• الثلاثاء 18 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :22 أكتوبر 2024 م


  • من الآداب الإسلامية




  • الحمد لله الذي اختار لنا الإسلامَ ديناً فهو دين الأخلاقِ والآداب.

    الحمد لله الذي رفعَ درجاتِ أصحابِ الأخلاق الحسنة حتى جعلهم في أعالي الجنان.

    وأصلي وأسلم على صاحب الخلق الجميل الذي ملأ الكون بجمال سيرته وعظيم أدبه.

    أما بعد، معاشرَ المسلمين.

    ديننا هو دينُ الآدابِ والأخلاق الشريفة ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو السيدٌ في أخلاقه وآدابه حتى نزلت تزكيته مِن الله جل في علاه، قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

    والنصوصُ النبوية متواترة في الحثِ على حسنِ الخلقِ والعنايةِ به؛ ومنها:

    ١- أنك به تنال درجة العابدين؛ قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ الرجلَ ليُدركُ بُحسنِ خُلُقهِ درجات قائم الليل صائم النهار . رواه أحمد بسندٍ صحيح.

    ٢- أنه أثقل ما يوضع في ميزانك يوم القيامة؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما مِن شيء يوضع في الميزان أثقل مِن حُسنِ الخلق. رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

    ٣- أن حُسن الخلق يجعلك أقرب الناس مجلساً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: إن مِن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم خلقاً. رواه الترمذي بسندٍ صحيح.


    عباد الله.

    إن الناظرَ في واقعِ بعض المجتمعات يجدُ تفريطاً في تطبيق الأخلاق الحسنة في الحياة، ففي البيوت تحدث الخلافات نتيجة غياب الأخلاق.

    وفي منظومة العمل تسمع غرائب الأفعال نتيجة غياب الأخلاق.

    وبين الإخوة والأخوات تتقطع الروابط بسبب سوء الأخلاق.

    وفي الشارع، ومع الجيران، وفي البيع والشراء تتألمُ كثيراً لبعض التصرفات التي تنمُّ عن غيابٍ كبير في الأخلاق.

    وهنا نتجول في رياضِ بعضِ الآدابِ النبوية ونتدارس شيئاً منها:

    - مِن الآداب النبوية " إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف ".

    وقد جاءت النصوص بالحث عليه، ففي صحيح البخاري أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ فقال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على مَن عرفت ومَن لم تعرف. رواه البخاري.

    وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم.

    فتأمل كيف جعل إفشاء السلام سبباً لزرع الحب في المجتمعات.

    وحث صلى الله عليه وسلم على أن يسلم الصغير على الكبير والقليل على الكثير والراكب على الماشي، وكان صلى الله عليه وسلم يسلم على الصبيان.

    ومِن الأخلاق الإسلامية: الاستئذان.

    فإن قدمت على بابِ أحدهم فاستأذن ثلاثاً فإن أذن لك وإلا فعد، ومِن الجميل أن نربي أولادَنا وبناتَنا على الاستئذانِ في الدخولِ والخروجِ علينا وعلى بيوت الناس مِن الجيران وغيرهم حتى يكون الاستئذان خُلقٌ لازمٌ لهم.

    ومن الآداب اليومية " التزام آدابِ الأكل والشرب " ومنها:

    ١- التسمية.

    ٢- والأكل باليمين.

    ٣- والأكل مما يليك. وينبغي تعويدُ الصغارَ على ذلك.

    ومما يلاحظ على بعض الناسِ عادة الأكل بالشمال، وقد ترى ذلك في عدة مناسبات وهذا لايجوز، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله، ولا يصح أن نتشبه بالشيطان.

    وينبغي عليك أن تنصح مَن تراه يأكل بشماله كما نصح الرسول صلى الله عليه وسلم أحدهم ولكنه عصى وأبى فعاقبه الله فشلت يده من تلك اللحظة.

    ومن الآداب النبوية " زيارة المريض " وقد ورد في فضلها عدة أحاديث؛ ومنها:

    قال صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضًا أو زار أخاً له نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً. رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

    وقال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح. رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

    وإليكم أيها الكرام بعض آداب زيارة المريض:

    ١ - استحضار أن زيارة المريض حق عليك، كما قال صلى الله عليه وسلم : حق المسلم على المسلم خمس، وذكر منها عيادة المريض. متفق عليه.

    ٢ - مراعاة الوقت المناسب للزيارة في المنزل.

    ٣ - ألا يطيل الزائر في المكث عند المريض بما يشق عليه أو على أهله، إلا إذا اقتضت المصلحة أو أن المريض يرغب ذلك.

    ٤- علّق رجاءه باللهِ وحده وذكّره بأن الله هو الشافي.

    ٥ - ذكّره بفضائل الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.

    ٦ - احرص على مراعاةِ شعور المريض، فلا ترفع الصوت عنده ولا تنقل إليه ما يُحزنه ولا تُحرجه بالأسئلةِ التي لا داعي لها.

    ٧ - أدخل السرور إلى قلبه بالهديةِ أو بنقل الأخبار السارة أو نحو ذلك.

    ٨ - لا تؤاخذ المريض إن بدر منه جفوةً أو سوء خلق فالمرض يُكدر النفس ويؤثر في الطباع.

    ٩ - ولعل مِن الجميل تذكيره ببعض المسائل التي ربما يجهلها من أمور الطهارة والصلاة.

    ١٠- وإن طلب رقيتك فلا تبخل وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: مَن استطاع أن منكم أن ينفع أخاه فليفعل. رواه مسلم.

    - ومن الآداب النبوية " الإحسانُ إلى الجار " .

    ومن عجيب شأن الجار أن الله اعتنى به حتى نزل جبريل عليه السلام بالوصية به، قال صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه. رواه البخاري.

    فأحسن إلى جارك بالسلام عليه وزيارته وتهنئتهِ في المناسباتِ الحسنة، والوقوف معه في العزاء وفي حالات الحاجة كالمرض ونحوها.

    وإنك لتتعجب مِن بعض مَن يؤذي جيرانه:

    - بالوقوفِ عند بابه بالسيارة.

    - أو رمي النفايات عند ممر طريقه.

    وبعضهم لايغض البصر عن نساء الجار وهذا لايجوز، وليس من مكارم الأخلاق.

    وإن من الآداب الإسلامية " العناية بالنظافة الشخصية ":

    ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعتني بشعره ويغتسل ويعتني بالطيب، وحثنا على تقليم الأظافر ونتفِ الإبط وحلقِ العانة، وأن لاتبقى نحو أربعين يوماً.

    ومن ذلك " العنايةُ بنظافة الطريق " وقد ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم أن من شعب الإيمان " إماطة الأذى عن الطريق "، بل أخبر صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً يتقلبُ في الجنة بسببِ غصنِ أزاله عن طريق المسلمين.

    ومن الملاحظ في مجتمعنا:

    - رمي العُلب والمناديل والأوراق من نافذة السيارة.

    - تركُ النفايات عند أبواب البيوت أو رميها في الطرقات.

    - وتتعجب من بعضهم في المنتزهات يأتي لذلك المكان النظيف فلا يغادره إلا وقد ملأه بالأوساخ.

    ومن الآداب التي أهملها بعضنا " مراعاةُ كبار السن واحترامهم ":

    وحينما نعلم بأن ديننا راعى أولئك الصنف مِِن الناس كما في الحديث: ليس منا لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

    ياشباب الإسلام، احترموا الكبار فهم آباؤنا وأجدادنا ولديهم من الحكمة والخبرة الشيء الكثير، ولقد سبقونا في كثير من الصالحات وديننا يأمرنا بأن ننزل الناس منازلهم.

     

    اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت.

     ----------

    الحمد لله، معاشر المسلمين.

    اعلموا أن مِن الآداب الإسلامية " حفظ اللسان عن سيء الكلام " ولقد أدبنا ربنا فقال: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

    إنها دعوة مِن الله أن نختارَ الكلمات الحسنة في حديثنا مع الآخرين.

    ولقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم النموذج المميز في سلامة اللفظ وعلو الأدب في المنطق؛ فهذا أنس رضي الله عنه يقول: لقد خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أفٍ قط .

    فاتق الله ياعبد الله في ألفاظك، واحذر مِن الفحش والسب واللعان وبذيء الكلام، واختر الكلمات الطيبة في محادثتك للغير، وفي الحديث: والكلمة الطيبة صدقة. رواه البخاري.

    ومما نلاحظه:

    - أن بعض الآباء يجرحُ مشاعرَ أولاده بالعبارات السيئة.

    - وبعض الأزواج يتكلم مع زوجته بكلام فيه نوعٌ من الفحش والبذاءة، وبعضهم ينتقدها بكلمات جارحة حينما تقصر في واجباتها.

    أيها الزوج، رفقاً بزوجتك وكن متأدباً بالمنطق الحسن معها.

    ونقول للنساء: إن زوجك بحاجة إلى الكلمات الطيبة منك، فاملأي سمعه بالثناء وجميل الكلام بين وقت وآخر ولا تعتذري عن ذلك بأنك مشغولة بالبيت أو بأعذار أخرى.

    أيها الفضلاء، إن طيب الكلام يزرع الحب في قلوب الناس؛ قال علي رضي الله تعالى: من لانت كلمته وجبت محبته.

    وفي الجنة منازل لمن طابت كلماته؛ قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا.

    قِيلَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ. رواه ابن حبان بسندٍ صحيح.

    عباد الله، إن مِن جميل الآداب " السعيُ في قضاء حوائج الناس وخدمتهم " وهذا بابٌ كبير من أبوابِ الخير، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، واللهُ في عونِ العبد ماكان العبدُ في عونِ أخيه.

    فيا أيها المحب، الناسُ فيهم الضعيف والمريض والجاهل والفقير، فاقترب منهم بقلبك، وامنحهم عاطفتك، واخدمهم بقدر ما تستطيع.

    فإن كنت في وظيفةٍ ويراجعك الناس فاحتسب الأجرَ في خدمتهم، وتأكد أن ابتسامتك وتواضعك وقضاءك لحاجاتهم مما يقربك من الله، ولا شك أن هذا إحسان والله يحب المحسنين.

    وتأكد أن خدمتك لهم وتيسيرك لهم سبب لتيسير الله لأمورك، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.

    وأبشر محبة الناس ودعاؤهم لك، وما يدريك لعل دعوةً من أحدهم ترفع درجاتك في جنان الخلد، وخاصةً أولئك الضعفاء الذين لا يعرفهم أحد فليس لديهم وساطات ولا وجهاء ليخدمونهم.

    ولعلي أهديك هذا الحديث:

    عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناسِ أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه الطبراني وحسنه الألباني.

    اللهم اجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، اللهم طهر نفوسنا مما لا يرضيك.

    اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل

    0:00

    كيف تتعامل مع أخطاء زوجتك ؟!

    0:00

    أسرار الصـــلاة

    0:00

    فلا تغرنكم الحياة الدنيا

    0:00

    سورة فاطر

    0:00



    عدد الزوار

    4840951

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 22 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة