• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • كلام الأقران بعضهم في بعض



  • من المتقرر عند العلماء أن كلام الأقران بعضهم في بعضهم لايُقبل ، لأن الغالب أن دافِعهُ الغيره أو الحسد أو التنافس ومحاولة إسقاط الآخر إلا عند القليل ممن زكاَّهم الله ونقّى قلوبهم وألسنتهم .

    ولقد جاءت النصوص عن العلماء بالتأكيد على ذلك ، فمنها :

    1- قال مالك بن دينار : يؤخذ بكلام العلماء والقرَّاء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض .

    2- وقال الذهبي : كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية ، لا يُلتفت إليه ، بل يطوى ولا يروى .

    وهنا تطبيقات مهمة :

    1- في المجتمع الدعوي ، قد يبرز أحد الدعاة بأسلوب خطابي أو ببعض المقاطع المؤثرة وينال شيء من الشهرة فهنا تجد بعض أقرانه ممن سبقوه في الدعوة أو ممن تأخر ، يبدأون في نقد أسلوبه وتتبع كلماته ومقاطعه بغية النقد والطعن بينما تراهم ساكتين عن دعاة آخرين ، وماذلك إلا لحسد الأقران .

    2- في مجتمع طلاب العلم يبرز أحدهم بعلم وذكاء وحفظ وقوة حجة وسعة إدراك وفهم ، ثم يكون لكلامه شيء من القبول ، وهنا يبدأ الأقران في النيل منه بطرق متنوعة ، فإما أن ينتقدوا حفظه أو أسلوبه أو تغريداته وهكذا ، والغالب أن نقدهم يحوي عبارات فيها تنقص وازدراء لذلك الشيخ ، ولو أنهم نقدوا بعلمٍ وأدب لم يكن في ذلك بأس فمازال النظراء والأقران يختلفون .

    3- في صفوف القُرَّاء وأصحاب الأصوات الحسنة قد يدخل الحسدُ بين الأقران ، فتسمع النقد العجيب في حفظ فلان ، وطريقة تجويده ، وأنه يطيل في صلاته أو يسرع فيها ، وهكذا في سلسلة من النقائص التي يتوصلون بها إلى النيل منه فقط .

    وهنا مقترحات وحلول :

    1- ضرورة مجاهدة النفس على تطهير القلب من الحسد لأن القلب هو محط نظر الرب سبحانه وتعالى .

    2- تأكد أن لديك مزايا ربما لاتوجد عند ذلك الشخص الذي تحاول إسقاطه ، فالتفت لنفسك واشتغل في تنميتها وتزكيتها لعلك تنفع نفسك وتنفع مجتمعك .

    3- اعلم أن الشيطان يسعى لإفساد علاقتك بالأقران حتى لاتجتمعوا على الهدى والخير ، فلاتلتفت لنزغات الشيطان ، واجلس مع قرينك واستفد منه وتبادلا الفوائد والخبرات والمشاريع ، وكلاكما على خير .

    4- امدح صاحبك وقرينك بالشيء الذي تميز فيه في المجالس حتى تطرد الشيطان من قلبك .

    5- ادع ربك بأن يرزقك التوفيق في تحقيق طموحاتك ، فلعل الله أن يفتح لك من أبواب النفع والخير مايكون سبباً في انتفاع الناس بك .

    6- نقدك لذلك الداعية أو القارئ أو طالب العلم أو غيرهم ، ليس بخطأ في أصله ، بل قد يكون من النصيحة الواجبة ، ولكن الخطأ هو سوء الأدب في النقد وتفسير المواقف والكلام عن النيات ، فحينها يكون النقد محرماً لأنه متضمنٌ لشيء محرم وهو الكذب والحسد والظلم .

    7- اتق الله الذي يراك ويعلم بخفايا قلبك ، واعلم أن غيبة الصالحين والمصلحين أعظم من غيبة غيرهم ، واعلم بأنك ستقف بين يدي الله ويحاسبك عن كل نقد وفعل كان فيه أذية للآخرين .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رمضان ميلاد جديد

    0:00

    سورة الأعلى

    0:00

    الأمل.. ومضات وإشراقات

    0:00

    انشراح الصدر

    0:00

    تلاوة من سورة النازعات 34-41

    0:00



    عدد الزوار

    4139640

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة