• الجمعة 10 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :19 ابريل 2024 م


  • فضائل الأذكار




  • الحمد لله الذي يحب الذاكرين له كثيراً والذاكرات ، الحمد لله القائل " فاذكروني أذكركم "، 
    اللهم صل على نبيك الذي كان يذكرك على كل أحيانه .

    أما بعد ، ف
    في كل صباح تشرقُ الشمسُ على العالَم وفيه أنواعٌ من الجمال في تلك المناظر والطبيعية والشلالات والأشجار .

    تشرقُ الشمسُ وهناك مليارات الكنوز من الذهب والأموال ، تشرقُ الشمسُ على تلك المدنِ الكبرى العامرةِ بالاقتصادِ الهائل ، وفي زحمةِ ذلك كله ، تكتشفُ أن هناك أربعُ كلمات هي خير من كل ذلك .

    قال صلى الله عليه وسلم : " لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس " .

    يا سبحان الله ، أربعُ كلمات تقولها وأنت جالس وأنت تمشي وأنت على فراشك هي عند الله أجمل وأفضل من كل الدنيا .

    إنه ذكر الله ، ذلك العمل الجليل الذي هو أيسرُ الأعمال ، ذكرُ الله نعمةُ كبرى ، به تُستجلبُ النعم ، وبمثله تُستدفعُ النقم ، وهو قوتُ القلوب ، وقرةُ العيون ، وسرورُ النفوس ، وروحُ الحياة ، وحياةُ الأرواح . 

    تعالَوا لنعيشَ في رياضِ الذكر ونتعرف على بعضِ فضائله وبعضِ أحكامه . 

    قال صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخيرِ أعمالكم وأزكاها عند مليكِكم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفضة ، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. 
    قال: ذكر الله عز وجل . رواه الترمذي بسند صحيح.

    وقال صلى الله عليه وسلم : مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت . رواه البخاري . 

    وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم  : يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم .


    عباد الله ، 
    استجيبوا لربكم القائل: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " ، والقائل " واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار " .

    معاشر المسلمين ، لعل بعضكم يسأل ويقول : وماهي الفوائدُ التي نجدها في ذكرِ الله ؟

    فالجواب : 
    ١- أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ، وحينما نتأمل بعضَ الأذكار نجدُ أن فيها ارتباطٌ بين الذكرِ وبين الحمايةِ من الشرور .

    مثال ذلك : من قرأ آية الكرسي عند نومه جعل الله له حافظاً يحفظه حتى يصبح. 

    ومثالُ ثاني : من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق لم يضره شيء .

    ٢- ومن فوائدِ ذكرِ الله : أنه يزيل الهمّ والغم عن القلب.
    وصدق الله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، 
    نعم والله ، ذكرُ الله علاجٌ للضيقِ والهمّ والحزن ويجلبُ للقلبِ الفرحَ والسرور . 

    ٣- ومن ثمراتِ ذكر الله : أنه يقوي القلب والبدن .
    وفي وصية هود عليه السلام لقومه " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسلُ السماءَ عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوتكم " ، 
    وقد جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث فاطمةَ ابنته وزوجها علي على الذكر عند النوم وقال: هذا خيرٌ لكما من خادم .

    وكان ابن تيميةَ رحمه الله يجلسُ بعد الفجر في مسجده يذكر الله حتى تطلع الشمس فلما سألهُ تلميذهُ ابن القيم عن هذه الجلسة ؟ قال : هذه غدوتي لو لم أتغدها سقطت قواي .

    ٤- ومن فوائد ذكر الله : أنه ينور الوجه والقلب .
    وهذا واضح في حياتنا اليومية ، ترى بعضَ الوجوه تشع نوراً وسروراً وماذاك إلا لأن صاحبَ ذلك الوجه من الذاكرين الله كثيراً .

    ٥- ومن فوائد ذكر الله : أنه يجلب الرزق. 
    وكلنا بحاجةٍ إلى المزيدِ من التوفيق الرباني في الأرزاق ، 
    وبعضنا يعاني من الضغوطِ المالية ، فهل ذكرُ الله يساهم في تخفيف تلك الضغوط ؟ نعم ، وتأمل عبادة الاستغفار ماذا قال الله فيها ؟

    " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسلُ السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين " ، وفي الحديث " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً " رواه أحمد .

     ٦- ومن ثمراتِ ذكرِ الله : أنه يورثه محبة الله للعبد .

    وهذا من أعظم الغايات أن يحبك الله ، ومن أحب الله فإنه يكثر من ذكر الله؛ لأنه يجد في ذلك سعادةً كبيرة لاتساويها لذائذُ الدنيا .

     ٧- ومن فوائدِ ذكر الله : أن من ذكر الله ، ذكره الله ، قال تعالى: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " ، وإنها والله لساعة جميلة أن يذكرك الله الغني المجيد ، وما ذاك إلا لأنك ذكرته ، وياحسرتاه على بعض الناس الذين تمرُّ عليهم الأيام وقد فاتهم ثناءُ الرب بسبب تقصيرهم في ذكر الله . 

     ٨- ومن ثمرات الذكر : أنه يحط الخطايا ويذهبها .

    فإنّ الذكر من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ قالوا : كيف يا رسول الله ؟ فقال : يسبح مائة تسبيحة ، يكتب الله له ألف حسنة أو يمحي عنه ألف سيئة . 

    ٩- ومن فوائدِ ذكر الله : أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكلام الباطل ، لأن اللسان إن لم يشتغل بالذكر والخير فربما اشتغل صاحبه بالكلام الذي يضره من الغيبةِ وغيرها من آفات اللسان  .

    ١٠- ومن فوائدِ ذكر الله : أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها ، وهذا واضح بحمد الله ، فالتسبيح والتهليل والتكبير ليس لها شروط معينة ولا مكان معين ولازمان معين ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه .
    وقد مدح الله عباده الصالحين بأنهم " يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ".

    ١١- ومن عجائب الذكر : أن مجالس الذكر هي مجالس الملائكة .
    وهذا دليلٌ على فضل ذكر الله ، فإن الملائكةَ تبحثُ عن مجالسِ الذكر فإذا وجدت مجلساً حفته وتزاحمت عليه ، إن الملائكة لا تبحث عن مجالس الدنيا ولا غيرها ، 
    ومن هنا أهمس بعتابٍ لبعض أحبتي الذين يقصرون في حضور مجالس الذكر ؛ لقد فاتكم فضل كبير .

    ١٢- ومن فضائل الذكر : أن أشجار الجنة تُبنى بالذكر .

    فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة . رواه الترمذي.

    وفي حديث آخر : الجنة غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فيا طالب الجنة اغرس الآن أشجارك ، وذلك بذكر الله . 

     اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيراً ، اللهم اشرح صدورنا بذكرك وطاعتك .

    -------

    الحمد لله .

    عباد الله ، هناك بعضُ المسائل التي يحسنٰ التذكيرٰ بها مما يتعلقُ بالذكر :

    ١- الذكرُ الجماعي الذي يفعله بعض الناس ليس من السنّة بل هو بدعة وضلالة ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ، ومما يفعله بعضهم الرقصُ والتمايلُ عند الذكر وكل ذلك من البدع .

     ٢- التسبيحُ بالمسبحةِ أو بخاتم التسبيح أو عبر برامج الجوال لابأس به؛ لأنها وسائل لضبط العدد .

     ٣- بعض المصلين يقوم بعد الصلاة مباشرة ويترك الأذكار التي تقال بعد الصلاة وفي هذا حرمانٌ كبير .

    أيها الفضلاء ، بكل صراحة ، لقد اشتغل بالبعض بالجوال ومواقع التواصل والقروبات عن ذكر الله ، وربما قرأ في اليوم الواحد عشرات الرسائل والتغريدات ، وسمع وشاهد عشرات المقاطع ، ولكنه لم يسبح ولا تسبيحةً واحدة .

    فأوصيك بأن تغلق جوالك في بعض وقتك ، وتبدأ في أذكارك ، وتصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم ، فهذا خيرٌ لك ، وهذا الذي يپقى لك بعد موتك .

    حتى لا تتحسر يوم القيامة " أن تقولَ نفسٌ ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله ".

    اللهم وفقنا للخيرات وباعد بيننا وبين المنكرات .
    اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .

    اللهم ارحم إخواننا المسلمين في كل مكان .
    اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك .  


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    استعينوا بالصبر والصلاة

    0:00

    تلاوة من سورة آل عمران 185

    0:00

    فوائد من قصة جريج

    0:00

    قل إنما أنا بشر مثلكم

    0:00

    دعوة النساء

    0:00



    عدد الزوار

    4136689

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة