• الاثنين 27 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :06 مايو 2024 م


  • الملفات المفتوحة



  • بين الزوجين تحدث خلافات في الآراء، وهذا أمرٌ سهل.

    وتحدث خلافات في المواقف ونقد لسلوكيات الآخر، وهذا واقع بلا شك.

    ولكن أين الخلل؟

    في تصوري يكون الخلل في أن تبقى ملفات هذه المشكلات مفتوحة لفترة طويلة بدون حل، مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالملل ثم ينزعج ثم ينفجر في المستقبل معلناً اتخاذ قرار الطلاق.

    وللتوضيح فلنتأمل هذه الأمثلة:

    - قد يكون الزوج مقصر في الصلاة، بل قد يكون لا يصلي، وهذه مشكلة كبيرة، وكانت زوجته تنصحه باستمرار ولكن دون جدوى، ومع مرور الأيام فإن الزوجة تبدأ بالشكوى منه، ثم أصبحت ترفع صوتها عليه، ومع مرور السنوات قد تقرر الانفصال عنه لأنه لا يصلي، ولو أنها في بداية زواجها نصحته مرارات ومرات فلما تبين لها أنه لن يصلي فلتنفصل عنه قبل أن يكون لديها أولاد.

    - وهنا امرأة كسولة عن خدمة زوجها، لا تهتم بالبيت ولا بنفسها ولا بأي شيء، وإنما تقضي الساعات على الجوال أو في الخروج للسوق ونحوه.

    وقد كان زوجها ينصحها في بداية الزواج وهي ترفض أن تطيعه استكباراً، وتقول: أنا لستُ خادمة عندك، ثم يصبر ويصبر.

    وكان ذلك الرجل طيب القلب، ويقوم بخدمتها مراعاة لنفسيتها أو لأي اعتبار آخر.

    ولكن هذه المرأة لم تتغير ولم تتقدم خطوة في الاهتمام بزوجها، وبعد خمس سنوات من الصبر يكتشف الزوج أن هذه الزوجة لن تتغير.

    ويرى أن الطلاق أفضل من العيش مع امرأة لا ترى زوجها إلا مجرد شخص ينفقُ عليها ويذهبُ بها للأسواق فقط، بدون أن تبادر لخدمته بأي شيء.

    فانظر كيف بقي هذا الملف مفتوح بدون أن تغلقه تلك الزوجة، فلما وقع الطلاق تعجبت تلك المرأة، وبدأت تسبُّ زوجها في كل مجلس لأنه طلقها وضيّع مستقبلها، مع أنها السبب في هذا الطلاق.

    - وهذا رجل تكتشف زوجته في الأشهر الأولى أنه يعاكس البنات، فلما نصحتهُ، قال: أنا حُر وليس لكِ علاقة بي.

    فلو أنها بحثت عن حلول، فإن لم تجد فليكن الطلاق هو الحل، وهذه المعالجة أفضل من البقاء مع هذا النوع من الرجال.

    - وهذه امرأة تلبس العباءة المحرمة الفاتنة للرجال، ولما نصحها زوجها، قالت: أنا حُرة وكل البنات يلبسون كذا، وإذا كان أبوي ما قال لي حرام فلا يحق لك أن تمنعني.

    ثم يسكت زوجها لسنوات، ولكن الغيرة تحترق في قلبه، فيقرر الطلاق ليخرج من هذا الجحيم.

    إن رسالتي هنا أن نحاول إغلاق الملفات التي تحتوي على مشكلات كبيرة قبل أن تنقلب الحياة إلى هموم وأحزان.

    ومعنى إغلاق الملف؛ أن نعرف الخطأ، ونعترف به، ونعتذر عنه، ثم نحاول إصلاح الخطأ، وأن نعزم على عدم العودة إلى الخطأ السابق.

    وإني لأتعجب من إصرار الزوج على المحرمات التي تضر بدينه ودنياه وأسرته، ويختار طريق الحرام رغم أنه يعلم أن نهايته الفشل والضياع.

    وإني لأتعجب من إصرار تلك المرأة على التقصير في خدمة زوجها مع العناية بالخروج لأي مكان، وفي أي وقت، وكأن زوجها ليس له الحق في الخدمة أو حتى الاستئذان في خروجها من بيتها.

    أيها الزوجان، أغلقوا الملفات المزعجة في حياتكم، وانتبهوا لما يجلب القلق والتوتر لحياتكم.

    أيها الزوج، إن السعادة ليست في أن تعيش حياتك كما تريد، لأن هناك زوجة تريدك رجل بمعنى الكلمة، يحرص عليها، ويحبها، ويهتم بها.

    وأقول لكل زوجة: لقد وافقتِ على أن تكوني زوجة، وهذا يعني أن تراعي حقوق زوجك وغيرته، وتسمعي وتطيعي له بالمعروف.

    اللهم وفق كل زوجين لبناء حياة سعيدة.

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    كتابة الإنجازات

    0:00

    وصايا وإشارات في طلب العلم

    0:00

    فخلف من بعدهم خلف

    0:00

    قواعد في تربية الأبناء - 2

    0:00

    كيف ترضي الله ؟!

    0:00



    عدد الزوار

    4184763

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة