• الثلاثاء 18 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :22 أكتوبر 2024 م


  • من أدب الزيارات




  • الحمد لله الذي شرع لنا التواصل والتحابب والتزوار.

    الحمد لله الذي شرع لعباده التآلف وجعل ذلك من أجلّ النعم فقال تعالى " وألف بين قلوبهم لو أنفقتَ مافي الأرض جميعاً ما ألفتَ بين قلوبهم ولكنّ الله ألف بينهم ".

    والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة والمحبة.

    أما بعد، فاتقوا الله تعالى حق التقوى واعلموا أن ديننا هو دينُ الآدابِ والأخلاق.

    وفي بعض الأيام تكثر الزيارات لوجود مناسبات دينية كالأعياد أو مناسبات اجتماعية كالزواج وغيره، وحريٌ بنا أن نتعرف على جملةٍ من آدابها وفضائلها.

    معاشر الكرام.

    الزيارات تجددُ الحياة، وتزيلُ الوحشة، وتقويَ الترابط بين الناس.

    قال صلى الله عليه وسلم " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ". رواه مسلم.

    أيها المسلمون.

    اعلموا أن مِن أدب الزيارات أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى وطلباً للتقرب إليه.

    وقد ذكر لنا النبيُ صلى الله عليه وسلم قصةَ ذلك الرجل الذي زار اخاً له في قرية أخرى فأرصدَ الله له ملكاً في منتصف الطريق فسأله عن سببِ رحلته فكان الجواب " أني احببته في الله ".

    يا الله ما أجمل الكلمة  " أحببته في الله ".

    فقال له المَلَك " فإني رسولٌ من الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته ".

    فتأمل أخي المبارك كيف فاز هذا الزائر بمحبة الله تعالى له بسبب ماذا؟
    بسبب أنه مازار أخاه إلا لأجل الله والحب الصادق فيه.

    ومِن أدب الزيارات: أن تبدأ بالأقاربِ ومَن لهم حق الصلة من الأرحام كالوالدين والإخوةُ والأخوات، والأحاديثُ التي جاءت بالحث على صلة الرحم كثيرة ومشهورة ومنها " أن الله قال للرحم ألا ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك " رواه البخاري.

    وعلى الجانبِ الآخر فإن الشريعةَ حذرت مِن قطيعة الرحم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم  " لايدخل الجنة قاطع " رواه مسلم.

    وما أصعبها على النفس أن تأتي مواسم الأفراح كالأعياد وتسمع قصصُ القطيعة بين الوالد وولده أو بين الأخ وأخيه.

    ومِن أدب الزيارة: اختيارُ الوقتُ المناسب الذي يناسب المزور وأخذِ الموعدِ مسبقاً وأن نحترم مواعيد الآخرين .

    ومِن أدب الزيارة: التزامُ أحسنِ الأخلاق مع الآخرين ومنها " الكلمة الطيبة والبسمةُ الصادقة والتواضعُ وغيرها " .

    ومِن أدب الزيارة: أن تُقبل بوجهك على الآخرين وتنصتَ لهم بكل أدب وأن تحذر من أن يكونَ جوالك قاطعاً لهذا الأدب.


    ومِن أدبِ الزيارة: حفظُ البصر عن النظر في متاع البيت، وإنك لتتعجب مِن ذلك الرجلَ الذي يقلبُ بصره في زوايا المجلس ويسألُ عن كل صغيرةً وكبيرةً فيه مما قد يسبب الإحراج لصاحب المنزل.

    ومِن أدبِ الزيارة: البعدُ عن الجدل السيء.

    وكم نسمعُ في المجالسِ مِن مواضيعَ تافهة تقومُ الدنيا عليها، وتحدثُ الخلافات عليها وربما ارتفعت الأصوات حولها، فمهلاً يا أخي، وقبلَ أن تفتح موضوعاً للحوار فلتكن حكيماً في مدى انتفاع الآخرينَ به حفاظاً على وقتك ووقتهم.

    ومِن أدب الزيارة: أن تربي أولادك وبناتك على حسن الأدب في الجلوس والتنقل في بيوت الآخرين وأن يراعوا أدب المجلس من الإنصات للمتحدث والاستماع للمتكلم بكل أدب.

    ومِن أدب الزيارة: عدم الاستئثار بالكلام في المجلس والسماح للآخرين بالكلام والتحدث فيما يحبون.

    ومِن أدبيات المجالس: حفظُ اللسانِ مِن الغيبة والحديث عن عيوب الآخرين.

    يا أيها المغتاب كفى ذنوباً، أو ماسمعت بقول الله تعالى " ولايغتب بعضكم بعضاً أيحبُ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ".

    ومِن أخلاق الزيارة: عدمُ الإطالة بلاحاجة مما يسببُ الحرج على صاحب البيت، وربنا يقول " فإذا طمعتم فانتشروا ".

    ومِن أدب الزيارة بين النساء: أن تحرص المرأة على اللباس المحتشم الذي يرضي الله، ولتحذر من اللباس شبه العاري الذي تلبسه بعض الأخوات هداهنَّ الله.

     

    اللهم استعملنا فيما تحب وترضى وزينا بزينة التقوى.

     
    -----------

    الحمد لله، وبعد، معاشر المسلمين.

    إن مِن أدب الزيارات التي نؤكد عليها " أن تقولَ ماشاء الله حينما ترى مايعجبك ".

    وهذا الأدب علَّمناه نبينا صلى الله عليه وسلم حينما قال " إذا رأى أحدكم من أخيه مايعجبه فليدعُ بالبركةِ فإن العين حق " رواه ابن ماجه بسند صحيح.

    وهذا الأمر من المهمات في زمننا هذا.

    إننا في زمنٍ كثرت فيه قصصُ الحسد وللأسف، وكم هي القصص المحزنة التي نراها ونسمعها ونعيشها في بيوتِنا وبيوتِ أصحابنا.

    يدخل ذلك الرجل لبيت صاحبه فُيعجب بالبيت ولكنه لايذكر الله، فتقع العين في البيت ويخرجُ الحاسد من البيت ولكن يبقى الحسد والضرر في البيت.

    وبعض النساءِ لاتذكر الله حينما تزور جارتها، ويقع الحسدُ في بيتها، وربما نزل التعب والضيق بين الزوجين بعد تلك الزيارة.

    والحلُ سهلٌ بحمد الله وهو أن نذكر الله وندعو بالبركة لصاحب المنزل لا أن نتعجب ونحسدهم على نعم الله التي أسداها لهم.

    ومِن أدب الزيارة: أن تأتي بهدية ولو كانت بسيطة لصاحبِ البيت، وكم من هديةٍ زادت القلوبَ محبةً وفي الحديث الحسن " تهادوا تحابوا ".

    ومِن أدب الزيارة: أن تجلس في المكان الذي يختاره لك صاحب المنزل، حيثُ لايكونُ فيه أيُ حرجٍ عليه ولايكشفُ عورات البيت.

    ومِن أدب الزيارة: إذا وجدتَ عند الآخر مايعاب في البيت من أثاثٍ ونحو ذلك فلاتشمتْ به ولاتتحدث عنه عند الآخرين، واعلم أن كتمان بعض ماتشاهد من جميلِ الآداب.

    ومِن أدب الزيارة عند النساء: أن تحرص المرأة على عدم الحديث عن أمور النساء الخاصة، وخاصةً إذا كان هناك فتيات صغار قد يستمعن لهنَّ.

    وكم مِن مجلسٍ كان بوابةً لبعض المصائب في واقع الفتيات بسبب كلام بعض النساء المتزوجات أمام البنات.

    ومِن أدب المجلس: لاتكن ممن يتجسس على أهل البيت ويستمع لمايدور في داخله، قال الله تعالى في التحذير من ذلك  " ولاتجسسوا ". 


    ومِن أدب الزيارة: شكرُ أهلَ البيت عند توديعهم، ومن لايشكر الناس لايشكر الله.

    اللهم وفقنا للخيرات واعمر حياتنا بالطاعات.

    اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى.

    اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    المرأة والصبر على الأقدار

    0:00

    امتحان القلوب

    0:00

    صور من تواضع النبي عليه الصلاة والسلام

    0:00

    غياب العلماء وظهور الجهل

    0:00

    25 سبب للسعادة

    0:00



    عدد الزوار

    4840951

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 22 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة