• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • تعليقات على الأحاديث من 11 حتى 20

  •  


    الحديث 11

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة شك مالك فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية . قال وهيب: حدثنا عمرو الحياة وقال: خردل من خير .

    الفوائد :

    1. إثبات صفة الكلام لله تعالى كما تليق بجلاله وعظمته .

    2. سعة رحمة الله تعالى .

    3. لايبقى في النار أحد من أهل الإيمان .

    4. إثبات أن أهل الكبائر لابد أن يدخل بعضهم النار ممن لم تشملهم رحمة الله .

    5. قد لايدرك العقل بعض أخبار الغيب ، فهنا نقول: سمعنا وأطعنا ولا نخوض في الكيفيات التي لادليل على تفاصيلها .

     

    الحديث 12

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره ، قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين .

    الفوائد :

    1. " الثدي " قيل إنه خاص بالمرأة ، ولكن هذا الحديث يبين أنه عام للرجل والمرأة .

    2. فضيلة عمر رضي الله عنه وأنه صاحب إيمان كبير .

    3. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعبر الرؤى وكان يأمر أصحابه أحيانا بقص الرؤى عليه .

     

    الحديث 13

    عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان .

    الفوائد :

    1. الحياء من الإيمان إذا كان يبعث صاحبه على فعل الجميل وترك ما لا ينبغي .

    2. يؤكد ذلك الحديث السابق " والحياء شعبة من الإيمان ".

    3. قد يكون الحياء مذموماً حينما يمنعك من فعل الحق والبعد عن كمالات الأمور .

    4. من أخطاء بعضهم قول " لاحياء في الدين " إذا أراد أن يسأل ، والصواب أنه لاحياء في تعلم أمور الدين ، ومنه قول مجاهد : لا يتعلم العلم مستحي ولامستكبر .

     

    الحديث 14

    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .

    الفوائد :

    1. إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أمرت فالآمر له هو الله ، ويجري على ذلك الصحابة إذا قالوا " أمرنا " فالآمر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم .

    2. الجهاد هنا هو جهاد الطلب وقتال من لم يدخل في الإسلام .

    3. العبرة في الإسلام ليس فقط النطق بالشهادتين بل لابد معهما من القيام بالأركان والواجبات الشرعية .

    4. ذكر الرسول هنا " الصلاة والزكاة " لأنهما أمهات العبادات البدنية والمالية .

    5. أموال المسلمين ودماؤهم حرام ولا يجوز النيل منها أبداً إلا بحقها .

    6. الحكم بإيمان الناس يكون على ما يصدر منهم وأما التشكيك في النيات والبحث عن ذلك فليس من الشرع .

    7. لايصح التكفير بدون أي ضوابط .

    8. قبول توبة الكافر بدون أن نبحث عن صدقه وكذبه .

     

    الحديث 15

    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور .

    الفوائد :

    1. حرص الصحابة على تعلم أمور دينهم .

    2. العمل يدخل فيه الإيمان بالله .

    3. فضل الجهاد في سبيل الله وأنه من أعظم الأعمال عند الله .

    4. فضل الحج المبرور وهو الحج المقبول ، وقيل : الذي لارياء فيه ، والصواب أنه الذي كان فيه ركني القبول الإخلاص والمتابعة .

    5. أجوبة الرسول تختلف أحياناً مع أن السؤال قد يكون واحداً ، والجواب عن هذا الإشكال أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال أو السائلين .

     

    الحديث 16

    عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطاً وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً هو أعجبهم إلي فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً ؟ فقال : أو مسلما. فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي . فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً ؟ فقال : أو مسلماً.
    ثم غلبني ما أعلم منه ، فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار.

    الفوائد :

    1. كان الرسول صلى الله عليع وسلم يتألف قلوب الناس بالعطايا ، وكان عنده أحد أصحابه وهو جعيل الضمري وهو من المهاجرين فلم يعطه شيئاً ، وكان سعد بن أبي وقاص جالس ، فاستغرب سعد أن الرسول لم يعط هذا الصحابي شيء وحلف أنه يراه مؤمناً ، فقال له الرسول بل مسلماً ، والمراد هنا ياسعد لا تحكم على بواطن أمور الناس بل احكم على ما يظهر منهم .

    2. بيّن الرسول لسعد السبب في إعطائه للناس وترك ذلك الصحابي هو أن بعض الداخلين في الإسلام يحتاجون لبعض المال والعطايا تأليفا لهم وترغيباً لإسلامهم .

    3. لا يفهم من ترك الرسول العطاء لذلك الصحابي هو البخل أو عدم العدل ، بل لأجل مافي قلوب أولئك الصحابة من الإيمان واليقين الذي يغنيهم عن تلك العطايا .

    4. حرص ولي الأمر على تأليف قلوب الناس وخاصة ضعفاء الإيمان .

    5. لا بأس من تنبيه الإمام والكبير على بعض ما يراه الناس منه من تصرفات .

    6. الإسرار بالنصحية خير من الإعلان بها .

    7. تبيين الأسباب للناس عند اتخاذ بعض القرارات مما يبعث الطمأنينة والإقناع في نفوسهم .

     

    الحديث 17

    عن ابن عباس رضي الله عنها قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ، قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيراً قط .

    الفوائد :

    1. كانت هذه الرؤيا في صلاة الكسوف كما جاء في بعض الروايات .

    2. أكثر أهل النار من النساء بسبب جحود حق الزوج .

    3. أكثر أهل الجنة النساء بسبب كثرة الأزواج من الحور العين .

    4. جواز تسمية بعض الذنوب " كفراً " كما هنا ، وكما في حديث " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ولكن ليس المراد به هنا الكفر المخرج من الملة .

    5. ينبغي على المستمع أن يراجع شيخه حينما يسمع الجواب الذي يحتاج إلى إيضاح .

    6. في بعض الروايات " وتكثرن اللعن " ويلاحظ هنا خطورة آفة اللسان عند الزوجة حيث أنها قد تجحد حق الزوج وتتكلم عليه بقولها : ما رأيت منك خيرا قط ، واللعن الصادر منها لزوجها ، وكلا الأمرين من أكبر آفات اللسان .

    7. المرأة الصالحة تحفظ المعروف لزوجها ولاتنساه مهما فعل .

    8. حسن أدب المرأة لزوجها سبب لدخول الجنة .

    9. سرعة المرأة لنسيان حق الزوج وغفلتها عنه .

    فائدة: قال الحافظ : أحاديث البخاري بدون التكرار 2513 حديث [ 1/ 105 ].

     

    الحديث 18

    عن المعرور قال : لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم .

    الفوائد :

    1. المعرور بن سويد لما قابل أباذر وجده مع غلامه وكلاهما قد لبس حلة جميلة ، وهذا خلاف العادة أن يلبس الرجل وغلامه حلتان جميلتان ، فتعجب المعرور فسأل أباذر عن سبب ذلك .

    2. في بعض الروايات ما ملخصه : كان عند أبي ذر غلام وحصل بينهما شيء فقام أبو ذر وعيره بأمه وقال: يا ابن السوداء .

    3. وقع ذلك من أبي ذر قبل علمه بالتحريم .

    4. وقوع الخطأ من الصحابي لا ينقص قدره ، فحسناتهم تغمر كل خطأ وقعوا فيه .

    5. قد تبقى في المرء بعض أخلاق الجاهلية حتى لو كان كبير المنزلة في الإسلام .

    6. كل ذنب يكون من ترك واجب أو فعل محرم فهو من أفعال الجاهلية.

    7. استجابة الصحابة للرسول حيث أن أباذر جعل الحلة التي يلبسها غلامه جميلة كما هي حلته .

    8. الرحمة بالخدم والعمال وأن هذا من كريم الخلال والصفات .

    9. إذا كان العامل خادماً لنا فهذا لايعني عدم استشعار أخوته لنا .

    10. لا يجوز تكليف العمال ما لا يطيقون ، فإن كلفناهم فيجب أن نعينهم على ذلك .

    11. الحديث يدل على اشتراط المواساة مع الخدم لا المساواة .

    12. محبة الرسول للصحابة لم تمنعه من نصيحتهم وبيان الحق لهم ، حتى لو كان في ذلك بعض العتاب لهم .

     

    الحديث 19

    عن الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل .
    قال : ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .
    فقلت يا رسول الله : هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه .

    الفوائد :

    1. قوله " ذهبت لأنصر هذا الرجل " المقصود بالرجل هنا " علي رضي الله " في قصة الفتنة .

    2. القتال الذي يحصل بين أهل الإيمان لاينفي عنهم الإيمان ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث " وإن طائفتان من المؤمنين " فسماهم مؤمنين .

    3. وجوب العزلة عن الفتن التي تقع بين أهل الإيمان.

    4. انصح أخاك إذا رأيته مقدماً على بابٍ فيه فتنة له .

    5. من عزم على فعل المعصية وقام بأسبابها فإنه يأثم وتُكتب عليها حتى لو لم يفعلها ، فانظر هنا كيف دخل المقتول النار؛ لأنه كان عازماً أصلاً على قتل أخيه .

    6. من عزم على فعل المعصية ولكنه تركها خوفاً من الله فإنه مأجور وعليه يُحمل حديث " ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتب الله له حسنة كاملة فإنه إنما تركها من جرائي " أي خوفاً من الله .

    7. حرمة دم المسلم وأن القتل طريق للنار نسأل الله السلامة والعافية .

     

    الحديث 20

    عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم ؟ فأنزل الله ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) .

    الفوائد :

    1. الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، ومن أشرك بالله تعالى فقد وضع العبادة لغير مستحقها .

    2. الظلم أنواعه كثيرة ومنها : الظلم الأكبر وهو الشرك ، قال ابن رجب: وأكثر ما يرد في القرآن وعيد الظالمين يراد به الكفار كقوله تعالى: ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) وقوله: ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) ومثل هذا كثير .

    3. ومن أنواع الظلم: الظلم بين العباد ، وهذا لابد فيه من إرجاع الحقوق لأهلها أو التسامح منهم .

    4. ومنها مايكون بين العبد ونفسه من التقصير في المأمورات أو فعل المحظورات كقوله تعالى: ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) وقوله: ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .

    5. حرص الصحابة على تعلم أمور دينهم والسؤال عما يشكل عليهم .

    6. بعض الآيات فيها غموض وتحتاج إلى بيان والذي ينبغي على أهل العلم بيان ذلك للناس ليفهموا مراد كلام الله .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    التحذير من القسوة

    0:00

    فضائل ذكر الله

    0:00

    الحسنات والسيئات

    0:00

    تأملات في سورة الفتح - 2

    0:00

    ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ( 3 )

    0:00



    عدد الزوار

    4139462

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة