• السبت 03 ذوالقعدة 1445 هـ ,الموافق :11 مايو 2024 م


  • 17 خطأ قد يقع فيها طالب العلم


  •  

    في حياة طالب العلم توجد الكثير من الإيجابيات كمحبة العلم واللقاء بأهل العلم والقراءة والبحث ، وغيرها مما نرى بحمد الله .

    ولكن ومن زاويةٍ أخرى توجد بعض الملاحظات التي قد يقع فيها بعض الطلاب ، ومن يسلم من الغلط ؟

    لذا أحببتُ المساهمة في بيان شيء من ذلك ليتذكر الطالب ويحذر من تلك المزالق .

     
    1- ضعف الإخلاص لله .

    كلنا يعلم بأن العلم عبادة ، وقد قيل : العلم عبادة العمر ، والمتقرر أن كل عبادة لابد أن يصاحبها الإخلاص لله تعالى .
    قال تعالى  ( ألا لله الدين الخالص ) ، 
    وبعض طلبة العلم تراودهم الشهوة الخفية في الشهرة في طلب العلم وحب التصدر والرغبة في الظهور ، وهذا خللٌ كبير ، ومخالف لنهج السلف الذين أكدوا على مراجعة النية والحذر من الشهرة ، قال بعض السلف : حب الظهور قصم الظهور .

    2- عدم العمل بالعلم .

    قد تجد البعض من الطلاب يجمع المعلومات ، ويقرأ ، ويسافر للعلماء ، ويحفظ المتون وكل هذا جيد ، ولكنك تتعجب من ضعف مبادرته للعمل الصالح ، فقد تراه مقصراً في صلاة الجماعة ، بل وقد ينام عن الفجر ، وربما لم يعرف قيام الليل لعدة أسابيع ، وما ذاك إلا لضعف التعلق بالعمل والرغبة الشديدة بالتعلم فقط مع أن الجمع بينهما ممكن .

    قال بعض السلف : إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة .

    3- ترك تعليم الناس .

    ترى صاحبنا يزدادُ علماً كل يوم ، ولكن مجتمعه لم يسمعْ منه كلمة ، وأقاربه لم يشاهدوا منه أيّ توجيه ، وزملاء العمل لم يسعدوا منه بأيّ مشاركة علمية ، ومسجدهُ الذي يصلي فيه لم يسمعوا منه كلمة ، بل ربما طالبوه فأعتذر بأنه مشغول .

    ولاشك أن هذا التقصير يحرمه من أجورٍ كثيرة كان يمكنه أن يحصل عليها لو كان ممن يُعلّم الناس ، ومن زاويةٍ أخرى ، فمن يعلم الناس إذا اعتذر أهل العلم عن ذلك ؟

    4- الإصرار على الكبائر .

    أليس من الغريب أن تجد طالب علم يشاهد الأفلام التي تحتوي الصور والموسيقى ، وقد تجد طالباً للعلم يغتاب العلماء والصالحين .

    فأين ثمرة العلم التي هي التقوى ؟ أين تلك العلوم التي نراها في مكتبتك وفي دروسك ؟

    نعم لسنا معصومين ، ولكن النقاش هنا لماذا يصر البعض على الكبيرة وليس على الصغيرة ؟ وهناك فرق كبير بينهما كما تعلم .

    5- ترك الزواج أو تأخيره .

    البعض يتحمس حينما يقرأ سير العلماء الذين لم يتزوجوا كابن تيمية وغيرهم رحمهم الله تعالى ، وربما بدأت الخواطر في رفض فكرة الزواج أو تأجيلها لفتراتٍ طويلة بحجةِ طلب العلم .

    وهذا مخالفٌ لسنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهي الزواج ، ومصادمٌ للفطرة والغريزة التي تسكنُ في جوانبنا ، والجمعُ ممكن بين الزواج وطلب العلم لمن وفقه الله .

    6- إهمالُ وقت الأسرة .

    بعض الطلاب يشتغل بالعلم في أغلب يومه ، والآخر يسافر لزيارة العلماء ، والثالث كل يوم عنده دروس ، فيا ترى أين وقت الأسرة ورعايتهم وتربيتهم وغرس القيم ومتابعتهم ؟ إن لأهلك حقاً أوجب من بعض الدروس التي تحضرها .

    فاتق الله في حقوق أسرتك ، ورتب وقتك بين الأسرة والعلم وبقية الحقوق .

    7- الفوضى في المنهجية .

    سؤال يتكرر دائماً لدى طلاب العلم ، يا شيخ كيف أطلب العلم ؟

    فيجيب الشيخ : تبدأ بـكذا وكذا .

    ويبدأ الطالب بتنفيذ ما قاله الشيخ ، ولكن بعد أيام يغير الطالب المنهج ويسلك طريقة أخرى غير تلك الطريقة التي رسمها الشيخ له .

    لماذا تبدأ أيها الطالب في كتاب ثم تتركه غداً ؟

    وتبدأ في متنٍ تحفظه ، وبعد ساعات تتركه ، وتذهب إلى متن آخر ؟

    واليوم عند أحد المشايخ وغداً عند غيره ؟

    ومرة تبدأ في درس وبعد أيام تتركه ؟

    وهكذا تتكرر صور الفوضى عند بعض طلاب العلم .

    وأنا لا أتعجب من وجودها ، ولكن أتعجب ممن يتجاوزها ويبدأ في الطلب المبني على منهج واضح وطريق مستقيم .

    ولستُ الآن في بيان كيفية طلب العلم ؛ لأن الكلام عن ذلك قد أشبعه العلماء والمتخصصين ، ولكنها إشارة إلى ضرورة تربية الشباب على المنهج الصحيح في الطلب .

    أيها الشيوخ ، لا يكفي أن تتكلموا عن طلب العلم وفضله وتحميس الشباب له، - صحيح أن هذا مهم - ، ولكن نريد توضيح المنهج العلمي الذي يناسب الشباب.

    8- الغياب الفكري عن الساحة .

    بعض الطلاب منشغلٌ بالعلم في أغلب أوقاته ، ولكنه في نفس الوقت بعيدٌ كل البعد عن الساحة الفكرية التي تدور في المجتمع .

    فلا يتابع الواقع ولا يعرف المناهج الفكرية التي تنخر في المجتمع ، ولاشك أن هذا الغياب سيؤثر على رسالته العلمية والتعليمة لمجتمعه .

    9- الانشغال بمواقع التواصل عن التعلم .

    كلنا لديه جوال وكلنا يمتلك تطبيقات في جهازه ، ولكن البعض من طلبة العلم بدأ يدخل مرحلة الإدمان على الجوال ، فتجد عنده عشرات بل مئات المتابعين في تويتر والسناب وغيرها ، ولعله يقضي يومياً نحو خمس ساعات على الجوال ، فيا ترى لو قضاها في طلب العلم فماذا سيُحصّل من العلوم ؟

    نعم لا مانع من المتابعات ، ولكن لوقتٍ محدد فأنت طالب علم ووقتك ثمين وأنت لستَ كغيرك من عامة الناس .

    10- الكسل والتسويف .

    لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الكسل ، وما أقبح الكسل بطالب العلم .

    فهو متأخرٌ عن كل درس ، وعن كل برنامج علمي ، ولا يعرف قراءة كتاب كامل ، وربما تردد في شراء الكتاب بينما لا يتردد عن تناول وجبة عشاء في مطعم غالي الثمن ، يا طالب العلم أين الهمة العالية في التعلم ؟ 
    ولم أرَ في عيوب الناس عيباً    كنقص القادرين على التمام .

    من جدّ وجد ، وليس من سهر كم رقد ، ومن طلب العلا سهر الليالي .

    11- النقد السيء .

    كلنا يرى العيوب والأخطاء في الآخرين من زملاء أو شيوخ أو برامج علمية أو دعوية ، إذ الكمالُ عزيز ، والكامل من عُدّ خطؤه ، ولكن التفاوت الكبير هو في طريقة النقد والتصحيح بيننا ، لأنه سلوك يدل على تربيتك لنفسك ، فلماذا التجريح وسوء اللفظ في النقد ؟

    12- حسد الأقران .

    ما خلا جسد من حسد ، ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه .

    وطلاب العلم من البشر الذي تزورهم خواطر الحسد إلا من رحم الله .

    ولكن تبقى المشكلة في أن تمكث تلك الخواطر في نفس ذلك الطالب ثم تبدأ شرارتها في الاشتعال ، فيبدأ في النقد الهادم لا الهادف والغيبة والتنقص والاتهامات وغيرها من آثار الحسد .

    فاتق الله يامن حفظت القرآن كيف تحسد صاحبك على علم أو حفظ أو فهم ؟

    13- هجر القرآن .

    يتحمس صاحبنا لكل برنامجٍ علمي ، ويزور المكتبات والمعارض ، ويلتقي بالشيوخ ، وكل ذلك حسنٌ وجميل .

    ولكن ألا تتعجب معي من طالب علم ليس له ورد يومي مع القرآن بينما له ساعات مع الجوال ، قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ) فيا طالب العلم إن كنت تريد البركة في علمك وتعليمك فالزم القرآن .

    14- نسيان الشيوخ .

    تمضي عجلة الزمن فيصبحُ ذلك الطالبُ شيخاً وربما دكتوراً ، ولكن ومع مرور السنوات لم يزدد تواضعاً لشيوخه الذين تربى في كنفهم ونشأ على توجيهاتهم ، فلولا الله ثم هم لكان من عامة الناس .

    فالعجب من ذاك الطالب كيف ينسى شيوخه وفضلهم عليه ، لقد تجاهل التواصل معهم ، بل لعله يعلم ببعض ظروفهم فلم يقف معه ولم يزرهم .

    يا حسرتاه على ذاك الطالب ، ومثله لن يكون ذا أثرٍ في مجتمع ، ومن لم يعرف قدر شيخه فلن يلفح .

    15- مدح النفس .

    مدح النفس أمام الناس وترديد كلمة " عندي ، ولي ، وقلت ، وأنا " كلها مما لا تليق بطالب العلم إلا في أضيق الحدود .

    والطالب التقي لا يعرف هذا الترفع الذي يزينه الشيطان في لباس غريب وهو ( لعل الناس يقتدون بي ) .

    يا أخي ، تواضع لربك ودع عنك تلك الكلمات التي لم يقلها أئمة السلف الذين تزعم الاقتداء بهم .

    16- الفتوى غير الحكيمة .

    في زمننا يحتاج الناس للفتوى في كل يوم ، بل كل ساعة عبر جوالك وفي مسجدك وفي تلك القناة وغيرها من وسائل التواصل ، ولله الحمد .

    ولكن ومع أهمية الفتوى وكلام السلف في خطورتها ، فينبغي لطالب العلم أن يكون حكيماً قبل كل جواب يقوله ، وأن يختار القول المناسب للسائل وأن يتأنى ، وأن يؤجل الجواب إذا كان لا يعلمه ، وأن يتدرب على قول " لا أدري " وأن ينظر لقاعدة المصالح العامة للأمة وللسائل عند الجواب .

    17- التعصب الخفي للشيخ والمذهب .

    بعض الطلاب يلزم شيخه بقلبه وجسده وولاءه ، ويرى أن كل الصواب عنده ، وفي نفس الوقت يتعصب له ويرمي بأقوال الشيوخ الآخرين عرض الحائط لا لأنها تخالف الدليل ، ولكنها تخالف المشتهر عن شيخه ، والغلو في كل شيء مذموم ، والصواب لم ينحصر في شخص واحد إلا للنبي صلى الله عليه وسلم .
    .

    اللهم وفق طلاب العلم في كل برامجهم وافتح لهم أبواب التوفيق في كل خطواتهم .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    كيف نتأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام

    0:00

    معالم في الذنوب

    0:00

    الكنز المفقود

    0:00

    أحكام الخِطبة

    0:00

    تأملات من قصة لوط عليه السلام

    0:00



    عدد الزوار

    4195202

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة