• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • من كلمات وقواعد ابن تيمية - 22 -



  • 1- ولاية القضاء يجوز تبعيضها ، كما أن منصب الاجتهاد ينقسم ، كمن يتولى في عقود الأنكحة فقط لا يجب عليه أن يعرف غيرها .

    2- المقصود من القضاء :

    ١- وصول الحقوق لأهلها .
    ٢- وقطع المخاصمة .

    وقد يحصل ذلك بصلح ، أو بحكم ، أو بصلح على ترك بعض مايدّعي أنه حق .

    3- والمنصبُ والولاية لا يجعلُ من ليس عالماً مجتهداً عالماً ، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين .

    4- كل من كان أعلم بالكتاب والسنة فهو أولى بالكلام فيها من غيره وإن لم يكن حاكماً ، والحاكم ليس له فيها كلام لكونه حاكماً ؛ بل إن كان عنده علم تكلم فيها كآحاد العلماء .

    5- الحاكم لا يلزم الناس برأيه .

    وهذا عمر بن الخطاب قد قال النبي ﷺ فيه : إنه قد كان في الأمم قبلكم مُحدَّثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر . رواه مسلم

    ومع هذا فما كان يُلزم أحداً بقوله ولا يحكم في الأمور العامة ؛ بل كان يشاور الصحابة ويراجع ، فتارة يقول قولاً فترده عليه امرأة فيرجع إليها كما أراد أن يجعل الصداق محدوداً لا يزاد على صداقات أزواج النبي ﷺ وقال : من زاد جعلت الزيادة في بيت المال - وكان المسلمون يعجلون الصداق قبل الدخول؛ لم يكونوا يؤخرونه إلا أمرا نادرا - فقالت امرأة : يا أمير المؤمنين لم تحرمنا شيئا أعطانا الله إياه في كتابه ؟ فقال: وأين ؟ فقالت في قوله تعالى " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا " فرجع عمر إلى قولها وقال : امرأة أصابت ورجل أخطأ .

    وكان في مسائل النزاع مثل مسائل الفرائض والطلاق يرى رأياً ويرى علي بن أبي طالب رأياً ويرى عبد الله بن مسعود رأياً ويرى زيد بن ثابت رأياً ؛ فلم يلزم أحدا أن يأخذ بقوله ، بل كل منهم يفتي بقوله وعمر إمام الأمة كلها وأعلمهم وأدينهم وأفضلهم فكيف يكون واحد من الحكام خيرا من عمر.

    6- استماع كلام المبتدع للرد عليه من جنس الجهاد .

    7- من فنون الولاية .

    وهكذا أبو بكر خليفة رسول الله ﷺ ما زال يستعمل خالداً في حرب أهل الردة وفي فتوح العراق والشام وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل وقد ذكر له عنه أنه كان له فيها هوى فلم يعزله من أجلها ؛ بل عاتبه عليها ؛ لرجحان المصلحة على المفسدة في بقائه وأن غيره لم يكن يقوم مقامه .

    لأن المتولي الكبير إذا كان خلقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى الشدة ؛ وإذا كان خلقه يميل إلى الشدة فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى اللين ؛ ليعتدل الأمر .

    ولهذا كان أبو بكر الصديق يؤثر استنابة خالد ؛ وكان عمر بن الخطاب يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بن الجراح لأن خالداً كان شديداً كعمر بن الخطاب وأبا عبيدة كان ليناً كأبي بكر ؛ وكان الأصلح لكل منهما أن يولي من ولاه ؛ ليكون أمره معتدلاً ويكون بذلك من خلفاء رسول الله ﷺ الذي هو معتدل .

    8- متى اهتمت الولاة بإصلاح دين الناس ، صلح للطائفتين دينهم ودنياهم وإلا اضطربت الأمور عليهم .

    9- فليس حسن النية بالرعية والإحسان إليهم أن يفعل ما يهوونه ويترك ما يكرهونه فقد قال الله تعالى " ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " وقال تعالى للصحابة " واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم " .

    وإنما الإحسان إليهم فعل ما ينفعهم في الدين والدنيا ولو كرهه من كرهه ؛ لكن ينبغي له أن يرفق بهم فيما يكرهونه .

    ففي الصحيحين عن النبي ﷺ " أنه قال : ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان العنف في شيء إلا شانه ، وقال ﷺ : إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف .

    10- من سياسة النفس والناس : الرفق .

    وإذا حكم على شخص فإنه قد يتأذى ، فإذا طيّب نفسه بما يصلح من القول والعمل كان ذلك من تمام السياسة وهو نظير ما يعطيه الطبيب للمريض ؛ من الطب الذي يسوغ الدواء الكريه وقد قال الله لموسى عليه السلام - لما أرسله إلى فرعون " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " .

    وقال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري - لما بعثهما إلى اليمن -: يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا .

    وبال مرة أعرابي في المسجد فقام أصحابه إليه فقال : لا تزرموه أي لا تقطعوا عليه بوله ؛ ثم أمر بدلو من ماء فصب عليه .

    وقال النبي ﷺ : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين . والحديثان في الصحيحين.

    وهذا يحتاج إليه الرجل في سياسة نفسه وأهل بيته ورعيته ؛ فإن النفوس لا تقبل الحق إلا بما تستعين به من حظوظها التي هي محتاجة إليها فتكون تلك الحظوظ عبادة لله وطاعة له مع النية الصالحة.

    11- من لعن أحداً من الصحابة فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين .

    12- قد يتأخر إسلام الرجل ويكون أفضل ممن سبقه ، فانظر في عمر رضي الله عنه ، فقد أسلم وهو في الأربعين ، وقد سبق من قبله كعثمان وغيره .

    13- الباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة ، ولو بغا جبل على جبل لجعله الله دكاً ، وفي الآية " إنما بغيكم على أنفسكم " .

    والمؤمن التقي ينصره الله " وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً " .

    فمن اتقى الله ولم يتعد حدود الله وصبر على أذى الآخر ، لم يضره كيد الآخر ، بل ينصره الله عليه .

    14- الكفر هو عدم الإيمان ، سواء كان معه تكذيب أو استكبار ، فمن لم يحصل في قلبه التصديق والانقياد فهو كافر . 

    15- جمهور العلماء على أن المرتد لاتبين منه زوجته إلا إذا انتهت من العدة ولم يرجع إلى الإسلام .

    16- كلام أحمد في المسائل كثير ومنتشر ، وقلّ من يضبطه لكثرة من أخذ عنه ، وأبو بكر الخلال جمع مسائل أحمد في أربعين مجلد ، وطاف البلاد لأجلها ، وفاته بعضها .

    17- الموت المثبت في القران هو فراق الروح للجسد ، والموت المنفي مثل " ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً " أي الموت بمعنى زوال الحياة عن الروح والبدن .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    صوت من السماء

    0:00

    التربية على سير الصالحين

    0:00

    تلاوة من سورة الفرقان

    0:00

    إنه الله

    0:00

    تلاوة من سورة النور 36-40

    0:00



    عدد الزوار

    4138369

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة