١٢٦- حديث ٣٧٥٦ قال ابن عباس : ضمّني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره ، وقال : اللهم علمه الحكمة . وفي رواية للبخاري " وعلمه التأويل " .
وأما لفظ " اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل " فقد نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب ، وبهذا اللفظ عند أحمد ، وعند البزار " اللهم علمه تأويل القرآن ".
والمراد بالحكمة هنا ، قيل : الإصابة في القول ، الفهم عن الله ، سرعة الجواب بالصواب .
126- من فضائل ابن عباس .
قال الحافظ : وكان ابن عباس من أعلم الصحابة بتفسير القران ، وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال : لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل ، وكان يقول : نِعم ترجمان القران ابن عباس .
وروى هذه الزيادة ابن سعد من وجه آخر عن عبد الله ابن مسعود وروى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن ابن عمر قال : هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد .
وأخرج ابن أبي خيثمة نحوه بإسناد حسن .
وروى يعقوب أيضاً بإسناد صحيح عن أبي وائل : قال قرأ بن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها ، فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت .
ورواه أبو نعيم في الحلية من وجه آخر بلفظ سورة البقرة .
١٢٧- روى ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه على الكفار ".
١٣١- الأفضل في الوتر أن يتقدمه شفع وأقله ركعتان ، واختلف أيهما أفضل وصلهما به أو فصلهما .
١٣١- صنف ابن أبي عاصم جزءاً في فضل معاوية رضي الله تعالى عنه .
١٣٢- حديث ٣٧٦٧ " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أبغضني " استدل به على أن من سبها فإنه يكفر ، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر .
قال الحافظ : وفي هذا التوجيه نظر .
١٣٤- عائشة رضي الله تعالى عنها حفظت الكثير من الأحاديث وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قريباً من خمسين سنة ، فأكثر الناس الأخذ عنها ونقلوا عنها منها الأحكام والآداب شيئاً كثيراً ، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها ، وكان موتها في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين وقيل في التي بعدها .
ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً على الصواب ، وسألته أن تكتني فقال : اكتني بابن أختك فأكتنت أم عبد الله .
وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنه كنّاها بذلك لما أحضر إليه ابن الزبير ليحنكه فقال : هو عبد الله وأنت أم عبد الله ، قالت : فلم أزل أكنى بها .
١٣٥- عند ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة .
١٣٨ - الأنصار اسم إسلامي سمّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج وحلفاءهم .
١٤٢- حديث ٣٧٨٦ " جاءت امرأة من الأنصار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ومعها صبي فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : والذي نفسي بيده إنكم لأحبّ الناس إلي مرتين ".
قلت : تأمل في التصريح بالحب وإظهار العاطفة عند نبينا صلى الله عليه وسلم .
١٤٦- حديث ٣٧٩٣ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار : إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
أشار بذلك إلى أن الأمر يصير في غيرهم فيختصون دونهم بالأموال ، وكان الأمر كما وصف صلى الله عليه وسلم ، وهو معدود فيما أخبر به من الأمور الآتية .
١٥٤- حديث ٣٨٠٣ " اهتز عرش الرحمن لموت سعد ".
قيل في المعنى : اهتزاز العرش يعني استبشاره وسروره بقدوم روحه وعند الحاكم من حديث ابن عمر " اهتز العرش فرحاً به " .
وعند الترمذي وصححه من حديث أنس قال : لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون ما أخف جنازته فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الملائكة كانت تحمله ، وقيل المراد اهتزاز حملة العرش .
وقد جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة أو أكثر وثبت في الصحيحين فلا معنى لإنكاره .
قلت : والصواب أن العرش هو الذي اهتز لظاهر اللفظ .
١٥٦- من أحاديث الكرامات .
حديث 3805 عن أنس رضي الله عنه أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا ، فتفرق النور معهما .
وقال معمر عن ثابت عن أنس أن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار ، قال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبى - صلى الله عليه وسلم - .
١٥٧- عاش سعد بن معاذ ثلاثاً وثلاثين سنة على الصحيح .
١٦٩- فضل عبد الله بن سلام . حديث ٣٨١٢ قال سعد بن أبي وقاص : ما سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام .
١٦١- كان اسم عبد الله بن سلام في الجاهلية الحصين فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله . أخرجه ابن ماجه .
١٦٤- حديث ٣٨٢٢ قال جرير البجلي : ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك ".
ومعنى ماحجبني أي من مجلسه المختص بالرجال أو المراد بالحجاب منع ما يطلبه منه .
١٦٧- خديجة رضي الله تعالى عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره خمس وعشرين في قول الجمهور .
زوجها أبوها خويلد وقيل عمها ، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة .
وماتت على الصحيح بعد المبعث بعشر سنين في شهر رمضان وأقامت مع الرسول صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة .
ومنهم من قال بأنها أفضل نساءه صلى الله عليه وسلم على الراجح .
١٧٠- جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة إلا إبراهيم فإنه كان من جاريته مارية .
والمتفق عليه من أولاده منها القاسم وبه كان يكنى مات صغيراً قبل البعثة .
ومات الذكور صغاراً بالاتفاق .
مما كافأ الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة أنه لم يتزوج عليها أحد في حياته ، وهذا بلا خلاف ، وفيه دليل على عظم قدرها عنده لأنها أغنته عن غيرها ، فصان قلبها فيها من الغيرة ومن نكد الضرائر الذي ربما حصل له هو منه ما يشوش عليه بذلك وهي فضيلة لم يشاركها فيها غيرها.
ومما اختصت به سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان فسنت ذلك لكل من آمنت بعدها فيكون لها مثل أجرهن لما ثبت أن من سن سنة حسنة وقد شاركها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة إلى الرجال ولا يعرف قدر ما لكل منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله عز و جل .
وعاش الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوجها ٣٨ عاماً انفردت خديجة بخمسة وعشرين سنة وهي نحو الثلثين من المجموع.
١٧١- في حديث خديجة ٣٨١٩ " بشر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولانصب " .
من قصب ولم يقل من لؤلؤ لأن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها .
وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها .
وأما قوله " ببيت " فقال أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار المراد به بيت زائد على ما أعد الله لها من ثواب عملها ولهذا قال لا نصب فيه أي لم تتعب بسببه .
قال السهيلي : لذكر البيت معنى لطيف لأنها كانت ربة بيت قبل المبعث ثم صارت ربة بيت في الإسلام منفردة به فلم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي صلى الله عليه و سلم بيت إسلام إلا بيتها وهي فضيلة ما شاركها فيها أيضا غيرها .
قال وجزاء الفعل يذكر غالباً بلفظه وإن كان أشرف منه فلهذا جاء في الحديث بلفظ البيت دون لفظ القصر انتهى .
وفي ذكر البيت معنى آخر لأن مرجع أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم إليها لما ثبت في تفسير قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " قالت أم سلمة : لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي . الحديث أخرجه الترمذي وغيره .
ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة لأن الحسنين من فاطمة وفاطمة بنتها وعلي نشا في بيت خديجة وهو صغير ثم تزوج بنتها بعدها فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها .
قوله " لا صخب فيه ولا نصب " الصخب : الصياح والمنازعة برفع الصوت والنصب بفتح النون : التعب .
وقال السهيلي : مناسبة نفي هاتين الصفتين أعني المنازعة والتعب أنه صلى الله عليه و سلم لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعاً فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك بل أزالت عنه كل نصب وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل عسير فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة .
١٧٢- من فضل خديجة أن جبريل اقرأها السلام من ربها " فعند النسائي من حديث أنس قال قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقرئ خديجة السلام . يعني فأخبرها ، فقالت : إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول السلام ورحمة الله وبركاته .
ومن الفوارق بينها وبين عائشة أن جبريل سلم عليها أما خديجة فنقل جبريل سلام الله عليها .
١٧٣- جاء عند الطبراني حديث أن جبريل نقل سلام الله على عائشة ولكنها رواية شاذة .
١٧٤- من أحب شيئاً أحب محبوباته وما يشبهه وما يتعلق به ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما دخلت عليه أخت خديجة هالة ، عرف استئذان خديجة لأنها تشبهها .
١٧٤- في ثناء عائشة على نفسها في مقابل خديجة قالت : قد أبدلك الله خيراً منها . جاء في رواية عند أحمد والطبراني عن عائشة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ما أبدلني الله خيراً ، آمنت بي إذ كفر بي الناس .
قال الطبري : الغيرة مسامح للنساء ما يقع فيها ولاعقوبة عليهن في تلك الحالة لما جبلن عليه ولهذا لم يزجرها صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
١٧٩- ذكر الحافظ رحمه الله تعالى كتاباً له بعنوان " الأوائل ".
١٧٩- بداية قصة وأد البنات في الجاهلية .
كان أهل الجاهلية يدفنون البنات وهن بالحياة ويقال كان أصلها من الغيرة عليهن لما وقع لبعض العرب حيث سبي بنت آخر فاستفرشها فأراد أبوها أن يفتديها منه فخيرها فاختارت الذي سباها فحلف أبوها ليقتلن كل بنت تولد له فتبع على ذلك .
وأكثر من كان يفعل ذلك منهم من الإملاق كما قال الله تعالى " ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ".
١٨١- أخرج الإسماعيلي من طريق حماد بن زيد في قصة توسعة عمر للمسجد ، وأعطى من أبى أن يبيع ثمن داره .
قلت : لعل هذا أصل لتثمين الدور عند توسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام .
١٨٥- قال ابن قدامه في المغني : ليس من شريعة الإسلام الصمت عن الكلام وظاهر الأخبار تحريمه .
١٨٦- حديث " صمت الصائم تسبيح ". قال الحافظ : الحديث لا يثبت .
١٨٦- قال الحافظ : الصمت المرغب فيه ترك الكلام بالباطل وكذا المباح إن جر إلى شيء من ذلك ، والصمت المنهي عنه ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه وكذا المباح المستوي الطرفين .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
الحاج والعلم
0:00
فوائد في الصيام
0:00
يا رب
0:00
أحكام الآنية
0:00
مقدمة في أحكام البيوع - 2
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |