يسأل بعض الفضلاء من أئمة المساجد عن الكتاب الذي يُقرأ على جماعة المسجد، ومن خلال بعض التجارب فإليكم هذه الكلمات:
١- إن هذا السؤال دليل على حرصك على تعليم الناس، وهذه صفة جميلة، لأن تعليم الناس أمر محبوب في الشريعة وقد تواترت النصوص بفضل ذلك، ومن تلك النصوص، يقول تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير).
ويقول تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
ومنها قوله ﷺ (من دلّ على هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه) رواه مسلم.
٢- إذا كان عندك حصيلة علمية جيدة فأوصيك أن تتكلم بدون كتاب، مثل أن تُعلّق على آية أو حديث أو قصة صحابي أو مسألة عقدية أو فقهية أو تربوية أو تذكر تغريدة أعجبتك ثم تشرح معناها للناس بأسلوب سهل.
٣- إذا كنت لا تقدر على ارتجال الكلمة فاقرأ من كتاب بسيط العبارة يفهمه العامي قبل المتعلم، مثل قراءة أحاديث من رياض الصالحين أو غيره من كتب الأحاديث المشهورة الصحيحة.
٤ - إذا كنت تقرأ من كتاب الفتاوى للعلماء، فاختر الفتوى التي تنفع الناس، وتكون قريبة من واقعهم، لأن بعض الفتاوى تتعرض لمسائل طويلة وقد تكون تلك الفتوى إجابة عن سؤال خاص في بلد معين لهم ظروف غير الظروف التي يعيشها جماعة مسجدك.
٥- بعضهم يقرأ بدون أن ينتبه لأسلوب الكاتب، فقد يكون صعب العبارة وهنا لن يفهم الناس شيئاً.
وأذكر أني صليت العصر خلف إمام ثم قرأ أحكام سجود السهو وقام يذكر التفاصيل والأقسام بأسلوب علمي صعب، وهذا في نظري لا يناسب العامة، وكان بإمكانه أن يذكر أهم مسائل السهو بدون أن يقرأ، ويوزع نظره على الناس لتصلهم الفائدة بشكل جميل.
٦- البعض يقرأ بصوت غير مسموع وبشكل سريع وهذا خطأ.
٧- البعض قد يطيل القراءة فينسى الناس ما قرأ، والغالب أن بعض الناس سيخرجون من المسجد بسبب أشغالهم، فاختصر الفائدة ليستفيد الناس قبل انصرافهم.
٨- احرص أن يكون اللاقط من النوع الجيد، وأن يكون الصوت واضح بشكل معتدل.
٩- قد يكون الوقت المعتاد للكلمات هو بعد العصر، وبعضهم يلقي بعد المغرب، وكل واحد أعلم بما يناسب جماعة مسجده.
١٠- قد يناسب أن تكون الكلمة يومياً وقد يناسب أن تكون يوم بعد يوم، والمهم هو الاستمرار وعدم الانقطاع عن نفع الناس.
١١- مما يحزنك أن بعض أئمة المساجد لم يتحدث مع جماعته ولا مرة، وقد تمضي سنة وأكثر وهو مفرط في تعليم الناس ولا شك أن هذا قد حرم نفسه الثواب، وحرم الناس الفوائد.
١٢- بعضهم ينشط في رمضان فيتحدث كل يوم، ولكن بعد رمضان يتوقف سنة كاملة فلا يتحدث إلا في رمضان.
١٣- البعض يتكلم فقط في الفتاوى والأحاديث، ويغفل عن الكلام في القضايا الأسرية والتربوية، مع أننا نشهد واقعاً مليء بالهموم الأسرية، ومن الجميل أن يختار الإمام بعض الموضوعات التي تعتني بتلك القضايا لعلها تساهم في وعي المجتمع.
نسأل الله أن يوفق كل إمام في نفع الناس وتعليمهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
مكتبة الصوتيات
المحرمات المالية
0:00
المرأة والخوف من الله
0:00
أساليب نبوية في الدعوة
0:00
من وصايا لقمان
0:00
حقيقة السحر
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |