• الاثنين 27 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :06 مايو 2024 م


  • طالب العلم بين الحكم الفقهي والإرشاد التربوي



  • من خلال زيارتي لبعض طلاب العلم وجدتُ أن بعضهم يحسن المسألة الفقهية التي يُسأل عنها، ولكنه لا يُحسن أيّ توجيه تربوي حول تلك المسألة.

    وحتى تتضح الفكرة، فهنا أمثلة:

    المثال الأول:
    قد يتحدث الشيخ عن الزواج ويسرد الأقوال والأدلة في مشروعيته ثم يتكلم عن الخِطبة والنظر للمخطوبة وغيرها من مسائل الخطبة والزواج.

    ولكن الذي يحزنك أن هذا الشيخ لم يأتِ بأي توجيه تربوي خلال كلامه عن تلك المسائل، وكأنه لا يعرفُ كيف يرشد الأب لاختيار الزوج المناسب لابنته ولم يتحدث عن قواعد اختيار الزوجة.

    وفي تصوري كان الأولى أن يسلك الشيخ منهجاً فقهياً للمسائل التي يرغب فيها ثم يذكر أهم القضايا التربوية التي تحيط بتلك المسائل.

    المثال الثاني:

    حينما تتحدث عن الصلاة وشروطها وأركانها، من الجميل أن تذكر قصص عن عناية السلف بها وشيء من القصص الواقعية، وكيف تُحبب ابنك للصلاة وغيرها من الإرشادات التي تنفع عامة الناس، بل ويشعرون أنهم في أمس الحاجة لها.

    المثال الثالث:

    عند الكلام عن الطلاق وأحكامه، لا تغفل أيها الشيخ عن ذكر أسبابه وبعض أضراره وشيء من الحلول العملية قبل اتخاذ قرار الطلاق.

    وهنا، قد يقول البعض: أنا لستُ مطالب أن أكون مفتياً ومرشداً تربوياً في كل مسألة.

    فأقول: نعم صدقت، ولكن تأكد أن سعة الأفق عندك وحسن إجابتك العلمية مع شيء من التوجيه التربوي سيقعُ في قلب المستمع بشكل جميل.

    وقد ذكر بعض العلماء أن من آداب المفتي أن يكون عالماً بأحوال الناس، ويدخل في ذلك أن يكون عالماً بأحوالهم الاجتماعية وأسباب جهلهم وشيء من مشكلاتهم، ثم يُعالج تلك المشكلات بشيءٍ من الكلام التربوي المؤسس على العلم الشرعي.

    ومن تعّود على ذلك سيجدُ أن الأمر سهلٌ بإذن الله.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الفتح - 2

    0:00

    نعمة الأمن

    0:00

    تأملات من قصة آدم عليه السلام

    0:00

    الاحتفال بالمولد النبوي

    0:00

    الحث على التعاون

    0:00



    عدد الزوار

    4186034

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة