• الثلاثاء 07 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :16 ابريل 2024 م


  • حاجتنا إلى حسن الخلق



  • حديثي إليكم أيها الأحبة عن موضوع كلنا بحاجة إليه ، يحتاج إليه الرجل والمرأة ، 
    يحتاج إليه الغني والفقير ، يحتاج إليه الرئيس والمرؤوس إنه « حسن الخلق » ذلك العمل الجليل الذي رفع الله به عبادًا فأسكنهم أعالي الجنان .
    ذلك العمل الذي هو أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة. كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن . رواه الترمذي بسند صحيح .

    بل إن صاحب الخلق الحسن يفوق درجات بعض العباد ، قال - صلى الله عليه وسلم - : إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم . رواه أبو داود بسند صحيح .

    وليبشر أصحاب الأخلاق الحسنة بالقرب من النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. قال - صلى الله عليه وسلم - : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا . رواه الترمذي .

    وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الخيرية تكمن بعد تقوى الله في حسن الخلق فقال: إن خياركم أحسنكم أخلاقًا . رواه البخاري .

    بل جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مقاصد رسالته الدعوة إلى الأخلاق الحسنة فقال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . وفي رواية: لأتمم صالح الأخلاق . رواه أحمد .

    ولقد كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم - : اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت . رواه مسلم .

    وحسن الخلق من أسباب دخول الجنة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : أعظم ما يدخل الناس الجنة: تقوى الله وحسن الخلق . رواه الترمذي بسند صحيح .

    وحسن الخلق من أسباب الزيادة في العمر والبركة فيه ، قال - صلى الله عليه وسلم - : حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار. رواه أحمد بسند صحيح .

    وليعلم المؤمن بأن حسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله تعالى كما في الحديث : أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا . رواه الطبراني وصححه الألباني .

    تعريف حسن الخلق :

    قال بعضهم : هو بذل الندى، وكف الأذى، واحتمال الأذى.

    وقيل : هو بذل الجميل، وكف القبيح.

    وقال ابن تيمية : وجماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة المال ، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض.

    أيها الأحبة ، إننا نعيش في هذا الزمان أزمة في الأخلاق وزهدًا في التنافس عليها .

    ومن الغريب والعجيب أن المقياس عند الناس في تقييمهم للناس ليس هو على حساب الدين والخلق ؛ بل المقياس على مظهر الإنسان ووظيفته وماله ، والشاعر يقول : 
    وما الحسن في وجه الفتى شرف له     إذا لم يكن في فعله والخلائق

    فما الفائدة من جمال الثوب وزينة الظاهر إذا لم تكن هناك أخلاق الإسلام ؟

    ليس الجمال بأثواب تزيننا      إن الجمال جمال العلم والأدب

    إننا بحاجة لتصحيح المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا، وأن نُبصر الناس بالمبادئ التي جاء بها رسول الأمة - صلى الله عليه وسلم - .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات من قصة إبراهيم عليه السلام

    0:00

    عليك أربعة شهود

    0:00

    أحكام الإمام والمأموم - 1

    0:00

    أهل السنة والجماعة : ( خصائصهم .. والمخالفين لهم )

    0:00

    بشرى لأصحاب الذنوب

    0:00



    عدد الزوار

    4133042

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة