• الاثنين 27 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :06 مايو 2024 م


  • بعد عقد الزواج وقبل الدخول




  • بعد عقد الزواج وقبل الدخول، نجد أن بعض العوائل يسمحون بالحوار بين الزوجين عبر الجوال، وبعضهم يسمح لهم بالجلوس لوحدهم في بيت أهل الزوجة، وسمعنا أن البعض ربما يخرج بزوجته للنزهة وهو لازال في فترة العقد، أي قبل أن يدخل بها.

    ومن الطبيعي أنه في هذه الفترة يكون هناك اكتشاف للآخر من خلال النقاش معه، فتظهر طريقة تفكيره، وأخلاقه، ونفسيته، فإن ظهر الخير فالحمد لله، وهذا مما يساعد على تنمية الحب بينهم، والشوق إلى إكمال مشروع الزواج، ولكن وبكل صراحة قد يظهر غير ذلك من الأخطاء والمخالفات الشرعية والفكرية.

    فهذا أحدهم يقول: لقد اكتشفتُ أن زوجتي تميل للأمور المحرمة، كسماع الحرام ومشاهدته بشكلٍ كبير، وعندها تساهل في الحجاب الشرعي، ولديها أفكار وعادات ليست جيدة.

    وبكل صراحة، قد يرفض الطرف الآخر التغيير للأفضل، وقد يصفك بالتشدد لأنك تريد الاستقامة على أمور الشريعة.

    فإذا وقع ذلك من الزوج أو الزوجة، فأقترح أن ننظر بين فوائد الاستمرار معه أو الفراق قبل أن يتم الدخول بينهما، لأن القضية ستختلف بعد الدخول، وقد يكون الحمل في الأشهر الأولى، وحينها يصعب التغيير، وقد يكون الطلاق، وهنا تكون المشكلة أكبر.

    طبعاً نحن هنا لا نناقش الذنوب اليسيرة أو اختلاف وجهات النظر في صغائر الأمور، ولكننا نناقش الكبائر والموبقات والأفكار والعادات التي تخالف أصول الشريعة والأعراف الاجتماعية الأصيلة.

    فنقول للزوج: ناصح زوجتك بالأسلوب اللطيف والحكيم، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا فأنصح بعدم البقاء معها قبل الدخول بها، لأن مثل هذا النوع من البنات سيتعب معها الرجل الصالح، وسيقع معها في حوارات يومياً عن تلك الأفعال، ومن الطبيعي بعد أن تنجب الأولاد أن تربيهم على عاداتها وأفكارها، وحينئذٍ سيشعر الزوج بخيبةِ الأمل، لعدم وجود التوافق بينهما.

    وبعض البنات قد تكتشف أن زوجها يميل لبعض المحرمات الكبيرة، أو قد تظهر منه بعض التصرفات الغريبة التي تثير الشك، فهنا يجب أن تتأنى في مسألة الاستمرار معه أو لا.

    باختصار: إن الفترة بعد العقد وقبل الدخول مهمة حتى يتم التعرف على الآخر ولو بشكلٍ جزئي، فإن ظهر الخير منه أو منها فالحمد لله، وإن ظهر خلاف ذلك، فننظر إن كان يمكن علاجه فهذا جميل، وأما إن ثبت أن الآخر يريد أن تكون حياته بشكلٍ مختلف، لايساعدُ على تحقيقِ السعادةِ الأسريةِ والطمأنينةِ والأمان، فهنا أنصحُ بعدمِ إكمالِ الزواج.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات من قصة إسماعيل عليه السلام

    0:00

    الخلود الأبدي

    0:00

    من وصايا لقمان

    0:00

    قصص مع القرآن

    0:00

    الثقافة في تربية الأبناء

    0:00



    عدد الزوار

    4185706

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة