• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • تعليقات على الأحاديث من 72 حتى 75

  •  

    الحديث 72 

    عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأهويت لأنزع خفيه ، فقال: " دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما.

    الفوائد :

    1- حرص الصحابة على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء حتى في خلع الحذاء أو الخف ، ويؤخذ منه على وجه الإجمال خدمة الوالدين والعلماء والتفاني في ذلك .

    2- إذا لبس الرجل الخف أو الشراب على طهارة فيجوز له أن يمسح عليها بلا خلاف بين العلماء .

    3- إذا كان الخف ملبوس على غير طهارة فلا يجوز المسح عليه ، ومن مسح عليه فطهارته باطلة وبالتالي صلاته باطلة .

    4- المسح على الخفين من خصائص هذه الأمة وهو من تيسير الله لها ، كما قال تعالى " يريد الله بكم اليسر " .

    5- هناك مسائل فرعية تتعلق بالمسح على الخفين وقد تناولها العلماء في كتب الفقه ، فيحسن بك مراجعتها .


    الحديث 73 

    عن عمرو بن أمية رضي الله عنه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتز من كتف شاة فدعي إلى الصلاة فألقى السكين فصلى ولم يتوضأ.

    الفوائد :

    1- فيه بيان أن أكل لحم الغنم لاينقض الوضوء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكل من الكتف ولم يعد وضوءه .

    2- ليس هناك أكل يبطل الوضوء إلا أكل لحم الإبل فقط لورود النص ، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، قال : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :إن شئت .

    3- وأما حديث "كان آخر الأمرين من الرسول ترك الوضوء مما مست النار " رواه النسائي وصححه الألباني ، فهذا عام وحديث الوضوء من لحم الإبل خاص والخاص يقضي على العام .

    4- وأما بقية أجزاء الإبل كالكرش والكبد فهي ناقضة للوضوء لأنه داخل في حكمها ولفظها ومعناها ، والتفريق بين أجزائها ليس له دليل ولا تعليل كما رجحه ابن تيمية .

    5- وأما ألبان الإبل ومرقها فلا تنقض الوضوء لعدم الدليل.

    6- وأما الحكمة من الوضوء من لحم الإبل ، فقيل لأن لحوم الإبل فيها قوة وغلظة وتؤثر على الأعصاب، والوضوء يسكن الأعصاب ويبردها ، كما في الشرح الممتع (1/308) .

    قلت: وهذا القول اجتهاد من العلماء ، وقد تكون هناك حكمة أخرى لا يعلمها إلا الله ، والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله تعالى سواء عرف الحكمة أم لم يعرفها.

    وقيل لأنه فوق رأس كل بعير شيطان كما في الحديث عند أحمد وابن خزيمة بسند حسن .

     
    الحديث 74 

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يعذبان وما يعذبان في كبير ".

    ثم قال: " بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة .

    ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ، فوضع على كل قبر منهما كسرة ، فقيل له.: يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال: " لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا ".

    الفوائد :

    1- إثبات عذاب القبر وأنه حق .

    2- هذان القبران جديدان وليسا من قبور الجاهلية ، قال ابن حجر : وأما حديث الباب فالظاهر من مجموع طرقه أنهما كانا مسلمين ففي رواية بن ماجه " مر بقبرين جديدين " فانتفى كونهما في الجاهلية .

    وفي حديث أبي أمامة عند أحمد " أنه صلى الله عليه وسلم مر بالبقيع فقال من دفنتم اليوم ها هنا " فهذا يدل على أنهما كانا مسلمين لأن البقيع مقبرة المسلمين والخطاب للمسلمين مع جريان العادة بأن كل فريق يتولاه من هو منهم .

    ويقوي كونهما كانا مسلمين رواية أبي بكرة عند أحمد والطبراني بإسناد صحيح " يعذبان وما يعذبان في كبير وبلى وما يعذبان إلا في الغيبة والبول " فهذا الحصر ينفي كونهما كانا كافرين لأن الكافر وإن عُذِّب على ترك أحكام الإسلام فإنه يعذب مع ذلك على الكفر بلا خلاف .

    3- قوله " ومايعذبان في كبير " أي ليس بكبير في الحذر منه ، فكان يمكنهم التخلص من ذلك الشيء .

    4- التحذير من النميمة وأنها من أسباب عذاب القبر .

    5- النميمة هي : نقل كلام الغير بقصد الإضرار وهي من أقبح القبائح .

    6- قوله " لايستتر من بوله " أي لايتحفظ من بوله ويستتر منه ، وليس المعنى أنه يكشف عورته لأن كشف العورة ليس المقصود هنا لارتباط التحذير بالبول ، ويؤيده حديث أبي هريرة مرفوعا " أكثر عذاب القبر من البول " أي بسبب ترك التحرز منه ، قال الحافظ ابن حجر : ويؤيده أن لفظ " من " في هذا الحديث لما أضيف إلى البول اقتضى نسبة الاستتار الذي عدمه سبب العذاب إلى البول .

     
    الحديث 75 

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: " دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ".

    الفوائد :

    1- الجهل بقيمة الشيء تجعل الإنسان يخطئ في التصرف تجاهه ، فهذا الأعرابي يجهل قيمة المسجد فارتكب الخطأ وبال فيه .

    2- وجوب تعظيم بيوت الله والمحافظة عليها من كل النجاسات والمخالفات .

    3- بعض الصحابة غضبوا من الأعرابي وتكلموا عليه ونهروه ، وهذا لايستغرب منهم لمحبتهم للمسجد واستغرابهم ممن يقلل الاحترام له .

    4- سعة الأفق عند النبي صلى الله عليه وسلم والحكمة في التعامل مع المواقف والأحداث ، فتأمل كيف أوقف الصحابة وقال " دعوه " أي اتركوه حتى يفرغ من بوله ، لأنه لو قطع بوله فجأة فسوف يتضرر طبياً في حبس البول ، ومن جهة أخرى قد يتفاجأ من هذا الإنكار ويتحرك لمكان آخر وينجسه .

    5- الأصل أن النجاسات تزال بالماء إلا ماورد فيه النص كنجاسة الكلب " تغسل سبعا أولاهن بالتراب " .

    6- الأصل أن النجاسة تغسل حتى تزول وليس هناك عدد معين إلا في نجاسة الكلب ، أما نجاسة البول أو دم الحيض وغيرها فإنها تغسل حتى تزول سواء زالت من مرة أوحدة أو مرتين أو ثلاث .

    7- قوله " فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " يستفاد منه الرفق في الإنكار على المخالف ، وخاصة إذا غلب على الظن أنه جاهل  ، وفيه التحذير من القسوة في التعليم أو الدعوة وأنها تضر أكثر مما تنفع .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    من هنا وهناك

    0:00

    تلاوة من سورة النساء 110-112

    0:00

    تأملات في سورة العلق

    0:00

    التثبيت والتثبيط

    0:00

    تأملات من قصة يونس عليه السلام

    0:00



    عدد الزوار

    4139206

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة