الاعتداء أو التقصير بين الزوجين

عدد القراءات : 1319

من النقاط المهمة بين الزوجين أن نفهم الفرق بين أن يقصر أحدهما مع الآخر وبين أن يعتدي عليه، وحتى يتضح المقصود فهنا بعض التفصيل:

أولاً: لو كان الزوج يعاني من ضغوط مالية تجعله يقصر في بعض النفقات على أسرته فهذا نسميه تقصير.

وأما الاعتداء على الزوجة فهو أن يكون الزوج يمارس الضرب أو إهانة الزوجة بالكلمات السيئة.

فهل تتعامل زوجته مع تقصيره مثل تعاملها مع الاعتداء عليها؟

الواقع أن بعض النساء تساوي بين الأمرين، ولهذا فإن بعض النساء لو قصّر زوجها في النفقة فإنها ترفع صوتها وتتكلم عليه وتتهمه بالبخل وربما طلبت الطلاق، أليس هذا خلل في إدارة المشكلة؟

ثانياً: عندنا زوجة تهمل في ترتيب بيتها وتقصر في خدمة زوجها، ولكنها طيبة ومحترمة وتجاهد نفسها أحياناً وتقصر أحياناً، فهذا نسميه تقصير.

وهناك بعض النساء تجحد معروف زوجها وربما أهانته بألفاظ بذيئة، فهذا نسميه اعتداء.

فهل الزوج سيتعامل مع تقصيرها كما يتعامل مع سوء أدبها؟

لا شك أن هناك فرق كبير.

فالتقصير في الحقوق شيء فطري لأن النفس تضعف، وهناك ضغوط نفسية ومالية وصحية تؤثر علينا مما تجعلنا نقصر.

وأما السلوك السيء بالكلمات، فهذا في الغالب دليل على سوء تربية الشخص وخاصة إذا تكرر منه ذلك وأصبح عادة له سواء كان ذلك من الرجل أو المرأة.

وهنا أقول: إنه ليس من العدل أن نكره الزوجة ونتكلم عليها لأجل تقصير في ترتيب المنزل، لأن هذا يمكن تقبله، ويمكن تداركه بالكلمة الطيبة، وخاصة إذا لم يكن ذلك من عادتها وإنما نتيجة لظروف صحية أو نفسية ونحوها.

وأما حينما نجد أن الزوجة تتجاهل الحقوق وتعتدي على شخصيتك بنوع من الإهانة فهنا لابد من الحزم في معالجة هذا الخطأ عبر قواعد معينة وبالحكمة أيضاً، فلا نعالج الخطأ بالخطأ.

ونقول للزوجة: لا يصح أن تطلبي الطلاق أو تقصري مع زوجك بسبب أنه لم يذهب بك لأهلك بسبب ظروف العمل، أو لأنه اعتذر من بعض مشتريات البيت لوجود التزامات مالية.

وأخيراً، لابد من الحكمة في إدارة الخلاف بين الزوجين، وأن تتعاملوا بذكاء مع الموقف، وأن تفرقوا بين مبدأ التقصير الذي لا يسلم منه أحد، وبين مبدأ الاعتداء الذي يحتاج للحكمة في معالجته.