• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • طرق اكتساب الأخلاق الحسنة



  • أيها الفضلاء ، إن هناك أسبابًا تعين بإذن الله تعالى على التحلي بحسن الخلق فمنها :


    1- أن يستشعر المرء أن أحب الناس إلى الله هو أحسنهم خلقاً .

    2- أن يتفكر في الثواب المترتب على الالتزام بحسن الخلق .

    3- أن يعلم الإنسان أن صاحب الخلق الحسن سائر على هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي وصفه الله بقوله: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .

    4- أن يتذكر الإنسان أن حسن الخلق يحتاج إلى مجاهدة وصبر " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا " فلن يتغير الإنسان من سوء الخلق إلى حسن الخلق بين يوم وليلة ؛ بل الأمر يحتاج إلى صبر عظيم .
    وقلَّ من جدَّ في أمر تطلبه   واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

    5- النظر في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُعين على تربية النفس على حسن الخلق، فاقرأ في سيرته لترى العجب العجاب.
    فهو ليس العابد الذي تفطرت قدماه من كثرة العبادة فحسب ؛ بل هو أيضًا أحسن الناس خلقًا ، تقول عائشة رضي الله عنها: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح . رواه الترمذي وقال: حسن صحيح .

    وتأمل في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكي ترى القدوة الحسنة في كل شيء " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا " .

    وإليك هذه الأحاديث التي تبين شيئًا يسيرًا من عظمة الخلق النبوي:
    كان كثير الابتسامة، يمازح أصحابه ولا يقول كذبًا، يزور أصحابه، يساعد المحتاج، تأتيه الجارية فتأخذ بيده فيذهب معها ليقضي لها حاجتها، يداعب زوجاته .
    وفي إحدى الغزوات قال للصحابة : تقدموا، ثم قال لعائشة: سابقيني، فتسابقا، فسبقته عائشة رضي الله عنها، وبعد زمن يقول لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : سابقيني فسبقها ثم قال: هذه بتلك .

    وكان يسلم على الصبيان، وكان يردف خلفه، ولم يكن يتميز بلباس بين أصحابه بل يدخل الأعرابي فيقول: أيكم محمد.

    وكان شديد الحياء ، وكان أجود الناس، وما سئل عن شيء فقال: لا.
    وكان يحب المساكين والفقراء .
    وكان طويل الصمت، وكان يقول للخادم: ألك حاجة، وكان لا يرد الطيب .
    وكان يقبل الهدية ويثيب عليها، وكان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب الدعوة على خبز الشعير .
    وكان ينام على الحصير حتى أثر على جنبه الشريف، وكان يركب الحمار، ويخصف نعليه.
    وكان يُعرف بريح الطيب إذا أقبل، وكان يخدم نفسه، وكان يكثر الذكر، وكان طاهر اللسان ما سب أحدًا صلوات ربي وسلامه عليه.

    إن المؤمن الصادق هو من يقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أخلاقه كما يقتدي به في عبادته.

    6- القراءة في سير السلف وأخبارهم تدعو إلى حسن الخلق.

    اقرأ التاريخ إذ فيه العبر    ضلَّ قوم ليس يدرون الخبر

    ولئن فاتتك رؤية السلف فهذه أخبارهم مدونة فأين من يرتاد ؟

     فاتني أن أرى الديار بعيني  فلعلي أرى الديار بسمعي

    والمقام يطول بذكر أخبارهم ، ولكن في جولة سريعة لعل فيها ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

    فهذا أبو بكر رضي الله عنه فانظر إليه في الإنفاق فهو صاحب الجود والإنفاق ، فكان يأتي بماله كله للصدقة فيقول له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ما تركت لأهلك ؟ فيقول: تركت لهم الله ورسوله .

    وها هو عمر بن الخطاب صاحب خُلق العدل الذي رآه أحد الناس نائمًا تحت شجرة ، فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

    وعثمان طبق أروع الأمثلة في خُلق الحياء حتى إن الملائكة تستحي منه .

    وعلي ذلك البطل الشجاع الذي كان أسدًا من أسود الإسلام فما أروع خلق الشجاعة لديه .

    وأبو عبيدة أمين هذه الأمة ، إنها الأمانة يا أمة الإسلام .

    وهذا أبو سفيان ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتربى على التقوى، فلما حضرته الوفاة قال لأهله: لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت.

    وهذا عبد الله بن رواحة الذي تربى على دوام العبادة لله تعالى ، قال أبو الدرداء: إن كنا لنكون مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في السفر في اليوم الحار ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة .
    وقالت زوجته: كان ابن رواحة إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين ، وإذا دخل صلى ركعتين، لا يدع ذلك أبدًا.

    إنها الهمة العالية في العبادة لله عز وجل .

    وهذا سلمان الفارسي يشتمه رجلٌ فيقول سلمان : إن خفَّت موازيني فأنا شر مما تقول ، وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول .

    وسبَّ رجل ابن عباس ، فقال : هل لك حاجة فنقضيها ، فاستحيا الرجل.

    قال محمد بن منذر: كنت أمشي مع الخليل بن أحمد فانقطع نعلي فخلع نعله ، فقلت ما تصنع ؟ قال: أواسيك في الحفاء .

    إنها روائع الأخوة .

    وقال الحسن : إن كان الرجل ليخلف أخاه في أهله بعد موته أربعين سنة.

    الله أكبر ، ما أعظم هذه الخلائق .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    فوائد متفرقة - 1

    0:00

    من جواهر القرآن

    0:00

    الداعية والأولويات

    0:00

    تأملات من سورة الشورى - 2

    0:00

    أمور لا تفطر

    0:00



    عدد الزوار

    4101041

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة