• الثلاثاء 28 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :07 مايو 2024 م


  • الإكمال العلمي أو الدعوي



  • في صفوف بعض طلاب العلم تجد الهمة العالية في طلب المزيد من العلم كالحفظ والقراءة والسماع وحضور مجالس العلماء، وتجد البعض يسعى لإكمال الدراسات العليا وكلما انتهى من مرحلة تاقت نفسه لما بعدها، وكل ذلك جميل بلا شك.

    ولكن الذي يحزنك أنك لا تجد لبعض هؤلاء أي مشاركة دعوية، لافي مسجده ولا بين جماعته ولافي مواقع التواصل، ويردد عبارة أنا مشغول بالعلم والبحوث والجامعة وغيرها من الأعذار التي نسمعها أحياناً وقد نقرأها على صفحات الوجه أحياناً.

    إن كل طالب علم يعلم أن الدعوة إلى الله عمل جليل، وهي واجبة عند قلة العلم وانتشار الجهل والمنكرات، والدعوة لها أثرها في تعليم الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم وعباداتهم وأعمالهم وأفكارهم.

    وهذا الغياب عن الدعوة بحجة الانشغال بالعلم والدراسات العليا ليس بعذر على الإطلاق، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: بلّغوا عني ولو آية. رواه البخاري.

    والنصوص في الحث على الدعوة لا تخفى على أبسط طالب علم، ولكن أين العمل؟

    إن تكميل النفس بالعلم شيء جميل، والأجمل هو أن تسعى لتكميل غيرك به وأن تصبر على ذلك، وهذا ما قرره العلماء في تفسير سورة العصر في قوله تعالى " وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ".

    قال ابن القيم: فإنّ الكمال أن يكون الشخصُ كاملًا في نفسه، مُكمِّلًا لغيره، وكمالُه بإصلاح قُوَّتيه العلمية والعملية، فصلاحُ القوة العلمية بالإيمان، وصلاحُ القوة العملية بعمل الصالحات، وتكميله غيره بتعليمه إيّاه، وصبره عليه. مفتاح دار السعادة ( 1 / 153 )

    يا طالب العلم، إن الميدان فسيح ومتنوع لأن تضع فيه بصمتك بالطريقة المناسبة لك، فاغتنم فرصة الحياة في أن تضع لك برنامجاً دعوياً ينفعك في حياتك وبعد موتك، فأنت لا تدري متى تغادر الحياة.

    وكم من طالب علم جمع الكتب وحاز الشهادات العليا ولكنه مات قبل أن ينقل علمه للناس فاختفى اسمه بعد أيام من موته.

    وفي الجانب المقابل كم من طالب علم نشر علمه في المجتمع فانتفع به المئات في الحياة وبعد الممات، وانظر في سيرة بعض العلماء كيف أن علمهم باقي إلى الآن، وما ذاك إلا لأنهم صدقوا مع الله في طلب العلم وفي تعليمه للناس.

    إن تعليم الناس يملأ صحيفة عملك بمئات الحسنات التي ستنفعك في حياتك وفي قبرك ويوم القيامة، وفي الحديث الصحيح " من دلّ على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه " رواه مسلم.

    قال ابن القيم: من طلب العلم ليحيى به الإسلامَ وأهلهُ كان من الصدِّيقين، ودرجته بعد درجة النبوة. مفتاح دار السعادة (1 / 185 )


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    القرية التي تحركت

    0:00

    الحث على التعاون

    0:00

    نداء للمسرفين

    0:00

    أهمية النجاح

    0:00

    المحرمات المالية

    0:00



    عدد الزوار

    4186542

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة