• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • تعليقات على الأحاديث من 36 حتى 41



  • الحديث 36 

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟
    فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، قال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال .
    وقال بعضهم : بل لم يسمع .
    حتى إذ قضى حديثه قال : أين - أراه - السائل عن الساعة .
    قال : ها أنا يا رسول الله، قال : فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة .
    قال : كيف إضاعتها؟ قال : إذا وُسِد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .

    الفوائد :

    1. من سُئل عن علما وهو مشتغل بشيء ، فليقدر الأمور وينظر ماهو الأصلح ، فقد يكون حال السائل يستدعي قطع الكلام أو الشغل وإجابته، وقد يكون تأديبه وتجاهله أفضل، وقد جاء في صحيح مسلم في حديث أبي رفاعة أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب رجل غريب لا يدري دينه جاء يسأل عن دينه فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته وأتى بكرسي فقعد عليه فجعل يعلمه ثم أتى خطبته فأتم آخرها .

    2. الحرص على السؤال عن مهمات الأمور .

    3. قيل " حسن السؤال نصف العلم ".

    4. قيل " من ابتلي بالفتوى علم قدر حسن السؤال ".

    5. الحرص على ضبط العلم من خلال الأسئلة والأجوبة .

    6. " إذا وسد " أي أسند .

    7. من علامة الساعة أن يترأس على الناس من ليس بأهل لذلك .

    8. في الأمور العلمية لايصح أن تأخذ العلم ممن ليس أهلا له .

    الحديث 37

    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: تخلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه، فأدركنا وقد أرهقنا الصلاة، صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته : ويلٌ للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثًا .

    الفوائد :

    1. لا بأس من رفع الصوت بالعلم إذا استدعى الأمر ذلك، إما لبعد الناس عن صاحب العلم أو لكثرة الجمع، أو لموعظة كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا خطب علا صوته .

    2. استحباب إعادة العلم لمن لم يفهمه أو لم يسمعه .

    3. " الأعقاب " مؤخرة القدم .

    4. الحرص على إسباغ الوضوع وإيصال الماء لكل عضو .

    5. إنكار المنكر ، وقد تكون الحكمة أن ينكر مباشرة وقد يناسب أن يؤخر الإنكار للمصلحة المترتبة على ذلك . 

    الحديث 38

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحات ولا، ولا، وتؤتي أكلها كل حين وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟
    قال: فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، ووقع الناس في شجر البوادي.
    قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا عاشر عشرة وأنا أصغر القوم، وأنا غلام شاب، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فاستحييت فسكت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟
    قال: هي النخلة .

    الفوائد :

    1. طرح العالم المسألة ليختبر الناس .

    2. بركة النخل وعموم نفعها، وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة وفي جميع أحوالها فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعاً ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى و، كذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.

    3. الفهم في العلم نعمة كبيرة .

    4. الحياء في العلم ليس بمحمود على الإطلاق، فيُحمد في توقير العلماء والتأدب معهم ولكنه لايحمد حينما نترك السؤال في أمور ديننا بسببه .

    5. تقدير الكبار وأهل العلم، وأن الشباب كانوا يحضرون مجالس الرسول عليه الصلاة والسلام .

    6. روى البزار أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك )هكذا أورده مختصراً ، قال الحافظ : وإسناده صحيح .

    7. العالم الكبير قد يخفى عليه بعض العلم؛ لأن العلم مواهب .

    8. الخواطر التي تقع في القلب من محبة الثناء على أعمال الخير لا يقدح فيها إذا كان أصلها لله وذلك مستفاد من تمني عمر المذكور ، ووجه تمني عمر رضي الله عنه ماطُبع الإنسان عليه من محبة الخير لنفسه ولولده، ولتظهر فضيلة الولد في الفهم من صغره وليزداد من النبي صلى الله عليه و سلم حظوة ولعله كان يرجو أن يدعو له إذ ذاك بالزيادة في الفهم .

    الحديث 39

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوسٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجلٌ على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم : أيكم محمدٌ ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكىءٌ بين ظهرانيهم، فقلنا : هذا الرجل الأبيض المتكىء .
    فقال له الرجل : ابن عبد المطلب ؟
    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : قد أجبتك .
    فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم : إني سائلك فمشددٌ عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك .
    فقال : سل عما بدا لك .
    قال : أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟
    فقال : اللهم نعم .
    قال : أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال : اللهم نعم .
    قال أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟
    قال : اللهم نعم .
    قال : أنشدك بالله، آلله أمرك أن نأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فنقسمها على فقرائنا ؟
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم نعم .
    فقال الرجل : آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر .

    الفوائد :

    1. تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم في جلوسه مع الناس لتعليمهم وعدم تميزه بشيء بينهم ، حيث قال الرجل " أيكم محمد " .

    2. جواز اتكاء الإمام بين أصحابه وأن هذا ليس من الكبر .

    3. الأعرابي لم يُدِخل الجمل المسجد بل تركه عند الباب كما في رواية " فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل " كما عند أحمد والحاكم .

    4. من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أبيض مشرب بحمرة كما في بعض الروايات .

    5. حسن الاستماع للسائل مهما كان أسلوبه، والأعرابي هنا لم يقل أين رسول الله ولم يمدحه بمقدمات كثيرة بل قال: أيكم محمد ، ثم سأل، ومع ذلك لم يعنفه الرسول صلى الله عليه وسلم بل قال: " أجبتك " أي: سمعتك .

    6. لم يذكر الحج هنا ، وجاء في صحيح مسلم أنه سأله عن الحج .

    7. هذا الصحابي اسمه ضِمام ، وقد انطلق بعد ذلك داعية إلى الله، وفي هذا بيان ماكان عليه الصحابة من الحرص على تبليغ الدين رغم قلة المعلومات التي لديهم .

    8. العمل بخبر الآحاد ، وهو منهج أهل السنة والجماعة خلافاً لمنهج المبتدعة.
     

    الحديث 40

    عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه .

    الفوائد :

    1. الرجل الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم هو عبدالله بن حذافة السهمي .

    2. إرسال الكتابات الدعوية للأمم .

    3. قال البخاري : فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق .

    الحديث 41

    عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم كتاباً فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتاباً إلا أن يكون مختوماً، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة وكان فصه منه، نقشه: محمد رسول الله.
    وقال: إني اتخذت خاتماً من ورق ونقشت فيه نقشاً: محمد رسول الله، فلا ينقش أحد على نقشه ، فكأني أنظر إلى بياضه في يده .
    فقلت لقتادة: من قال: نقشه محمد رسول الله؟ قال: أنس.

    الفوائد :

    1. الأصل في لبس الخاتم الجواز وليس الاستحباب .

    2. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتخذ خاتماً قبل بدء مراسلاته الدعوية .

    3. الحرص على توثيق البرامج الدعوية والعلمية .

    4. لبس الخاتم هل يكون في اليمنى أو اليسرى؟
    الجواب : النصوص وردت فيهما والأكثر أنها في اليمنى في الخنصر .

    5. لا بأس من النقش على الخاتم ولكن إن كان فيه ذكر الله فليحرص على عدم تعرضه للإهانة .

    6. خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم كان من فضة ، والذهب محرم على الرجال مباح للنساء .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    مآسي المخدرات

    0:00

    رسائل في العبادة

    0:00

    يا رب

    0:00

    أحكام صلاة العيد

    0:00

    مسائل في الزكاة - 2

    0:00



    عدد الزوار

    4100904

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة