الحمد لله الذي يحب الإتقان والإحسان.
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه.
والصلاة والسلام على نبينا القائل: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه " رواه البيهقي بسند حسن.
أما بعد.
معاشر المسلمين، إن في فطرتنا ميلٌ شديد لكلِ عملٍ مُتقن، نُحب تلك السيارة الجميلة المتميزة في أدائها وشكلها، ونحب ذلك الجهاز الذي ملئ بكل ألوان الإتقان.
نفرح بأي عمل مُتقن نراه في شوارعنا أو مستشفياتنا أو في بيوتنا.
أيها الفضلاء، إننا بحاجةٍ لغرسِ قيمةِ الإتقان في مجتمعنا.
عباد الله، إننا حينما نتقنُ العبادات فسوفَ يقبلها الله ونحظى بثمارها، فالذي يسبغُ الوضوءَ ويتقنهُ يفوزُ بالفضل الوارد في الحديث " من توضأ فأحسنَ الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرجُ من تحت أظفاره " رواه مسلم.
والذي يتقنُ صلاته في ظاهرها وباطنها يفوزٰ بفضائلها وتكونُ صلاته كفارةً لما قبلها.
والذي يتقنُ الصومَ يفوزُ بالثوابِ الواردِ فيه " من صام يوماً في سبيل باعد الله بينه وبين النارِ سبعين خريفاً " رواه البخاري.
والذي يتقنُ الحج ويؤديه كما أداه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يخرجُ من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
عباد الله.
في الجوانبِ الأسريةِ نحتاجُ للإتقان.
في تربيتنا لأولادنا وبناتنا هل نحنُ نتقنُ التربيةَ على القيمِ النبيلة؟
هل نحن نربيهم على المنهج الذي يرضي الله؟
أم أننا تركناهم لتربيهم تلك القنواتِ التي فيها مافيها؟
مع الزوجة هل نحن نتقن التعامل معها وفق المنهج الذي علمنا إياه نبينا صلى الله عليه وسلم؟
إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم خيركم لأهله " رواه الترمذي بسند صحيح.
معاشر المسلمين.
في الجانبِ الوظيفي نحتاجُ للمزيدِ من الإتقان.
ذلك الموظفُ الذي يتأخرُ عن عملهِ هل هذا يساعدُ على إتقانِ العمل وإنجاز المعاملاتِ المطلوبة منه؟
وذلك الذي لايتقنُ التعاملَ مع المعاملاتِ ولا المراجعين لاشك أن هذا يضر بالعمل.
ذلك المديرُ الذي لايتقنُ فنونَ الإدارةِ ويتصرفُ بشكلٍ عشوائي مع موظفيه، هذا لن يساعدَ تلك المؤسسةِ أو تلك الشركةِ على النجاحِ الوظيفي لها.
وفي واقعنا الدعوي نحتاجُ إلى الإتقان:
تعال لذلك الشيخ الذي يعلمُ الناسَ في المسجدِ وهو لايحسنُ أداءَ الكلمةِ وفنونِ الإلقاء، إن هذا يُضعِفُ الرسالةَ الدعويةِ التي يقوم بها.
وفي الجانب التعليمي:
كم نحنُ بحاجةٍ للإتقانِ في بناءِ المدارسِ وفي تطويرِ المناهجِ وفي طرقِ التعليم.
إن الإتقانَ في التعليمِ في كل تفاصيلهِ يساعدُ على بناءِ مجتمعٍ متميزٍ في كل شؤونِ الحياة.
أيها الفضلاء.
إن من أعظم أسباب النجاح لدى بعض الدول والشركات الكبرى أنهم متميزون بالإتقانِ الشديدِ في كل شيء.
فانظر للشوارع كيف هي في ترتيبها وإنارتها في أعلى درجات الإتقان والتميز.
وانظر للخدمات البلدية التي تهمُ المواطنين والمقيمين والزوار سوف ترى الإبداع والجمال والاتقان.
وانظر للصناعات والتقدم التقني، وسوفَ تقعُ عينك على عجائبِ الاتقان.
أيها المسلمون.
إن الإتقانَ يحققُ السعادةَ للجميع ويساهمُ في إرضاءِ الآخرينَ عن عملك وأدائك.
اللهم ارزقنا الإحسان والإتقان في كل شيء .
-------------
الحمد لله.
أيها الناس، إن الله يحبُ إحسانَ الأعمالِ وإتقانها، ومن أسماءِ الله المحسن، وانظر في بديع خلقه لترى الإتقانَ والجمال " الذي أحسن كل شيء خلقه ".
" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ".
أيها الفضلاء، حتى نحققَ مبدأ الإتقان فلابدَ من أمور:
١- التربيةُ من الصغر على ذلك.
وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ماكان عوده أبوه
٢- تقليد أصحاب التميز والإتقان فإن المرءَ يتأثر بمايرى ويشاهد.
٣- مجاهدةُ النفسِ على ذلك لأن النفس غالباً تميلُ للفوضويةِ والارتجال في كل شيء، وقد يصعب عليها الإتقان في البدايات، ولكن مع المراس والتعود ستحقق ذلك بإذن الله.
٤- الشعورُ بأن الإتقانَ ليس شيئاً مستحيلاً بل هو سهل جداً لمن أحبه وتمرن عليه.
٥- أن تعلم أن الناسَ يحبون الشخصَ المتقن والبضاعة المتقنة والمشروع الذي يرون فيه الإتقان.
رسالةُ أخيرة ؛ إلى كل من تقلد مسؤوليةً في بلادنا الغالية:
إن المجتمع والوطن والمواطن يتطلعون للإتقان في كل شيء يمس حياتهم فكونوا سبباً لإسعاد وطنكم.
كم نتطلع للإتقان في إنشاء ذلك الشارع والحي والخدمات والطرق والإنارة وغيرها، ياترى متى نشعر بالإتقان في كل شيء وفي كل مكان؟
إن الوطنَ يستحقُ منا الإتقان.
اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا.
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
مكتبة الصوتيات
معالم في الفتن
0:00
غياب العلماء وظهور الجهل
0:00
باب الذكر عقب الصلاة ( 2 ) من كتاب عمدة الأحكام
0:00
ألحان وأحزان
0:00
قصة إبراهيم عليه السلام والسكين
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |