• الجمعة 09 ذوالقعدة 1445 هـ ,الموافق :17 مايو 2024 م


  • بعد العواطف عواصف - غالباً



  • عبر مواقع التواصل ، وفي المجالس والملتقيات نسمع بعض القصص المحزنة والجالبة للدموع ، ولعل الجامع لها سوء إدارة العواطف وأمثلتي ستبين لك وجهة نظري :

    1- الاستعجال في قبول الزواج من امرأة لا تنطبق عليها الشروط المعتبرة شرعاً وعرفاً ؛ نتيجة لضغط الوالدة ومراعاةً لمشاعرها ، يعقب ذلك - ولو بعد زمن - الفراق والطلاق ؛ لأن القبول كان للعواطف وليس القناعة.

    2- الابن يدخل عالم المراهقة ويبدأ في مطالبة الأسرة بالمال ، والوالدة تتعاطف معه ، فتهديه المئات بل والألوف لعلها تستجلب عاطفته نحوها ، أو لعلها تمسح بمالها دموع الطلب الذي يتقنه ذلك المراهق .
    وفعلاً يستلم الشاب المال ، ثم يتفق مع رفقاء الطريق على سفر قريب لمزاولة ما يختلج في النفس ، ويدور في الضمير، ويعود المراهق وهو مصاب بألمٍ طالما بحث الأطباء له عن دواء ولكن بلا جدوى ، أو لعله يعود بفكر غريب غربي مقيت ، أو لعل المخدرات تسللت لدمه عبر الجرعات المتتالية بمال العاطفة ، فمن يدرك عاصفة العواطف ؟

    3- وهذه فتاة في مرحلة الزهور فقدت عاطفة الأسرة ، فانخدعت عبر اتصال مفاجئ ، أو رغبة في التجربة والتحدي للشباب ، أو لعل صديقتها ساهمت في تلك التجربة ، وبدأت الفتاة في العواطف مع الذئاب ، فماذا ستجني يا ترى ؟

    4- وهذا شاب ينضم لفئة الشباب في مدرسته أو في الحي الذي يسكن فيه ، ويرى منهم ما يُنكر ويُخالف فطرته ويناقض مبادئ دينه، ولكن عاطفته تميل به نحوهم، مع أن نداء الفطرة يصيح ، ولكن العاطفة غلبت صوت الفطرة ، وبعد زمن يسقط الشاب في الشهوات ويقبض عليه في جرائم لا تخطر في البال، فعجباً للعواطف.

    5- وهذه زوجة تتعاطف مع شقيق زوجها المراهق ، وتلين في الخطاب له ، وتزعم أنه صغير ، ولكنها غفلت عن الشيطان الذي يجري فيه وفيها مجرى الدم ، وجاءت عاصفة العواطف في لحظةٍ لم تكن بالحسبان ، وحينها قوي داعي الشيطان ، وارتفع الإيمان عنهما ، ووقعت المصيبة ، فما أشد عاصفة العواطف .

    6- وعلى المستوى الدعوي فإن بعض الدعاة قد ينجرف وراء عاطفة لموقف معين ، ويقف له وقفة عاطفية مجردة عن التعقل والدراسة وبعد ذلك تخرج الكلمات منه وتتلوها الأفعال التي تضر به وبغيره ، والسبب العاطفة التي لم تضبط بالعقل والشرع .

    7- وفي ذلك البيت توجد الوالدة وقد سكنت مع ولدها المتزوج ، ولم ترق الزوجة لها ، أو لعل الوالدة تملك غيرةً شديدة أو تسلط متميز ، وبالتالي تُحدث الخلافات بين ولدها وزوجته ، وقد تستعين بقطرات من الدموع لعلها تقوي هدفها المنشود، والزوج مع الأم بزعم البر.

    والنتيجة يعلنها لزوجته أنت طالق ، مع أن القضية لا تستحق ، ولكنها العاطفة التي فرَّقت الأسرة ، فرُحماك يا رب.

    8- وقد يكون صاحب المال من ضحايا العواطف حينما يقف منصتاً لأحد زملائه المحتاجين لبعض المال ، فلا يجد صاحبنا في رصيده إلا يسيراً من المال، فإذا به يهديه كله لصاحبه، مع أنه هو ممتلئ بالديون ، ومطالب بأجرة السكن الذي هو فيه ، وبيته في نقص كبير، ولكنها العاطفة التي أوقعته في هذا الأمر، ولعله بعد زمن يبحث عمن يقرضه، وقد رأيت من هذا الصنف فئام ، وأنا لست ضد الصدقة ومساعدة المحتاج ، ولكن الأوليات لها فقه ومنهاج، وقد جعل الله لكل شيء قدراً.

    ولعل قلمي يقف هنا في إضاءته لعواصف العواطف ، ولعلك تقف أنت أيضا عن إهمال فقه العواطف حتى لا تقع في العواصف .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الداعية والأولويات

    0:00

    الإظهار العاطفي

    0:00

    التشويق للجنان

    0:00

    المرأة وطلب العلم

    0:00

    داعية يحبو

    0:00



    عدد الزوار

    4210677

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة