• الاحد 26 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :05 مايو 2024 م


  • فوائد من كتاب " القواعد الحسان " للسعدي


  • 12- في قوله تعالى " أليس الله بكاف عبده " كلما كان العبد أقوم بحقوق العبودية كانت كفاية الله له أكمل وأتم ، وما نقص منها نقص من الكفاية بحسبه .

    13- كل خير عاجل وآجل ، فإنه من ثمرات التوحيد ، وكل شر عاجل وآجل، فإنه من ثمرات الشرك .

    34- في قوله تعالى "ألهاكم التكاثر " حذف المتكاثر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات والأموال والجاه والضيعات والأولاد، وغيرها مما تتعلق به أغراض النفوس فيلهيها ذلك عن طاعة الله .

    72- فإن الله رتب على الإيمان في كتابه من الفوائد والثمرات ما لا يقل عن مائة فائدة ، كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها .

    79- دلَّ القرآن في عدة آيات أن من ترك ما ينفعه مع الإمكان ابتلي بالاشتغال بما يضره .

    وذلك أنه ورد في عدة آيات أن المشركين لما زهدوا في عبادة الرحمن ابتلوا بعبادة الأوثان ، ولما عُرض عليهم الإيمان أول مرة فعرفوه ، ثم تركوه ، قلب الله قلوبهم ، وطبع عليها وختم، فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم .

    82- في قوله تعالى " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر " .

    وهذا كالتعليل العام أن كل ما كانت مضرته وإثمه أكبر من نفعه ، فإن رحمة الله وحكمته لابد أن تقتضي المنع منه وتحريمه على عباده .

    وهذا الأصل العظيم كما أنه ثابت شرعاً فإنه هو المعقول بين الناس المفطورون على استحسانه ، والعمل به في الأمور الدينية والدنيوية ، والله أعلم .

    87- وقد اتفق العقلاء أن الطريق الوحيد للصلاح الديني والدنيوي هو طريق الشورى .

    109- في قوله تعالى " ادعوا ربكم تضرعا وخفية " .
    يدخل فيه الأمران دعاء الطلب ودعاء العبادة ، فكما أن من كمال دعاء الطلب ، كثرة التضرع والإلحاح ، وإظهار الفقر والمسكنة ، وإخفاء ذلك وإخلاصه ، فكذلك دعاء العبادة ، فإن العبادة لا تتم ولا تكتمل إلا بالمداومة عليها ومقارنة الخشوع والخضوع لها وإخفائها ، وإخلاصها لله تعالى.

    110- في قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " يشتمل دعاء المسألة ودعاء العبادة .

    أما دعاء المسألة : فإنه يسأل الله تعالى في كل مطلوب باسم يناسب ذلك المطلوب ويقتضيه ، فمن سأل رحمة الله ومغفرته دعاه باسم الغفور الرحيم ، ومن سأل الرزق سأله باسم الرزاق ، وهكذا.

    وأما دعاء العبادة فهو التعبد لله تعالى بأسمائه الحسنى، فيفهم أولا معنى ذلك الاسم الكريم ، ثم يديم استحضاره بقلبه، حتى يمتلئ قلبه منه.

    فالأسماء الدالة على العظمة والجلال والكبرياء تملأ القلب تعظيماً وإجلالاً لله تعالى.

    والأسماء الدالة على الرحمة والفضل والإحسان تملأ القلب طمعاً في فضل الله ورجاء لروحه ورحمته.

    والأسماء الدالة على الود والحب والكمال تملأ القلب محبةً ووداً وتألها وإنابة لله تعالى.

    والأسماء الدالة على سعة علمه ولطيف خبره توجب للعبد مراقبة الله تعالى والحياء منه. 

    114- كلما عظمت مشقة الصبر في فعل الطاعات ، وفي ترك المحرمات لقوة الداعي إليها ، وفي الصبر على المصيبات لشدة وقعها ، كان الأجر أعظم والثواب أكبر .

    119- أما الأعمال التي شرع العبد فيها وعجز العبد عن تكميلها ، فكقوله تعالى " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " فهذا خرج قاصدا الهجرة، وأدركه الأجل قبل تكميل عمله ، فأتم الله له ما قصد إليه وأعطاه أجره .

    فكل من شرع في عمل من أعمال الخير، ثم عجز عن إتمامه بموت أو عجز بدني أو عجز مالي أو مانع داخلي أو خارجي، وكان من نيته ـ لولا المانع ـ إكماله فقد وقع أجره على الله ، فإنما الأعمال بالنيات .


    وقال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " فكل من اجتهد في الخير هداه الله الطريق الموصلة إليه ، سواء كمل ذلك العمل أو حصل له عائق عنه.

    126- في قوله تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " .

    ما أعظم هذه القاعدة ، وما أحكم هذا الأصل العظيم الذي نص الله نصاً صريحاً على عموم ذلك، وعدم تقيد هذا الهدى بحالة من الأحوال فكل حالة هي أقوم، في العقائد والأخلاق والأعمال والسياسات الكبار والصغار والصناعات والأعمال الدينية والدنيوية فإن القرآن يهدي إليها ويرشد إليها، ويأمر بها ويحث عليها.

    معنى " أقوم " أي أكرم وأنفس وأصلح وأكمل استقامة، وأعظم قياما وصلاحا للأمور .

    فأما العقائد فإن عقائد القرآن هي العقائد النافعة التي فيها لصلاح القلوب وحياتها وكمالها ، فإنها تملأ القلوب عزة وكرامة بشعورها بالتجرد من الذل لمخلوق مثلها ، وشرفها بتخصصها لمحبة الله تعظيماً له وتألهاً وتعبداً وإنابة ، وهذا المعنى هو الذي أوجد الله الخلق لأجله .

    وأما أخلاقه التي يدعو إليها فإنه يدعو إلى التحلي بكل خلق جميل ، من الصبر والحلم والعفو والأدب وحسن الخلق وجميع مكارم الأخلاق، ويحث عليها بكل طريق ويرشد إليها بكل وسيلة .

    وأما الأعمال الدينية التي يهدي إليها فهي أحسن الأعمال التي قيها القيام بحقوق الله وحقوق العباد على أكمل الحالات وأجلها وأسهلها وأوصلها إلى المقاصد .

    وأما السياسات الدينية والدنيوية فهو يرشد إلى سلوك الطرق النافعة في تحصيل المقاصد والمصالح الكلية ، وفي دفع المفاسد، ويأمر بالتشاور على ما لم تتضح مصلحته والعمل بما تقتضيه المصلحة في كل وقت بما يناسب ذلك الوقت والحال .

    حتى في سياسة الوالد مع أولاده وزوجه وأهله وخادمه وأصحابه ومعامليه، فلا يمكن أن توجد حالة يتفق العقلاء أنها أقوم وأصلح من غيرها، إلا والقرآن يرشد إليها نصاً وظاهراً ، أو دخولاً تحت قاعدة من قواعده الكلية .

    وتفصيل هذا الأصل لا يمكن استيفاؤه في هذه القواعد الإجمالية ، فكل التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة ، وما تقتضيه المصالح تفصيلاً لهذا الأصل المحيط.

    وبهذا وغيره تبين لك أنه لا يمكن أن يرد علم صحيح أو معنى نافع أو طريق صلاح ينافي القرآن ، والله ولي الإحسان.

    131- متى عرف العبد ما في الطاعات من زيادة الإيمان ، وصلاح القلوب واستكمال الفضائل ، وما تثمره من الخيرات والكرامات ، وما في المحرمات من الضرر والرذائل وما توجبه من العقوبات المتنوعة ، وعلم ما في أقدار الله من البركة وما لمن قام بوظيفته فيها من الأجور إذا عرف ذلك هان عليه الصبر على جميع الشدائد .

    142- من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة .

    فمنها: ما ذكره الله عن المهاجرين الأولين الذين هجروا أوطانهم وأموالهم وأحبابهم لله،فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا، والعز والتمكين.

    وإبراهيم صلى الله عليه وسلم لما اعتزل قومه وأباه ، وما يدعون من دون الله ، وهب له إسحاق ويعقوب والذرية الصالحين.

    ويوسف عليه السلام لما ملك نفسه من الوقوع مع امرأة العزيز ، مع ما كانت تمنيه به من الحظوة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته وصبر على السجن ، وطلبه ليبعده عن دائرة الفساد والفتنة عوضه الله أن مكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، ويستمتع بما شاء مما أحل الله له من الأموال والنساء والسلطان .

    وأهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله ، نشر لهم من رحمته وهيأ لهم أسباب المرافق والراحة وجعلهم سبباً لهداية الضالين .

    ومريم ابنة عمران لما أحصنت فرجها أكرمها الله ونفخ فيه من روحه وجعلها وابنها آية للعالمين .

    وسليمان عليه السلام لما ألهته الخيل عن ذكر ربه فأتلفها، عوّضه الله الريح تجري بأمره، والشياطين كل بناء وغواص .

    ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله تعالى عوّضه الله من محبته وعبادته والإنابة إليه ما يفوق لذات الدنيا كلها .

    تم انتقاء الفوائد قبل فجر الاحد 27 رمضان 1442 تبوك .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    ازرع الثقة فيمن حولك

    0:00

    إنه غفور شكور

    0:00

    المرأة والإنفاق

    0:00

    تأملات في سورة الواقعة - 1

    0:00

    50 دليل على فضل طلب العلم

    0:00



    عدد الزوار

    4183720

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة