حاجتنا إلى خلق الإنصاف

عدد القراءات : 883

أين نحن من خُلق الإنصاف والعدل والنظر للمحاسن ؟

انظر لتوجيه الرب تبارك وتعالى داعياً عباده للتحلي بالإنصاف حتى مع الأعداء ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .
ومعنى الآية : لاتجعلوا بغضكم لأحد سبباً لأن تعاملوه بالظلم ، بل تعاملوا بالعدل معه .

إننا بحاجة للإنصاف في تعاملنا مع بعضنا البعض .

إننا ننسى حسنات من أخطأ ونعامله على خطئه وهذا ظلم .

إننا نبحث عن الأخطاء ، ولكن لا ننظر للحسنات ، فأين الإنصاف ؟

فذلك الزوج ينسى حسنات زوجته ؛ لأنها وقعت في خطأ أو قصّرت في عمل ، وفي الحديث " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر " رواه مسلم .

وذلك المدير ينسى حسنات ذلك الموظف لأ جل ذنبٍ وقع فيه .

وبعض النساء إذا رأت شيئاً من زوجها قالت : ما رأيتُ منك خيراً قط.

إن الواجب علينا أن نتذكر حسنات الآخرين علينا لا أن نجحدها .

وإذا الحبيبُ أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألفِ شفيع

أيها الأحبة ، نحن بشر نخطئ ونذنب ، فهل إذا أذنب الواحد تركناه وهجرناه وبدَّعناه ؟

من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

قال ابن القيم : ولو كان من أخطأ أو غلط تُرك جملة وأهدرت محاسنه؛ لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها .

إن من مصائبنا أننا عندما ننتقد أحداً من الناس سواءً عالماً أو مديراً أو أيّ أحدٍ من الناس ، لا نطهر أنفسنا من التشفي والانتقام ؛ بل من دواعي النقد الحقد والبغضاء ، ويتبع ذلك الظلم للطرف الآخر.

قال ابن سيرين : ظلمٌ لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره .

ولله در ابن تيمية حينما قال : هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإن تعدى حدود الله فيّ بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية، فأنا لا أتعدى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل .

فأين من يتشبه بابن تيمية ، فهذه أخلاق الأولياء ؟