأن لها توابع ، والله المستعان .
ومن الأسباب التي تحفظنا من الذنوب :
١٠- أن نتذكر ما أعده الله في النار للعصاة الذين ابتعدوا عن منهجه .
أيها الناس ؛ إن من عقديتنا الإيمان بالجنة والنار ، والبعض منا ربما يتضايق حينما يسمع الكلام عن النار ، ويقول : لاتنفر الناس من الدين ، فنقول : إن التوازن في الخطاب الدعوي مطلوب ، ونحن نستخدم الخطاب الموجود في القرآن .
قال تعالى ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم ) ، وفي القرآن ذكر الله التهديد بالنار لكثير من الذنوب .
فقال تعالى للمتساهلين في الصلاة ( فويل للمصلين الذين - هم عن صلاتهم ساهون ) .
وقال عن عقوبات أهل النار :
( وسُقوا ماء حميماً فقطّع أمعائهم ) .
وقال ( يوم يُسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر ) .
والآيات في وعيد العصاة أكثر من أن تذكر .
والمؤمن يجب أن يخاف من ذنوبه ، ويحذر من عقوبات الله ، قال تعالى ( واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون ) .
اللهم ارزقنا توبة صادقة قبل الممات ، اللهم يسرنا للطاعات وباعد بيننا وبين المنكرات .
مكتبة الصوتيات
أنواع الناس عند سماع الذكر
0:00
حقيقة السحر
0:00
اعمل ما تحب
0:00
آية الكرسي
0:00
قصة المخلوق الصغير
0:00
عدد الزوار
4162869
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |