• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • 20 خطأ قد يقع فيها الداعية

  •  


    في مسيرتنا الدعوية قد نقع في الخطأ، وهذا لا حرج فيه، فكل بني آدم خطّاء، ومن لا يعمل لن يخطئ، 
    ولكن المشكلة أننا قد نعرف الخطأ ثم نستمر عليه.

    وقد لا نكتشف الخطأ، وقد نكتشفه عبر رسالة نصح أو اتصال من محب ثم نبدأ ندافع عن الخطأ حتى نقنع الناصح أنه ليس بخطأ.

    وأنا هنا ناصح لأحبتي الدعاة عبر هذه الحروف.

    من أخطاء بعض الدعاة :

    1- عدم الإخلاص ، والسعي في طلب الشهرة .

    قد يبدأ الداعية برامجه على أساس الإخلاص ، ولكن ومع شهرة مواقع التواصل وانتشار المقاطع لبعض الدعاة ، تبدأ الخواطر الخفية التي تنادي بالبحث عن طرق جديدة للشهرة والظهور لعله يكون أكثر في عدد المتابعين ، فأين الإخلاص الذي سار عليه الأنبياء ؟

    وأين أنت من إرادة وجه الله ، قال تعالى ( قل إني أمرتُ أن أعبد الله مخلصاً له الدين ).

    ومضة: يامن يتطلع للظهور، توقف وراجع نيتك قبل أن تسمع ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) .

    2- الجهل بالمحتوى الدعوي .

    الجهل آفة قد تحيط بذلك الداعية ، كالجهل بالأسلوب المناسب أو المعلومة أو الفتوى أو الحديث ونحو ذلك .

    فلأنه داعية يظن أنه يعرف كل شيء ، لا يا محب ، إن الدعوةَ للخير لا تعني الإحاطةَ بكل شيء ، فلابد من التعلم ، لأن الناس سيأتون إليك ويسألونك .

    3- الشعور بالكمال وترك التعلم والتدريب .

    حينما يرى ذلك الداعية أنه ليس بحاجة للتعلم ولا للتدريب ويستمر في العطاء الدعوي بدون لحظات للتعلم والاستفادة فإنه سيقف يوماً ما لأن العلم هو وقود الداعية ، فإذا انتهى الوقود توقف .

    أيها الداعية إن ساعةً من التدريب عبر اليوتيوب سوف تضيفُ لك المزيد من الإبداع في الإلقاء أو الحوار .

    وإن ساعةً تقرأ فيها فتاوى العلماء سوف تزيدك علماً  ، فلماذا هذا التأخر عند بعض الدعاة عن مجالات التعلم ؟

    4- ضعف الإلقاء .

    الدعوة تهتم في الغالب بمواجهة الجمهور عبر كلمات المسجد أو خطب الجمعة أو تصوير المقاطع أو غيرها من وسائل الدعوة .

    وبكل صراحة حينما تتأمل في بعض برامج الدعاة تجدُ الضعف في الأداء لقلة الخبرة وقلة التدريب .

    5- الشعور بأن الدعوة أهمّ من الأسرة .

    تشتكي بعض الأخوات من غياب زوجها عنها بشكل دائم بسبب برامجه الدعوية ، حتى لو كان موجوداً في البيت فهو مشغول بالدعوة أيضاً عبر الجوال والتصوير والمراسلات .

    فيا ترى أين أنت من حديث ( خيركم خيركم لأهله ) ؟ 

    إنك قادرٌ على ترتيب وقتك والجمع بين حقوق الدعوة وحقوق أسرتك .

    6- التسرع في الفتوى لأنه داعية ومشهور .

    ينتهي الداعية من كلمته ثم يسأله أحدهم فيجيب بكل سرعة مع أن المسألة قد تحتاج لمزيدٍ من البحث .

    إن الدعوة شيء ، والفتوى شيء آخر ، وقد تكون متميزاً في كلماتك ومقاطعك ولكنك لستَ أهلا للفتوى ، وهذا لا ينقصُ من قدرك .

    فاتق الله في الفتوى وتأن قبل الجواب ، فإن كنتَ تدرك تفاصيلها فأجب وإلا فتوقف وأرشد السائل إلى شيخٍ متقنٍ للفتاوى .

    7- ترك التحضير للمادة .

    حينما يطالبك الجمهور بكلمةٍ أو برنامجٍ دعوي ، فمن الجميل أن تُحضِّر له وتقرأ وتبحث وتستشير من سبقك في الدعوة ، وكل ذلك سيؤثر على نجاح برنامجك الدعوي .

    8- 
    الحديث في كل شيء .

    كنتُ أشاهدُ إحدى القنوات فرأيتُ أحد الدعاة الفضلاء قد وضع نفسه مستشاراً أسرياً مع أن المشاهد لا يجدُ عنده أبسط فنون الحديث الأسري ، ولاشك أن هذا جهلٌ كبير .

    إن كونك داعية ومتميزاً بالشهرة أو بالأسلوب لا يعني هذا أن تقتحم كل فنون الحياة .

    ما أجمل أن تلزم تخصصك وتتحدث فيما تحسن فقط .

    تعلّم أن تعتذر عن البرامج والموضوعات التي لم تُحط بها علماً .

    إن هذا دليلٌ على كمال عقلك .

    9- نقد الأعمال الأخرى كطلب العلم .

    اللهُ تبارك نوّع وسائل التقرب إليه ، فمنها الدعوة ، ومنها العلم ، ومنها الأعمال الخيرية ورعاية الفقراء ، ومنها دعوة الجاليات وغيرها .

    فلا يصحُ بداعيةٍ في الجاليات أن يُهمِّش الشباب الذين يعتنون بحلقات التحفيظ ، ولا يليق بداعيةٍ شبابي أن يُهمِّش دور طلاب العلم ، وهكذا .

    ما أجمل أن نعيش الدعوة ونحن نستشعر قاعدة ( كِلانا على خير ) .

    10- عدم الاستفادة من تجارب الآخرين .

    قد يعيش الداعية منكمشاً على نفسه فلا يستفيد إلا من نفسه ولا يأخذ إلا خبرات ذاته ، أين أنت من خبرات الدعاة السابقين ؟ أين أنت من تجارب المتميزين الذين خدموا الدعوة عشرات السنين ؟

    يمكنك أن تقرأ لهم ، وتأنس بقصصهم ، وتتصل بهم لتأخذ رأيهم ، وتلتمس من حروفهم مشاعل تنير دروبك الدعوية .

    11- حسد الأقران .

    في عالم الدعوة تحيط الشهرة بالبعض لتميزه في أسلوبه في الغالب ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، والمشكلة أن الحسد قد يحيط ببعض زملاءه ، ثم تخرج الغيبة ويظهر الحسد ، وتفسد الصداقة ، والسبب نزغات الشيطان ، والواجب تطهير القلب واليقين بنظر الرب ، مع مجاهدة النفس .

    12- قلة العبادة وخاصةً النوافل .

    بعض الدعاة يشتغل بالعمل المتعدي ويغفل عن العمل الخاص بنفسه من قراءةٍ وعبادةٍ وجلسةِ ذكرٍ ونحوها .

    ويظن أن القاعدة هي " كل عمل متعدي فنفعه أعظم من العمل القاصر " وهذه القاعدة ليست على الإطلاق .

    وهل كان نبينا عليه الصلاة والسلام إلا داعيةً مهتماً بالواقع وفي نفس الوقت له الكثير من العبادات الخاصة بنفسه كقيام الليل والصيام وغيرها ؟

    وليعلم الداعية أن العبادات الذاتية تقوي إيمانه وتزيد من ثباته وتعينه على مواجهة أعباء الدعوة .

     
    13- الانشغال بالدعوة عن الوظيفة والدراسة .

    قد يهتم الداعية ببرامجه الدعوية اهتماماً مبالغاً فيه مما قد يضر بدراسته إن كان طالباً أو وظيفته إن كان موظفاً ، فقد يفرط في أداء عمله لأنه أشغل وقته الوظيفي ببرامجه الأخرى ، وهكذا يعيش في مشكلاتٍ داخل عمله الرئيسي بسبب غياب التوازن بينه وبين اهتماماته الدعوية .

    14- ألفاظ التعميم .

    ألقيتُ كلمة في أحد المساجد وكنتُ أقول في كلمتي ( الكثير من الناس عندهم كذا وكذا ) وبعد نهاية الكلمة استوقفني أحدهم وقال يا شيخ لو قلت : بعض الناس لكان أفضل . فقلتُ : صدقت .

    إننا أحياناً نُعمِّم وننسى أن الجمهور محب للخير ، وهذا التعميم يضر بدعوتنا ، ومن زاويةٍ أخرى فإن هذا التعميم فيه نوعٌ من الظلم ، فليس الكثير من الناس عندهم تلك المخالفات بل البعض .

    15- رفض النقد ، والشعور بأن كل ناقدٍ فهو حاسد .

    في حياتنا الدعوية نجدُ الاحترام والتقدير من الكثير ولله الحمد ، ولكننا نغفل أننا بحاجة لبعض النقد الذي يساهم في تصحيح مسارنا .

    وفي تلك اللحظة التي تصلنا فيها حروف النقد نبدأ بصياغة التُّهم على الناقد وكأنه أراد هدم الإسلام لمّا انتقد أسلوبك أو تغريدتك أو مقطعك .

    لا يا أخي ، ليس الأمر كما تظن ، فأنت محاط بالعيوب التي لا تراها بينما يراها غيرك ، فلا تقلق من النقد ، إذ ربما كان هو بداية انطلاقةٍ جديدة لك .

    16- عدم اختيار القصة المناسبة .

    تُمثل القصة دوراً مهماً في التأثير الدعوي ، وفي القرآن عشرات القصص ، وربنا تبارك وتعالى يقول ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .

    والمشكلة تكمن أن ذلك الداعية قد يأتي بقصةٍ باطلة ومخالفة للعقل وللدين أحياناً ، وقد تكون مكذوبة على الأنبياء أو على نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقد تكون مكذوبة على أحد العلماء ، وقد تكون القصة معاصرة ولكنها لا تناسب الجمهور الذي تخاطبهم ، فالقصة التي تناسب طلاب المدارس لا تناسب خطبة الجمعة غالباً ، وهكذا .

    فالحكمة مطلوبة قبل نقل القصة للناس ، فليس كل ما يُعلم يقال .

    17- تغليب العاطفة .

    بعض الدعاة يكون عاطفياً جداً فيتساهل مع اتصالات النساء ورسائلهم وقد يقع في فخ الشهوة ثم لا يستطيع الخروج .

    وآخر تغلبُ عاطفته على حكمته المالية فينفقُ ماله في الدعوة مما قد يضر بنفسه وأسرته ، وربما وقع في بحر الديون ويغرقُ فيه ولا يجدُ منقذاً .

    وثالث يُغلِّب عاطفته وحماسه في إنكار المنكر بلا ضوابط ، فيقع في المفاسد التي تضر به ، وقد يتعدى الضرر لدعاةٍ آخرين .

    18- إدمان التصوير .

    زرتُ أحد الزملاء ممن له مشاركات دعوية فكان يصورني قبل دخولي وبعد الدخول ، وكلما أردتُ الحديث معه أجده يصور كل داخل وخارج ، وهكذا في مبالغةٍ غريبة يرفضها أبسط الناس .

    طبعاً كان يُنزل الصور في حساباته عبر مواقع التواصل مباشرة .

    ولما أردتُ الخروج بدأ يلاحقني بالتصوير ، يا لله العجب ، ماهذا الإدمان ؟

    نعم لستُ ضد التصوير ، ولكن ليس بهذه الطريقة .

    لقد فاتني الحديث معه بسبب كاميرا الجوال .

    كنتُ أريده لا أريدُ تصويره .

    كنتُ أرغبُ في حوارٍ دعوي ومباحثات تهمني وتهمه ولكن الصور غيبت تلك الثمرات التي أجزم أنها أنفع من تلك الصور .

    19- التسرع في اتخاذ القرارات بدون أي دراسة أو استشارة .

    في حياة الداعية تحدث عدة قرارات مرتبطة بالدعوة ، والواجب هو الحكمة في اتخاذ القرار وعدم الاستعجال ، ودراسة القرار من عدة زوايا كالمصالح والمفاسد ، وكم رأينا من دعاة استعجلوا في قراراتٍ بسيطة فنتج من ذلك خيراً كثيراً ، وأحياناً شراً كثيراً .

    20- الضحك المبالغ فيه في المحاضرات .

    يرغب ذلك الداعية بالتأثير في الجمهور الذي يشاهده عبر تلك الكلمة في تلك المدرسة أو الملتقى أو التلفاز ، فيتجه لأسلوب النكت ليضحك القوم ، وقد يصيب ، وقد يقع في مخالفاتٍ عدة كما نرى من البعض .

    وكم من محاضرةٍ وجدنا فيها من الضحك الساذج الذي لا يليق بالدعوة .

    فحينما تريدُ إضحاك الناس لا تعمد لأسلوب السخرية بالجنسيات أو القبائل أو القصص المخالفة للذوق العام .
    .

    ختاماً ، أيها الدعاة ، إن حديثي هذا ليس لمجرد النقد ، بل لأني رأيت بعض الملاحظات على نفسي أولاً وعلى أحبابي الدعاة .

    وهذه النصائح من باب التعاون على الخير في الدعوة .

    إذ لا يكفي أن نثني على بعض ، بل لابد أحياناً أن ننتقد أنفسنا .

    واعتبر حروفي هدية لك  .

    ألم يقل الفاروق رضي الله عنه : رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا ؟


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل للزوجة

    0:00

    رسائل في النجاح والتميز

    0:00

    تلاوة من سورة آل عمران - 14-17

    0:00

    التحذير من السخرية

    0:00

    فضل الدعوة إلى الله

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة