• الاثنين 27 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :06 مايو 2024 م


  • تنبيهات حول الغيرة بين الزوجين




  • الزوجة لديها غيرة على زوجها وتكره أن يشاركها أحد في محبته ،
    ولذلك تكره أن يتزوج عليها أو يتواصل مع النساء بأي وسيلة كانت ، ونحو ذلك من الأحوال التي تثير غيرة المرأة .
    والزوج العاقل ينتبه لذلك ولايثير غيرة زوجته ، ومن ذلك :
    1- أن لايتحدث عن النساء .
    2- لايأت بقصص الذين تزوجوا بالثانية .
    3- لايمدح طبخ زوجة صديقه ، ولا جمال النساء الذين يخرجون في التلفاز أو في مواقع التواصل ، ونحو ذلك من قضايا النساء .
    لأن كل تلك المواقف تثير الغيرة عند زوجته ، والغالب أن المشكلات تقع بينهما بعد ذلك بشكل كبير وقد تصل في بعض الأحيان للطلاق .

    والملاحظ أن بعض النساء حينما يتزوج عليها زوجها تغار بشكل كبير وقد تطلب الطلاق بسبب شعورها بالصدمة النفسية لذلك ، والواجب على الزوج أن يتأنى في علاج تلك المشكلة ولايطلق زوجته حتى لو طلبت منه ذلك ، بل يراضيها ويتحمل كل مايأتي منها ، لأن الدافع لذلك هو محبتها له وكراهية مشاركة أحد في حبها له ، ومع الأيام تهدأ بإذن الله ويتحقق الاستقرار النفسي لها .

    ومن المواقف التي حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف :

    قال أنس : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إحدى أمهات المؤمنين ، فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام ، فضربت يد الرسول صلى الله عليه وسلم  فسقطت القصعة ، فانكسرت ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول : غارت أمكم كلوا ، فأكلوا فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وترك المكسورة في بيت التي كسرتها " رواه البخاري .

    والرواية الأخرى تبين القصة بشكل أوسع :

    عن عائشة قالت : ما رأيتُ صانعة طعام مثل صفية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال : " إناء كإناء ، وطعام كطعام " .
    رواه أحمد والبيهقي في السنن وهو حديث حسن .

    فتأمل هنا في حال النبي صلى الله عليه وسلم وهدوءه في التعامل مع المشكلة ، لم يواجه الزوجة التي كسرت الإناء بالكلمات القاسية ، لأنه يعلم أن السبب هو الغيرة وليس سوء الخلق ، وهكذا ينبغي على كل زوج أن يحسن التعامل مع أي موقف يشمُّ منه رائحة الغيرة ، أن يكون هادئاً حكيماً .

    ومن زاوية أخرى لابد أن نطالب المرأة بأن تضبط غيرتها على زوجها ، ولاتهاجمه بالقسوة ، ولاتطلب الطلاق ، ولتعلم الزوجة أن الزوج قد يخطئ في كلمة أو موقف مع النساء ، ولكن ذلك لايعني أنه لايحبك .
    ومن حكمة الزوجة أن تقدر الموقف وتعطيه حجمه المناسب ، فحينما يخطئ الزوج في المزاح معها ، ليس مثل أن يقع في معاكسة فتاة .

    ومما ينبغي التأكيد عليه أن بعض النساء قد تغار من أم الزوج أو أخواته ، أو بناته من زوجة سابقة ، وقد تمارس معه تصرفات لاتليق ، وهذا خطأ بلاشك ، لأنه من الطبيعي أن يهتم الزوج بأمه وأخواته وبناته من زوجة سابقة .

    تنبيه :
    قد يكون طبيعة عمل الرجل أن يتواصل مع النساء كما هو الحال في المستشفى ، أو في البيع والشراء ، أو الاستشارات عبر الهاتف ، أو تفسير المنامات ، أو مكاتب المحاماة ، أو غير تلك الأعمال التي يتطلب العمل فيها أن يكون هناك تواصل مع النساء ، فهنا لابد على الزوجة أن تهدأ في معاتبتها لزوجها حينما تراه يكلم النساء ، لأن وظيفته أو طبيعة عمله تقتضي ذلك .

    وقد وقفتُ على بعض قصص الطلاق
    بسبب أن الزوجة ترى زوجها يتواصل مع النساء اللواتي يراجعونه في العيادة أو في المحل التجاري ، ولاشك أن هذا لايجوز وهو من الظلم للزوج ، فاتق الله يا أختي ولاتخسري زوجك بسبب تلك الغيرة المذمومة .

    ومضة : قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ من الغَيْرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله؛ فالغَيْرة التي يحبُّها الله الغَيْرة في الريبة، والغَيْرة التي يكرهها الله الغَيْرة في غير ريبة . رواه أبو داود بسند حسن .

    وأما بالنسبة لغيرة الرجل على زوجته فهذه من علامة كمال الرجولة ، ولها صور :
    - أن يكره أن تكشف وجهها للرجال .
    - أن يكره أن تتتابع الرجال عبر مواقع التواصل .
    - أن تحفظ نفسها في وظيفتها - إن كانت تعمل مع الرجال - مراعاة لدينها ولغيرة زوجها .
    - أن لاتمدح الرجال أمامه .
    والمرأة العاقلة تراعي غيرة زوجها ولاتتعرض لأي شيء ربما يثير غيرته .
    ومن الجميل أن تمارس مع زوجها هذه الأعمال :
    - أن تمدح رجولته وصفاته وقراراته .
    - أن تعطيه الثقة بنفسه فيما يقوم به .
    - لاتكوني غامضة في تصرفاتك معه حتى لايشك فيك .
    - لاتبالغي في لبسك عند خروجك للسوق أو المطار أو الحديقة أو غير ذلك من الأماكن التي يوجد فيها الرجال .
    - لاتركبي مع السائق لوحدك إلا للضرورة .
    - إذا دخلت مكان فيه رجال فاجعلي زوجك يتكلم معهم كالصيدلية أو المطار أو المطعم .
    - إذا كنتِ تتابعين رجال عبر مواقع التواصل فلاتبدي إعجابك بهم ولاتثني عليهم ، ولتكن متابعتك للعقلاء منهم وممن يُستفاد منهم فقط ، وليس من التافهين الذين يثيرون فيك بعض التفاهة ، واعلمي أن زوجك يتضايق من ذلك وقد يمارس معك بعض المشكلات بسبب ذلك .

    تنبيه : المبالغة في الغيرة من المرأة لزوجها أو العكس لاشك أن ذلك يفتح عليهما أبواب المشكلات ، والاعتدال مطلوب ، والتوازن هو الصواب في مثل ذلك .
     
    اللهم وفق كل زوجين للحب والتراحم والتفاهم والحياة السعيدة .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    ثمرات الإيمان ( 1 )

    0:00

    ويحذركم الله

    0:00

    صدقة الماء

    0:00

    تلاوة من سورة يس 71-83

    0:00

    تأملات في سورة الزلزلة

    0:00



    عدد الزوار

    4185209

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة