حاجتنا إلى مجاهدة النفس

عدد القراءات : 993 تاريخ الإضافة : الإثنين 25 جمادى الأولى 1444 هـ

إن نفوسنا تحتاج إلى المجاهدة ، لماذا ؟

لأن النفس إن تُركت وأُهملت قادت صاحبها للمهالك قال تعالى: " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " .

قال أبو بكر - رضي الله عنه - في وصيته لعمر حين استخلفه: إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك.

وقال الغزالي: إن النفس عدو منازع، يجب علينا مجاهدتها.

أخي الحبيب: إن طريق الجنة محفوف بالمكاره والمتاعب، ولابد من مجاهدة النفس على تحمل تلك المكاره.

نحتاج إلى مجاهدة النفس عند القيام لصلاة الفجر؛ لأن النفس تريد لذة النوم، ومنادي الله يدعوك إلى الصلاة ، فأيّهما تقدم؟

نحتاج إلى مجاهدة النفس عند إرادتها للمعصية، فلابد أن ننهاها عن ذلك ونجاهدها لكي تبتعد عن المخالفة ، قال تعالى: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى " .

نحتاج إلى مجاهدة النفس في قهرها على المسارعة إلى الخيرات؛ لأن النفس تريد الكسل فإن أطعناها فرطنا في كثير من أبواب الطاعات .

وهكذا صور كثيرة من صور المجاهدة التي نحن بحاجة إليها، ومتى غفلنا عن ذلك أصابنا ضعف الإيمان.

إن كثيراً من الناس إذا سمع لفظ الجهاد ، ذهب به الفكر إلى قتال الأعداء، وما علم أن الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس أولاً.

قال صلى الله عليه وسلم :" المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله " رواه أحمد بسند صحيح .

قال العلماء: أصل مجاهدة النفس فطمها عن المألوفات، وحملها على غير هواها، وللنفس صفتان: إنهماك في الشهوات، وامتناع من الطاعات، فالمجاهدة تقع بحسب ذلك.

إن مجاهدة النفس أعظم وسيلة لتزكيتها وفلاحها.

والمجاهدة تدل على صدق صاحبها في طلب رضا الله.

والمجاهدة تمنح العبد الهداية من ربه تبارك وتعالى ، قال الله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .

والمجاهدة تعلي قدر صاحبها عند الله جل في علاه.

والمجاهدة من أسباب دخول الجنان، قال تعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى " .

مواد آخرى من نفس القسم

حاجتنا إلى خلق التأني

أين نحن من خلق القناعة ؟

الاعتراف بجهود الآخرين

مكتبة الصوتيات