• السبت 25 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :04 مايو 2024 م


  • أخطاء في حياة النبلاء

  •  


    في حياة المتميزين والنبلاء ثَمّةَ أشياء تعترض مسيرتهم وتقدمهم ، لابد من إظهارها وإثارتها واكتشافها لعلهم يمارسون إخفاءها لتكتمل شخصيتهم وتعظم منزلتهم .

    ١- فوضى الصداقة .

    وهذا ظاهر في رغبة الكثيرين بالالتفاف حولك والقرب منك بسبب تميزك وعلو شأنك .

    وهنا أهمس لك: احرص على من ينتفع بك أو تنتفع به ، وأما من يتكثر بك فأعرض عنه وتعلم فنون الاختفاء .

    ٢- التأثر بالشهرة والثناء .

    ولا غرابة في ظهور مثل هذا المرض فلقد أصاب الكثيرين وأسقطهم في حفر الغرور والخيلاء فلم يخرجوا منها .

    وقديماً أشار السلف للشهوة الخفية وحب التصدر والثناء وأنها مما تعترض حياة العالم والداعية والذكي.

    ولقد رأيتُ هذا في بعض المتعالمين ممن ترى فيه أمارات الغرور بالنفس والشهرة ، فهو يزاحم مواطن الشهرة ، ويتحدثُ في كل محفل ، وإياك وانتقاده ، وتسمع منه الحديث عن نفسه بشكل عجيب ، ولا يحب أن يتحدث أحد في وجوده ، بل هو المتحدث دائماً ، وغيرها كثير من علامات " الأنا ".

    ٣- ازدحام الأعمال .

    في حياة الجادين تتزاحم الهموم والبرامج والأعمال ، والقليل من يتقن إدارة الوقت وترتيب الأولويات .

    ولهذا قد تسمع من ذلك الرجل أن له أيام لم يشاهد والديه ، أو لعله لم يتصل بهم ، ويقول : لي فترة عن صلاة الضحى ، وآخر لا يعرف تكبيرة الإحرام بسبب كثرة الأشغال ، ومنهم من بدأت زوجته تشتكي من غيابه الطويل عن البيت ، وهكذا في سلسلةٍ طويلة من البراهين التي تدل على ازدحام الأعمال وتراكم الأشغال ، وهذا ليس عذراً في تناسي القريب والغفلة عن الحقوق الواجبة الأخرى .

    ٤- هجران القرآن .

    يمكنك أن تسأل ذلك الناجح عن علاقته بالقرآن ، وقد يصدمك جوابه " بعض الأيام لا أفتح المصحف بسبب الأعمال ".

    مهلاً يا محب ، أعجزت عن إيجاد دقائق من وقتك لتلاوة القرآن والتداوي به والتنزه في حدائقه وبساتينه ؟

    لديك وقتك ولكنك لم تضع القرآن في قائمة الأولويات اليومية في برامجك .
    نعم ، إنك مميز بكثرة التغريدات والرحلات ولكنك لست مميزاً مع القرآن .

    أو لعلك ممن تميز بنجاحه في العقارات وجمع الأموال ولكنك لم تجد وقتاً لتجعل قلبك يستنير بنور القرآن .

    يا سادة ، القرآن هو دواء العقول ونور القلوب وغذاء النفوس وسبب البركات وسر النجاح وعنوان السعادة وبوابة التوفيق .

    ٥- نسيان الافتقار .

    في زحمة الانطلاق في البرامج والتقدم في مسيرة النجاح قد ننسى أن الفضائل التي تحيط بنا هي من توفيق الله وتيسيره " وما بكم من نعمة فمن الله ".

    ونغفل عن الانكسار على عتبات العبودية وتمريغ الجبين على تراب الانكسار للواحد الأحد .

    يجب على كل من ارتقى أن يجدد في قلبه معاني الخضوع والخشوع وأن يتربى على كسر النفس بين يدي الرب .

    وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يدخل فاتحاً مكة فيطأطئ رأسه حتى كاد يلامس عنق دابته خشوعاً لله ، مع أنه في موسم الفرح بنصرة الدين وهزيمة الكافرين ، ولكن هكذا يكون الشكر لله .

    ولو تأملنا أسرار سجود الشكر لعرفنا أن الفرح بالنعمة يجب أن يجعلنا ننكسر بعد النعم للمنعم جل في علاه .

    ٦- الأنا وعدم الالتفات للغير .

    بعض المشاهير ينسون المساكين ، ويأنفون من القرب منهم ، ومنهم فريق اعتاد الجلوس مع الأغنياء وأصحاب الأموال بسبب شهرته ونجاحه .

    مهلاً يا مسكين ، لقد كان سيد الناجحين رسولنا عليه الصلاة والسلام يجلس مع الفقراء ويزور الصغار ويخالط الأيتام ، بل ويجلس بين أصحابه ويدخل السائل على مجلسه ولايميز بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه بل يقول : أيكم محمد ؟

    يا الله ، ما أروع التواضع والعيش بين المساكين والالتفات لهم .

    وفي الختام، أيها المحب، إن هناك آداب وفنون يجب مراعاتها والالتزام بها ، فكن من أهلها ، سددك الله وأعانك .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة الأنبياء 89-90

    0:00

    داعش والإنترنت

    0:00

    صدقة الماء

    0:00

    سورة القصص

    0:00

    سيرة أبي بكر الصديق

    0:00



    عدد الزوار

    4182730

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة