التماس الأعذار في المسيرة العلمية

عدد القراءات : 754

في مسيرتك العلمية سوف تقرأ عن اختلاف العلماء وستقابل بعض طلاب العلم والدعاة الذين تختلف معهم في مسائل الاجتهاد التي تقبل وجهات النظر.

والسؤال هنا: هل ستكون ممن يلتمس الأعذار لأهل العلم والدعاة أم أنك من الذين يتعصبون لآرائهم، وربما صدرت منك أقوال وأفعال لا تليق بأدب العلم؟

يا طالب العلم إذا كانت الشريعة قد عذرت العلماء في اجتهادهم، بل وجاء في الحديث المتفق عليه " أن المجتهد منهم له أجراً على اجتهاده حتى لو أخطأ ".

أليس من الغريب أن تتوقف أعذارنا لأهل العلم والدعوة والإصلاح؟

والله إنك لتتعجب من طالب علم بمجرد أن يرى ذلك الشيخ أو ذلك الداعية قد وقع في مسألة اجتهادية، وإذ بصاحبنا يتكلم عليه في المجالس وربما حذر منه، وقد يُلصق به تهمة التبديع أو الفسق، يا ترى لماذا لم يلتمس له العذر؟

لماذا لم يقل لعل ذلك الداعية أو طالب العلم لم يصل له الدليل؟

أو لعله لم يفهم الدليل؟

أو لعله لم يصح عنده الدليل، وغيرها من الأعذار التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.

باختصار، يا طالب العلم ستكون لك اجتهادات في مسيرتك العلمية وسوف تخالف بعض زملائك أو شيوخك، وحينها سوف تتمنى أن يلتمسوا لك العذر وأن تبقى محبتك في قلوبهم رغم اختلافك معهم.

فلتكن كذلك أنت من الآن مع الشيوخ والدعاة وطلاب العلم.

إن التماس العذر للشيخ لا يعني قبولك لرأيه، فنحن لا نلزمك بذلك، بل يمكنك النقاش معه أو الرد عليه، مع الالتزام بأدب العلم، فناقش الرأي والفكرة والمسألة، بدون أن تطعن في صاحبها.

ولو تأملت حياة العلماء على مرَّ الزمن لوجدت الاختلاف بينهم مبسوط في الكتب، ولكن أخلاقهم كانت ظاهرة في الأدب والمحبة وعدم التفرق بسبب الخلاف، وهكذا ينبغي أن يكون طالب العلم.

ومن جميل القصص في هذا الباب أن الإمام الشافعي اختلف مع أحد أصحابه في بعض المسائل، فلما انتهى المجلس أخذ الشافعي بيده وقال: ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم تنفق في المسألة.

مواد آخرى من نفس القسم

15 وصية لطالبات العلم

القراءة.. قواعد وفوائد

طالب العلم والوقت

مكتبة الصوتيات