• الخميس 18 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :28 مارس 2024 م


  • من أدب الزيارات



  • الحمد لله الذي شرع لنا التواصل والتحابب والتزوار .

    الحمد لله الذي شرع لعباده التآلف وجعل ذلك من أجلّ النعم فقال تعالى " وألف بين قلوبهم لو أنفقتَ مافي الأرض جميعاً ما ألفتَ بين قلوبهم ولكنّ الله ألف بينهم ".

    والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة والمحبة ، الذي جاء بكل المقومات التي تساهم في الترابط الاجتماعي والتقارب الأخوي بين المؤمنين .

    أما بعد ، فاتقوا الله تعالى حق التقوى واعلموا أن ديننا هو دينُ الآدابِ والأخلاق .

    وفي بعض الأيام تكثر الزيارات لوجود مناسبات دينية كالأعياد أو مناسبات اجتماعيىة كالزواج وغيره ، وحريٌ بنا أن نتعرف على جملةٍ من آدابها وفضائلها .

    معاشر الكرام .

    الزيارات تجددُ الحياة ، وتزيلُ الوحشة ، وتقويَ الأواصر في المجتمعات ، وكلما زادت المحبة بين المؤمنين كانوا على خيرٍ وعلى طريق الجنة .

    قال صلى الله عليه وسلم " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ". رواه مسلم .

    أيها المسلمون .

    اعلموا أن من أدب الزيارات أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى وطلباً للتقرب إليه .

    وقد ذكر لنا النبيُ صلى الله عليه وسلم قصةَ ذلك الرجل الذي زار اخاً له في قرية أخرى فأرصدَ الله له ملكاً في منتصف الطريق فسأله عن سببِ رحلته فكان الجواب " أني احببته في الله ".

    يا الله ما أجمل الكلمة  " أحببته في الله ".

    فقال له المَلَك " فإني رسولٌ من الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته ".

    فتأمل أخي المبارك كيف فاز هذا الزائر بمحبة الله تعالى له بسبب ماذا ؟ بسبب أنه مازار أخاه إلا لإجل الله والحب الصادق فيه .

     

    ومن أدب الزيارات : أن تبدأ بالأقاربِ ومن لهم حق الصلة من الأرحام كالوالدين والإخوةُ والأخوات ، والأحاديثُ التي جاءت بالحث على صلة الرحم كثيرة ومشهورة ومنها " أن الله قال للرحم ألا ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك ".رواه البخاري .

    وعلى الجانبِ الآخر فإن الشريعةَ حذرت من قطيعة الرحم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم  " لايدخل الجنة قاطع ". رواه مسلم .

    وما أصعبها على النفس أن تأتي مواسم الأفراح كالأعياد وتسمع قصصُ القطيعة بين الوالد وولده أو بين الأخ وأخيه .

    ومن أداب الزيارة : اختيارُ الوقتُ المناسب الذي يناسب المزور وأخذِ الموعدِ مسبقاً وأن نحترم مواعيد الآخرين .

    ومن أداب الزيارات : التزامُ أحسنِ الأخلاق مع الآخرين ومنها " الكلمة الطيبة والبسمةُ الصادقة والتواضعُ وغيرها " .

    ومن أدب الزيارات : أن تُقبل بوجهك على الآخرين وتنصتَ لهم بكل أدب وأن تحذر من أن يكونَ جوالك قاطعاً لهذا الأدب .


    أيها الفضلاء .

    إن مما يؤسفُ له أن تجلسَ مع بعضهم وتتحدث إليه وتتفاجأ بأنه بدأ يقلبُ جواله ، يلاحق القروبات ، وآخر يغرد مع عالمهِ الافتراضي ، والثالثُ يقلبُ صفحات مواقع التواصل.

    ياترى متى نعقل ونتأدب مع الآخرين والكبار خاصةً ؟ متى نحسن أدب الجلوس مع الناس ؟

    ومن أدبِ الزيارة : حفظُ البصر عن النظر في متاع البيت ، وهذا من الذوقيات الجميلة ، وعكس ذلك أن ترى ذلك الرجلَ يقلبُ بصره في زوايا المجلس ويسألُ عن كل صغيرةً وكبيرةً فيه مما قد يسبب الإحراج لصاحب المنزل .

    ولقد تحدثَ العلماءُ في قصة الإسراء والمعراج لنبينا صلى الله عليه وسلم وكان من جميل أدبه في تلك الرحلة ماحكاه الله عنه " مازاغ البصر وماطغى " أي لم يصرف بصره هنا وهناك مع أنها رحلةٌ كونية عالية المدى .

    ومن أدبِ الزيارة : البعدُ عن الجدل والحوار السيء .

    وكم نسمعُ في المجالسِ من مواضيعَ تافهة تقومُ الدنيا عليها ، وتحدثُ الخلافات عليها وربما ارتفعت الأصوات حولها ، فمهلاً يا أخي ، وقبلَ أن تفتح موضوعاً للحوار فلتكن حكيماً في مدى انتفاع الآخرينَ به حفاظاً على وقتك ووقتهم .

    ومن أدب الزيارة : أن تربي أولادك وبناتك على حسن الأدب في الجلوس والتنقل في بيوت الآخرين وأن يراعوا أدب المجلس من الإنصات للمتحدث والاستماع للمتكلم بكل أدب .

    ومن أدبيات المجالس : عدم الاستئثار بالكلام في المجلس والسماح للآخرين بالكلام والتحدث فيما يحبون .

    يحزنك أن تدخل ذلك المجلس وإذ بك ترى أحدهم وهو يتكلم لمدة ساعة في قصص وحوارات أو قصاىد ونحو ذلك ، ولعل بعض الجلساء ملَّوا من حديثه.

    ومن أدبيات المجالس : حفظُ اللسانِ من الغيبة والحديث عن عيوب الآخرين .

    يا أيها المغتاب كفى ذنوباً ، أو ماسمعت بقول الله تعالى " ولايغتب بعضكم بعضاً أيحبُ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ".

    يحزنك والله أن تأتي لزيارة زملاءك وإذ بأحدهم يبدأُ في سلسلةٍ من الغيبة والكلام في أعراض الناس وربما تكلم في العلماء والدعاة وآخر ربما نال من ولاةِ الأمر .

    يا أخي أنا ما أتيتُ من بيتي لكي استمع لذنوبكَ وغيبتكَ للآخرين .

    أنا أتيتُ للزيارة والسلام على الأقارب والزملاء ، فإما أن تسكت وإما أن نخرج من المجلس ونترككَ تأكل من لحوم الناس .

    ومن أخلاق الزيارة : عدمُ الإطالة بلاحاجة مما يسببُ الحرج على صاحب البيت ، وربنا يقول " فإذا طمعتم فانتشروا ".

    ومن آداب الزيارت ولكن في عالم النساء : أن تحرص المرأة على اللباس المحتشم الذي يرضي الله ، ولتحذر من اللباس شبه العاري الذي تلبسه بعض الأخوات هداهن الله .

    وكم في زيارات النساء من منكرات وخاصةً في اللباس .

    فيا أيها الرجال ذكروا نساءكم بالتقوى وخاصة في اللباس .

    اللهم استعملنا فيما تحب وترضى وزينا بزينة التقوى .

     
    -----------

    الحمد لله ، وبعد ، معاشر المسلمين .

    إن من أدب الزيارات التي نؤكد عليها  " أن تقولَ ماشاء الله حينما ترى مايعجبك ".

    وهذا الأدب علمناه نبينا صلى الله عليه وسلم حينما قال " إذا رأى أحدكم من أخيه مايعجبه فليدعُ بالبركةِ فإن العين حق ".رواه ابن ماجه بسند صحيح .

    وهذا الأمر من المهمات في زمننا هذا .

    إننا في زمن الحسد وللأسف ، وكم هي القصص المحزنة التي نراها ونسمعها ونعيشها في بيوتِنا وبيوتِ أصحابنا .

    يدخل ذلك الرجل لبيت صاحبه فُيعجب بالبيت ولكنه لايذكر الله ، فتقع العين في البيت ويخرجُ الحاسد من البيت ولكن يبقى الحسد والضرر في البيت .

    وبعض النساءِ لاتذكر الله حينما تزور جارتها ويقع الحسدُ في بيتها وربما نزل التعب والضيق بين الزوجين بعد تلك الزيارة وربما وقعت العين على ذلك الأثاث وهكذا تتوالى القصص الواقعية وليست القصص الخيالية .

    والحلُ سهلٌ بحمد الله وهو أن نذكر الله وندعو بالبركة لصاحب المنزل لا أن نتعجب ونحسدهم على نعم الله التي أسداها لهم .

    ومن أدب الزيارة : أن تأتي بهدية ولو كانت بسيطة لصاحبِ البيت ، وكم من هديةٍ زادت القلوبَ محبةً وفي الحديث الحسن " تهادوا تحابوا ".


    ومن فنون الزيارات : أن تجلس في المكان الذي يختاره لك صاحب المنزل ، حيثُ لايكونُ فيه أيُ حرجٍ عليه ولايكشفُ عورات البيت .

    ومن ذوقيات الزيارات : إذا وجدتَ عند الآخر مايعاب في البيت من أثاثٍ ونحو ذلك فلاتشمتْ به ولاتتحدث عنه عند الآخرين ، واعلم أن كتمان بعض ماتشاهد من جميلِ الآداب .

    ومن أدبيات الزيارات عند النساء : أن تحرص المرأة على عدم الحديث عن أمور النساء الخاصة ، وخاصةً إذا كان هناك فتيات صغار قد يستمعن لهن .

    وكم من مجلسٍ كان بوابةً لبعض المصائب في عالم الفتيات بسبب كلام بعض النساء المتزوجات أمام المراهقات .

    ومن أدب المجلس : لاتكن ممن يتجسس على أهل البيت ويستمع لمايدور في داخله ، قال الله تعالى في التحذير من ذلك  " ولاتجسسوا ".

    وهذه من الصفات الذميمة التي قد توجد عند بعض الناس أثناء زيارتهم للآخرين .

     

    ومن الآداب المهمة أثناء الزيارات  : النصيحةُ بالتي هي أحسن حينما ترى منكراً في البيت ، فربما كان هناك صوتُ غناء أو غيره من المحرمات ، فحينها تجب عليك النصيحة لصاحب المنزل .

    والصمتُ عن المنكر لايرضي الله ، لأن الله أمرَ بالبيان والنصح قال تعالى " ولتكن منكم أمةً يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ".

    ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ". رواه مسلم .

    فاختر كلمةً طيبة تهديها لصاحب البيت لعلها تكون سبباً في زوال ذلك المنكر .

    ومن أدب الزيارات : شكرُ أهلَ البيت عند توديعهم ، ومن لايشكر الناس لايشكر الله ،  وهذا من الفنون المهمة التي تضعُ لك مكاناً في قلوبِ الناس .

    اللهم وفقنا للخيرات واعمر حياتنا بالطاعات .

    اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى .

    اللهم وفق ولي أمرنا لمافيه صلاح الإسلام والمسلمين .

    اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل في الترفيه

    0:00

    سر السعادة

    0:00

    التوازن في مطالب الحياة

    0:00

    من أجمل الفوائد

    0:00

    من أسباب الطلاق عند الرجال - 1

    0:00



    عدد الزوار

    4099816

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة