• الخميس 24 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :26 ديسمبر 2024 م


  • 23 فكرة في إدارة الميزانية العائلية

  •  

     

    إن مِن البديهي أن المال عصب الحياة، وفقدان المال أو نقصانه أحياناً يؤثر بدرجة كبيرة على نظام حياة الإنسان لوحده، فكيف إذا كان لديه أسرة لها مطالب ضرورية وتحسينية؟

    لهذا كان التخطيط في إدارة الميزانية المالية للأسرة مطلباً مهماً وموضوعاً يستحق أن يُطرح في المجالس والدورات ومواقع التواصل؛ لأن حاجة الأسرة تتزايد في كل فترة من فترات الحياة، ونمو الأطفال يحمل معه نمو المطالب المالية، والحالة الاقتصادية في أغلب البلاد تنتابها فترات الغلاء في الأسعار بين فترة وأخرى.

    لهذا أحببت أن أضع بعض القواعد المهمة في كيفية التخطيط لإدارة الميزانية للأسرة؛ فمنها:

    1- الاتفاق مع الزوجة على مبدأ التخطيط لإدارة الميزانية الأسرية؛ لأن الزوجة لها دور كبير في إنجاح هذا الأمر أو فشله، وليكن هذا الاتفاق مبني على قواعد تراعي حق الزوجة وحق الأطفال والحقوق الأخرى، حتى لا تشعر الزوجة أن هذا الاتفاق سيحرمها من حق النفقة أو الحق في الترفيه.

    2- إقناع بقية أفراد الأسرة – إن كانوا مميزين – بضرورة التخطيط للميزانية المالية للأسرة.

    والأم لها دور كبير في تربية أولادها على ضبط الأمور المالية، فتخصص لهم شيء من المال للترفيه، وشيء للملابس، ونحو ذلك، وهذا الأمر يُطمئنُ قلب الأب حينما يجد أن الأم تشاركه في التوفير المالي.

    وإنّ مِن المؤلم ما نراه في واقع بعض الأمهات التي تتساهل في النفقات على الأطفال، وتُعطيهم حرية الطلب مِن أبيهم، مما يجعل الأب يجاملهم في ذلك، وقد يقترض أحياناً، وكل ذلك لا يساعد على التوفير المالي.

    3- تقسيم الراتب – أو أي مصدر للدخل - على الضروريات التي من أهمها:

    - إيجار السكن.

    - المصروف الشهري للزوجة والأطفال.

    - مصروف الأكل والشرب.

    - فواتير الكهرباء والاتصالات والماء وغيرها.

    - القرض الشهري إن كان هناك قرض، مثل تقسيط السيارة مثلاً.

    - المصروفات الأخرى، مثل: قضاء ديون سابقة.

    4- يختلف الأمر في حال بعض الناس الذين لديهم دخل آخر غير الوظيفة مثل محل تجاري أو عمل إضافي أو عقار ونحوه من الأعمال التجارية.

    5- بعض الرجال لديه زوجة تعمل، فهنا تختلف الترتيبات المالية، وهنا نقترح على الزوجة أن تساعد زوجها في بعض النفقات المالية، مثل راتب الخادمة أو الفواتير أو ملابس الأطفال ونحو ذلك، حتى تسير حياتهم بشكلٍ جميل، وهذا التعاون يزيد المحبة، ويحقق الطمأنينة للجميع.

    6- بعض الناس لا يدفع إيجار سكن، لأنه يسكن في سكن مجاني يتبع لعمله أو يسكن مع والديه فهنا قد يجد فرصة أكثر للتوفير المالي، وهننا ننبه أن بعض هؤلاء يصرفون أموالهم هنا وهناك لأنهم يسكنون بالمجان.

    ولقد رأيتُ بعض مَن سكن في إسكان القطاعات العسكرية وكان راتبهُ عالياً، فلما حان وقت التقاعد خرج مِن السكن ثم استأجر بيتاً لأسرته، ولو أنه انتبه لنفسه لاستفاد مِن فترة بقاءه في السكن الحكومي واستثمر أمواله في تجارةٍ أو في بناء منزلٍ لأسرته، ولكن هذه نتيجة الغفلة عن المستقبل.

    7- لابد من وضع احتياط مالي في كل شهر حتى لو كان المبلغ يسيراً مثل (200) ريال فهذا إذا جمعناها في السنة ستكون (2400) وسيكون لها دور في تفريج أزمة بلا شك.

    8- الحذر من القروض الربوية لأجل الخلاص من الورطات المالية؛ لأن الله يمحق الربا، ومَن أراد العافية المالية فلا يتعامل بالمحرمات.

    9- الدعاء مِن أعظم الطرق التي يُستجلب بها المال، وتُنال به البركات والأرزاق، قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، ولعل من الجميل أن تدعو الله باسم الرزاق، فتقول: يارزاق ارزقني من حيث لا أحتسب، وتدعو الله باسمه الواسع، فتقول: اللهم ياواسع وسّع لي في رزقي.

    10- مِن الجميل مشاهدة الدورات في اليوتيوب التي تتحدث عن كيفية إدارة النواحي المالية، أو القراءة في هذا الفن، لأن زيادة الثقافة في الذكاء المالي لا شك أنها ستُحدِثُ تغييراً إيجابياً في هذا المنحى المهم في حياتنا.

    11- ملازمة التقوى في كل حال لها دور كبير في جلب الرزق والبركة فيه، وربنا يؤكد هذا بقوله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).

    12- احذر من الاقتراض لأجل أمورٍ غير ضرورية، كالترفيه، أو شراء الكماليات.

    13- قبل أن تقرر شراء الأشياء ذات القيمة العالية، فتأكد مِن جودة هذا القرار؛ ولاتكن ممن يتأثر بفكرةِ التسويق الالكتروني أو توصيل طلبات المطاعم، أو فكرة التخفيضات التي قد تكون مجرد تسويق، واعمل بقاعدة " تقديم المهم العاجل على غير المهم وغير العاجل ".

    14- تأكد أنّه مِن السهل صرف المال في أي شيء، ولكن مِن الصعب الحصول على نفس المبلغ الذي دفعته.

    15- حتى تحفظ ماء وجهك مِن سؤال الناس، حافظ على مصدر رزقك - بعد الله - كالوظيفة التي أنت فيها، أو تجارتك، أو أي سببٍ تشعر بأنه يساعدك في توفير المال، لأن الإخلال بمصدر رزقك سيضرك بلا شك، ويوقعك في مشكلاتٍ مع أسرتك، ومع نفسك قبل كل شيء.

    16- لا تجعل مشاعرك العاطفية تغلب عليك في نفقاتك على أسرتك، بل استخدم عقلك في تعاملك مع طلبات الأسرة، مع التغافل أحياناً والتساهل في بعض الطلبات اليسيرة ذات التكلفة القليلة.

    17- لا تغامر في مشاريع مالية بدون دراسة واستشارة واستخارة، وقد رأينا مَن شاهد مقطعاً عن الأسهم فانطلق لها بدون أي تفكير، وانخدع بأسلوب التسويق والإقناع الذي يمارسه أصحاب تلك الأسهم، ثم وقع في الاحتيال المالي، فتخيل كم هي الأضرار التي لحقت به وبأسرته.

    18- يجب أن تتقبّل كل المتغيرات المالية التي ستحدث في حياتك، ففي بداية الحياة الزوجية ستكون النفقات قليلة لأنك أنت وزوجتك فقط، ولكن مع مرور السنوات، سيأتي الأولاد بإذن الله وتكون النفقات أكثر، وقد تأتيك طوارئ مالية مفاجئة كالحوادث، أو الفصل من الوظيفة، أو انتقالك لوظيفةٍ أخرى، أو الخسارة في تجارة ونحوها، وكل ذلك يستوجب منك الهدوء والحكمة، حتى تنهض مِن جديد بإذن الله.

    19- مِن الضروري لكل زوجين، إدراك مسألة التقاعد الوظيفي الذي يهبط بالراتب لمستوى صعب أحياناً، وهذا يتطلب مِن كل زوجين حُسن الاستعداد له بالترتيبات المالية، حتى لا يكون التقاعد مصدر قلق بسببِ قلةِ المال، في زمنٍ قد يكون هو الأكثر في طلب المال، بسببِ الظروفِ الأسرية أو الاقتصادية العامة في البلد، وكم رأينا مَن أهمل الاستفادة مِن ماله في بداية وظيفته، فإذا به يبحث عن أي عمل بعد أن شابت لحيته.

    20- يجب أن تحذر الزوجة مِن مقارنة حياتها بحياة الآخرين في النواحي المالية، وإنك لتشعر بالحزن لحال ذلك الزوج الذي يشتكي مِن طلبات زوجته التي تريد أن تشتري سيارة جديدة مثل فلانة، وتريد أن تسافر لتلك الدولة مثل صديقتها، وهكذا تتأثر الميزانية المالية بسبب تلك المقارنات.

    والغالب أن الزوج يرفض، ثم تقع المشكلات بينهما، ولو أنّ الزوجة قنعت بأوضاعها المالية مع زوجها، لعاشا في أحسن حياة.

    21- بعض الشباب قد يكون راتبه قليل، وربما لا يساعده لمصاريف أسرته حتى لمنتصف الشهر، وهنا لابد من التفكير في أيِّ تجارة ولو يسيرة لتأمين المال، وليعلم كل رجل أن الاجتهاد في طلب الرزق خير من سؤال الناس، ومن توكل على الله وبذل الأسباب، وكان ذكياً حكيماً، بعيدا عن الكسل فإن الله سيوفقه، والقصص كثيرة في هذا الباب.

    22- من أكبر أهداف كل زوجين هو تأمين السكن، سواء عن طريق البناء أو شراء منزل، وبين وقت وآخر نرى الفرص والعروض العقارية المتنوعة، وتبدأ البنوك بالدعاية لشراء المنازل عن طريقها، ولابد أن نؤكد لكل زوجين أن التأني وجمع المعلومات والاستشارة والاستخارة هي أعظم عوامل نجاح مشروع السكن، وبالنسبة لشراء العقار عن طريق البنك بأقساط طويلة، يجب أن يسبق ذلك تفكير عميق في كيفية ترتيب الميزانية لتلك السنوات، لأن نصف الراتب سيذهب للبنك تقريباً، وكم سيبقى لأمور الحياة من مأكل وملبس ومستشفيات وسفر ودراسة وغيرها طوال تلك السنين.

    23- في بعض الأحوال قد يضطر الأب للعمل لفترتين في اليوم، وقد يتأخر عن البيت، وقد يغيب ويسافر أياماً أو أسابيع أو سنوات كحال المغتربين، وكل ذلك لأجل طلب الرزق، وحينها يجب أن تكون الأم صابرة على كل ذلك، ومتعاونة مع زوجها، لأن غياب الزوج يُكلفهُ الكثير مالياً ونفسياً، وكلما شعر الزوج بأن زوجته راضية بهذا الحال، فإنه سيتحمل كل المشاق في سبيل طلب الرزق، وأما إن كانت زوجته غير راضية، وتختلق المشكلات بلا سبب، فإن الهموم ستحيط بزوجها الذي يتعب لأجل أسرته.

    ختاماً، يجب أن نعلم أن المال ركيزة مهمة للأسرة، فإن تم التعاون بين أفراد الأسرة على ضبط المال، فإن النجاح والسعادة سيكونان معكم بإذن الله تعالى.

    نسأل الله أن يرزقنا مِن أوسع أبواب رزقه، وأن يقضي عنّا ديوننا، وأن يفتح لنا أبواب فضله، إنه جواد كريم.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الشرك الأصغر

    0:00

    ويحذركم الله

    0:00

    باب السترة في الصلاة من كتاب عمدة الاحكام( 6 )

    0:00

    زيارة للسجن

    0:00

    برامج التواصل.. همسات وخواطر

    0:00



    عدد الزوار

    5088580

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة